زيارة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد لمصر ألقت المزيد من الأضواء علي علاقات مصر وإيران. فالأولي توصف بأنها سنية المذهب شيعية الهوي, في حين تحولت أغلبية الثانية من المذهب السني إلي الشيعي قبل نحو خمسة قرون. ومصر بها بعض مزارات آل بيت النبي محمد صلي الله عليه وسلم; وهي مزارات يحب الإيرانيون الشيعة زيارتها. كما أن المصريين اغتبطوا بالثورة الإيرانية عام1979 لإطاحتها بنظام الشاه, الذي حرم جانبا كبيرا من الشعب الإيراني من ثروة بلاده, في حين اغتبط معظم الإيرانيين بالثورة المصرية. وأمام هذه النقاط المشتركة بين البلدين نجد نقاط خلاف جوهرية. وأهم نقاط الخلاف الموقف الإيراني من ثورة أغلبية مناطق سوريا علي نظام الحكم السوري المتحالف مع إيران.فإيران تساند مايتم من استخدام كثيف للأسلحة ضد المعارضة المسلحة, ومايتربت علي ذلك من سقوط عشرات آلاف الضحايا والتدمير واسع النطاق لسبل عيش ملايين السوريين. وأدت الحرب إلي لجوء عشرات آلاف السوريين إلي مصر, والتعاطف الشديد مع السوريين; وهو مضاد لمن أدي بهم إلي هذا الوضع. وعند هذه النقطة ينسي المصريون أي روابط مع الإيرانيين, ويتذكرون فقط مساهمة إيران في مأساة الشعب السوري. لهذا يجب علي إيران أن تدرك أن تفعيل نقاط الالتقاء مع المصريين مرتبط بسياسات إيرانية إيجابية نحو مشاعر المصريين ومصالحهم مع بقية الدول العربية. المزيد من أعمدة عاطف صقر