كتبت: علا الشافعي لم ينجح موسم منتصف العام الذي راهن عليه صناع السينما- فيما يبدو- في تعويض بعض ما خسره المنتجون علي مدار السنتين الماضيتين, كما لم ينجح في منح الفرصة للسينما أن تستمر علي الأقل كصناعة ولا تنهار, وذلك ما تؤكده ايرادات الأفلام في هذا الموسم كا يبدو جليا أن السينما المصرية لن تعرف الاستقرار بعد طالما أن الشارع المصري لا يهدأ. كثير من المنتجين أصبحوا الآن مضرين لتصوير أعمال لا يعرفون مصيرها, ولا كيف سيتم اختيار التوقيت الملائم لعرضها, لذلك فإن وضع السينما المصرية الآن يقع في مربع الصراع من أجل البقاء إلي أن تهدأ الأوضاع ولو قليلا لتعاود نشاطها, وكان الأمل كبيرا من جانب بعض صناع الفن السابع في أن موسم منتصف العام سيعود بمكسب ولو قليلا عليهم جراء طرح العديد من الأفلام المصرية إلي جانب الأفلام الأمريكية, فراهن المنتجون علي النجم أحمد حلمي بفيلمه' علي جثتي' والذي عرض في بداية الموسم ليعوض جزءا من خسارة العام, وبالفعل وبمجرد طرحه شهد إقبالا جماهيريا وتجاوزت إيراداته ال9 ملايين جنيه, وهو ما شجع المنتج وائل عبدالله علي طرح فيلم' الحفلة' لأحمد عز ومحمد رجب وصادف موعد عرض فيلم عز أن يكون متزامنا مع ذكري25 يناير, وهو السيناريو الذي تكرر مع عز أثناء عرض فيلمه365 يوم سعادة والذي تصادف أيضا توقيت عرضه في25 يناير2011, ورغم بعض التفاؤل الذي شعر به صناع السينما بسبب ما حققته تلك الأفلام من إيرادات في بداية عرضها, إلا أن تصاعد الأحداث في الشارع السياسي المصري وانصراف الجمهور عن متابعة الأفلام الجديدة أو ارتياد دور العرض أدي إلي تراجع الإيرادات بل وتدهورها خصوصا أن العديد من دور العرض قد اضطرت إلي غلق أبوابها وتحديدا بمنطقة وسط البلد والمناطق القريبة من الأحداث والتي تواكبت مع بدء المنافسة الحقيقية لأفلام موسم منتصف العام, خاصة بعد طرح فيلم' الحفلة' بطولة النجم أحمد عز, وجومانا مراد, ومحمد رجب, إخراج أحمد علاء, والذي كان قد حقق بالفعل إيرادات بلغت25 مليون جنيه, والأمر ذاته بالنسبة لفيلم' علي جثتي' بطولة أحمد حلمي وغادة عادل وإخراج محمد بكير, فقد كان في طريقه لتخطي الستة ملايين في الأسبوع الثالث من عرضه. كما تجاوزت أيضا إيرادات فيلم' حفلة منتصف الليل'بطولة رانيا يوسف وعبير صبري ودرة, إخراج محمود كامل, المليون الأول, ب500 ألف جنيه من وقت عرضه مطلع العام الجديد, بينما جاء فيلم' سبوبة' بطولة راندا البحيري وأحمد هارون, إخراج بيتر ميمي, في المرتبة الأخيرة في الإيرادات بتحقيقه230 ألف جنيه, من وقت عرضه. ويقول المنتج والموزع محمد حسن رمزي إن صناعة السينما بهذا الشكل باتت لاحول لها ولا قوة, فهناك أيام يصل فيها مرتادي دور العرض الجماهيري إلي الصفر خصوصا في المناطق القريبة من الأحداث, وعلي رأسها منطقة وسط البلد ومصر الجديدة, وحتي المناطق البعيدة مثل6 أكتوبر تقل فيها نسبة الإقبال نظرا لعدم الشعور بالأمان من قبل جمهور السينما من الشباب والعائلات, والذين أصبح معظمهم يفضلون الجلوس في المنزل نظرا للانفلات الأمني الشديد الذي يشهده الشارع المصري وأوضح أن مستوي الإقبال الجماهيري, كان يسير بمعدلاته الطبيعية خلال الأيام التي سبقت ذكري الثورة المصرية, خصوصا مع انتهاء الفصل الدراسي الأول وبدء توافد الجمهور علي دور العرض, ولكن للأسف عادت الأوضاع للتدهور من جديد. ومع استمرار تدهور الأوضاع قررت المنتجة إسعاد يونس تأجيل عرض فيلم فبراير الأسود للنجم خالد صالح وتأليف وإخراج محمد أمين حتي لاتتعرض لخسارة فادحة بسبب عدم إقبال الجمهور علي السينمات, وأيضا لطبيعة الموضوع الذي يناقشه الفيلم بتماسه مع الكثير من الأحداث التي تشهدها مصر, ورغم ان' التريللر' الخاص بالفيلم قد عرض علي عدد من الفضائيات إلا أن إسعاد وجدت أن الوقت غير مناسب تماما وأجلت عرض الفيلم إلي أجل غير مسمي, ونفس الحال بالنسبة للمنتج أحمد السبكي الذي كان قد حدد يوم26 يناير الماضي ليكون موعد عرض فيلمه الجديد' كلبي دليلي', بطولة سامح حسين ومي كساب, إلا أن ظروف البلد وتراجع الإيرادات أرغمه علي تأجيل هذا الموعد للأسابيع المقبلة أملا في تحسن الأوضاع خلال الفترة القادمة, والعمل يعد ثاني بطولات سامح حسين في السينما بعد أن قدم فيلم'30 فبراير' خلال موسم عيد الأضحي الماضي, ويشارك في بطولته أحمد زاهر والطفلتان' ليلي أحمد زاهر وجني', بالإضافة إلي سليمان عيد وحسن عبد الفتاح, أما فيلم' الكريسماس' من بطولة علا غانم وإدوارد, فهو صاحب الرقم الأكبر في مرات التأجيل فقد تم تأجيل عرضه4 مرات, حيث كان مقررا طرحه في البداية يوم5 ديسمبر الماضي, وحتي الآن لم يتحدد موعد عرضه أيضا, ونفس الحال بالنسبة لفيلم' شمال يادنيا' لمي كساب وأحمد عزمي وفيلم' هو فيه كدا' لرانيا يوسف وأحمد عزمي وروان فؤاد وإخراج حسني صالح. ويبدو أن صناع السينما سيظلون في حالة الترقب تلك, ذلك لأن الخريطة السينمائية ستظل مرتبطة بالمشهد السياسي, وأيضا ماسيتم إنتاجه وإنجازه من أعمال سينمائية حسبما يري كثيرون من القائمين علي صناعة السينما المصرية ومنهم إسعاد يونس ووائل عبدالله وهشام عبدالخالق الذين أكدوا أنه مهما حدث فلن يتركوا صناعة السينما إلي زوال, بل سيعملون طوال الوقت علي محاولات إنقاذها من أجل الآلاف ممن يتكسبون من هذه الصناعة التي تجهل الدولة قدرها.