أكد الدكتور محمد نور جعل, وزير الدولة للشئون الخارجية والتعاون الدولي الصومالي, أن بلاده بحاجة إلي دعم أشقائها العرب والمسلمين ودعم العالم كله لإعادة بناء الدولة وإعمار ماخربته الحرب. وأكد وجود حكومة جديدة في الصومال ورئيس جديد يحظون الآن بثقة المجتمع الدولي, الذي يتجه لرفع حظر التسليح عن الصومال, مما يتيح بناء قدرات الجيش الصومالي, وأكد الوزير خلال حواره لل الأهرام أن حكومته أنجزت في الأشهر الأربعة الماضية علي الصعيد الأمني, وتسعي في المرحلة المقبلة لإستكمال مهامها علي جميع الأصعدة. - ما مطالبكم التي طرحتموها أمام القمة الإسلامية ؟ القمة تعتبر هذه المرة والدول الإسلامية تواجه أكبر تحد, ونرجو أن تجد الحل للمشاكل في العالم الإسلامي سواء كانت المشكلات السياسية أو الحروب الأهلية أو مشكلات التنمية, وبالنسبة للصومال قدمنا مشروعا لإعادة إعماره وإعادة الاستقرار والأمن ودعم النظام الجديد والرئاسة الجديدة في الصومال, ونرجو أن يجد قبولا لدي الدول الإسلامية, ونشكر لمصر إستضافة المؤتمر. تفاصيل مطالبكم ؟ قدمنا4 مشروعات, من بينها عقد مؤتمر إسلامي للدول المانحة لدعم صندوق إعمار الصومال, وإعفاء جميع ديون وإلتزامات الصومال خلال فترة العشرين عاما الماضية, حتي لاتكون عبئا علي الحكومة الجديدة, كما طالبنا بإعادة إفتتاح سفارات الدول الإسلامية بالصومال وإعادة تبادل التمثيل الدبلوماسي. دعا بان كي مون وواشنطن مؤخرا لبحث إمكان رفع حظر التسلح عن الصومال... هل هناك محاولة من جانبكم للحصول علي دعم الدول الإسلامية لبناء جيش صومالي وتحقيق الأمن في الصومال ؟ نسعي إلي الحصول علي دعم الدول الإسلامية لرفع هذا الحظر.. ونرجو أن تؤكد القمة ذلك, ودعم الصومال. قابلت وزير الخارجية المصري علي هامش القمة.. ماذا دار في اللقاء ؟ طالبنا بأن تقوم مصر بدعم الموقف الصومالي, وقال إن مصر ستدعم مطالب الصومال للقمة. وماذا تنتظرون من مصر علي وجه الخصوص التي تربطها علاقات خاصة بالصومال علي مر التاريخ ؟ ننتظر من مصر دورا لايماثل ما ننتظره من الدول الأخري, ومصر كان دورها قبل الأزمة في الصومال كبيرا, ونأمل أن تستعيده اليوم, سواء في الجانب السياسي أو الثقافي أو الإقتصادي, وقد وجهت الدعوة للسيد محمد كامل عمرو وزير الخارجية لزيارة الصومال قريبا, وقد قبل الدعوة, وستتم زيارته للصومال قريبا جدا لإعادة إفتتاح السفارة المصرية في مقديشو, وسيسعدنا أن يرفرف العلم المصري قريبا في الصومال. ما الرسالة التي تحاولون توجيهها الآن للحكومات والشعوب العربية والإسلامية عن الأوضاع في الصومال كأول حكومة منتخبة بعد الفترة الإنتقالية ؟ نقدم رسالتنا للعالم كله والعالمين العربي والإسلامي خصوصا أن يسهموا في إعادة الإعمار, وأن يقفوا مع الصوماليين حتي يستعيدوا دورهم ومكانتهم. بعد4 أشهر تقريبا من انتخاب الرئيس حسن شيخ محمود وتشكيل الحكومة الصومالية الجديدة.. ماذا تستطيعون أن تقولوا إنكم أنجزتم في هذه الشهور الأولي ؟ حقيقة أنجزنا إنجازات كبيرة في هذه الفترة القصيرة, ومن أهمها تحقيق الأمن والإستقرار في العاصمة مقديشو, والآن سيطرت الحكومة علي أقاليم الوسط والجنوب, التي كانت خاضعة لسيطرة حركة شباب المجاهدين في السابق, واستطاعت الحكومة الصومالية أن تجد دعما خارجيا, ولاسيما دعم الحكومة الأمريكية والدول العربية, وأخيرا دعم الدعم الدول الإسلامية. الرئيس الصومالي حصل خلال زيارته لواشنطن مؤخرا علي الإعتراف الأمريكي بحكومته, كما حصل علي دعم قوي من الأممالمتحدة وبريطانيا ودول الإتحاد الأوروبي... ماذا يعني ذلك, وهل سينعكس علي أرض الواقع ؟ الدول الغربية لم تكن تعترف بالحكومات الانتقالية السابقة, لكن الآن اعترفت بالحكومة الجديدة, وستفتح واشنطن قريبا سفارتها بمقديشو ونفتح سفاراتنا بالدول الأوروبية وأمريكا. دعوتم الجاليات الصومالية بالخارج للعودة إلي بلدهم.. هل تحقق شيء من هذا ؟ التقي الرئيس خلال زياراته للدول الغربية بالجاليات الصومالية التي هاجرت إليها علي مدي العشرين عاما الماضية واستقرت هناك, وطالبها الرئيس بأن تأتي إلي الصومال وتستثمر قبل أن يأتي الآخرون. وجهت للحكومات الصومالية السابقة ومسئوليها اتهامات كبيرة بالفساد من قبل المنظمات الدولية, هل حددتم مواطن القصور لتجنب ماوقعت فيه الحكومات السابقة ؟ من أولويات الحكومة الجديدة إصلاح المؤسسات القضائية والمؤسسات البالية, وتوجد آليات لتصحيح الأخطاء السابقة, وقد أدركت الحكومة الجديدة خطورة مشكلة سمعة الحكومات السابقة, وبدأت الآن تشكيل لجان متخصصة لمحاربة الفساد. تحقق الأمن نسبيا في الشهور القليلة الماضية, لكن عادت حركة شباب المجاهدين بعملياتها التفجيرية مرة أخري مؤخرا في إحد المقار الحكومية.. هل مازالت تشكل خطرا كبيرا؟ تتضاءل قوة حركة شباب المجاهدين في الصومال يوما بعد يوم, لكنها تحتاج لفترة لاستيعاب الشباب الذين انحرفوا, والآن فتحنا مراكز لتأهيل الشباب الذين استسلموا للحكومة. هل أنتم عاتبون علي العرب غيابهم عن الصومال في الفترة الماضية ؟ إخواننا العرب لم يكونوا غائبين تماما عن الصومال, لكن وجودهم كان ضعيفا بسبب تدهور الأوضاع الأمنية, والآن نأمل أن يقوموا بدورهم بصورة أكبر ويتواجدوا بشكل مكثف في المرحلة المقبلة بعد وصول الحكومة الجديدة وتحسن الوضع الأمني, والآن سنقوم بزيارات لباقي الدول العربية لبحث ذلك. .. وكيف ستعالجون ظاهرة القرصنة قبالة السواحل الصومالية ؟ إذا نجحنا في تثبيت الأمن في البر بالصومال فسننجح في محاربة القرصنة وإحلال الأمن بالبحر,ومعروف أن القرصنة نشأت بسبب انهيار الدولة الصومالية.