انطلقت أمس فعاليات القمة الإسلامية الثانية عشرة برئاسة الرئيس محمد مرسي, والتي تعد أول قمة إسلامية تستضيفها مصر منذ تأسيس منظمة المؤتمر الإسلامي عام1969, وأول قمة لمنظمة دولية تعقد في مصر بعد ثورة 25يناير. وبدأت الجلسة الافتتاحية للقمة بتلاوة ايات من القران الكريم تلتها كلمة ترحيبية للرئيس مرسي, وكلمة لرئيس جمهورية السنغال رئيس القمة الحادية عشرة ماكي سال, ثم انتخاب أعضاء المكتب التنفيذي للمنظمة برئاسة مصر وعضوية باكستانوفلسطين ثم كلمة رئيس الدورة الحالية الرئيس محمد مرسي أعقبها كلمة الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو, ثم كلمات نيابة عن المجموعات الرئيسية بالمنظمة( العربية و الآسيوية و الإفريقية). ودعا مرسي النظام الحاكم في سوريا إلي قراءة التاريخ والتعلم من دروسه مطالبا المعارضة السورية إلي التوصل لرؤية موحدة لإنهاء أزمة البلاد, وقال مرسي علي النظام الحاكم في سوريا أن يقرأ التاريخ ويعي درسه الخالد.. الشعوب هي الباقية وان من يعلون مصالحهم الشخصية فوق مصالح شعوبهم ذاهبون لا محالة. وقال مرسي إن مصر تقدم كل الدعم اللازم للائتلاف الوطني السوري المعارض ليقوم بمهامه علي الوجه الأكمل مضيفا أن جهود مصر مستمرة... تقوم علي ثوابت واضحة هي الحفاظ علي سلامة تراب سوريا وتجنيبها خطر التدخل العسكري الاجنبي الذي نرفضه والحرص علي ان تضم اي عملية سياسية كافة اطياف الشعب السوري. كما دعا أطياف المعارضة السورية التي لم تنضم للائتلاف الوطني السوري للتنسيق معه ومؤازرة جهوده لطرح رؤية موحدة وشاملة وحث مرسي السوريين علي سرعة اتخاذ الخطوات اللازمة ليكونوا مستعدين لتحمل المسؤولية السياسية. وقال الرئيس المصري في كلمته الأمة الإسلامية العظيمة تعقد علينا الآمال الكبار... للتغلب علي التحديات التي تواجهها وتدعونا لتعظيم الاستفادة من الموارد والإمكانات التي تذخر بها بلادنا. وأضاف أن إسهام الدول الإسلامية في إجمالي الناتج العالمي متواضع وأن إسهامها في المستحدثات العلمية أكثر تواضعا ووعد بتدعيم التعاون المشترك بين الدول الإسلامية خلال رئاسة بلاده للقمة التي تستمر ثلاث سنوات. وحول الوضع في مالي, أكد الرئيس محمد مرسي أن مصر تؤكد دعمها لوحدة الأراضي المالية وسلامة شعبها وتراثها الثقافي, داعيا إلي التعامل مع الوضع هناك ومع أي حالة مشابهة من منظور شامل يتعامل مع الأبعاد المختلفة للأزمة ويعالج جذورها سياسيا وتنمويا وفكريا وأمنيا. كما شدد مرسي في هذا الصدد علي ضرورة مراعاة حقوق الإنسان, مضيفا أن هذا هو ما يؤكد من جديد علي أهمية دعم جهود التنمية في منطقة الساحل والصحراء, خاصة في مالي. وقال مرسي إن القضية الفلسطينية حجر الزاوية لتحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط والعالم أجمع.. قضيتنا المركزية والهدف الأسمي لمنظمتنا التي قامت بعد حريق المسجد الأقصي عام9691 والتي من أهم أهدافها دعم جهاد الشعب الفلسطيني واستعادة حقوقه المشروعة وإقامة دولته ذات السيادة وعاصمتها القدس. إن مصر بثورتها التي قامت لإعلاء قيم الحرية والديمقراطية والشوري والعدالة الاجتماعية.. وبتاريخها الذي يشهد إنها كانت في كل العصور درع الأمة وأمانها... ملتزمة بكل ثبات ووضوح بدعم الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة حتي ينال حريته في وطنه المستقل.. ومن منطلق هذا الالتزام الثابت سعت مصر لدعم إخواننا المحاصرين في قطاع غزة ووقف الاعتداء الغاشم الذي تعرضوا له وهو ما وفقنا الله إليه بفضله حقنا لدمائهم الطاهرة. وفي هذا السياق... فإننا نبارك لأشقائنا في فلسطين النجاح الذي تحقق بصدور قرار الجمعية العامة للأمة المتحدة للارتقاء بوضعية فلسطين إلي دولة مراقب.. وهو النجاح الذي لم يكن ليتحقق بدون الجهد الذي بذلناه جميعا علي مختلف المستويات لدعم القرار الفلسطيني, وهو خير دليل علي أن تكاتفنا كفيل بأن يبلغنا الغايات المشتركة.. ومن هنا لابد أن يكون ذلك النجاح حافزا لنا للاستمرار في العمل المشترك لمواجهة التوسع المحموم في الاستيلاء علي الأراضي الفلسطينية بأن نضع المجتمع الدولي أمام مسئوليته في ضرورة اتخاذ إجراءات محددة وخطوات فاعلة لوقف الأعمال الإستيطانية غير المشروعة علي الفور ودون تأخير.. وسنناقش في جلسة خاصة إن شاء الله موضوع الاستيطان في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة.. وأتطلع لإسهاماتكم الإيجابية في مداولاتها. وأضاف الرئيس إنه مع انتهاء المرحلة الانتقالية في الصومال بانتخاب الرئيس حسن شيخ محمود رئيسا للجمهورية, والذي أرحب به باسمكم جميعا بيننا فإنه يتوجب علينا الاضطلاع بمسئولياتنا تجاه هذا البلد الشقيق ودعم جهود إعادة الإعمار فيه وتعزيز الأنشطة التنموية والخدمية في مجالات بناء مؤسسات الدولة وتطوير القدرات البشرية لمواطنيه وعلي تخوم عالمنا الإسلامي, خلقت أحداث العنف الطائفية ضد مسلمي ولاية راكين بجمهورية اتحاد ميانمار وضعا لا يمكن السكوت عنه, وفي ظل الأعداد المتزايدة من القتلي والجرحي والنازحين.. فلابد من الاستجابة السريعة للجهود الدولية لحماية مسلمي الروهينجا ومنع أي تمييز ضدهم وضمان حصولهم علي كامل حقوقهم المشروعة كمواطنين كاملي المواطنة.. كما نطالب حكومة ميانمار بتحمل مسئولياتها إزاء الأوضاع المتردية في ولاية راكين... وعلي الأممالمتحدة والمجتمع الدولي أن يكيلا بمكيال واحد.. وأن يشددا علي احترام وضمان حقوق المسلمين في ميانمار. وفي إطار مواجهة الأزمات السياسية لدولنا الإسلامية و تحديات التدخلات الخارجية و عدم عدالة موازين الآليات الدولية, فإنني أدعو إلي الاتفاق علي تأسيس آلية ذاتية فعالة لفض النزاعات بالطرق السلمية والتعامل مع كافة الأزمات التي تواجه دولنا:آلية تحقق مصالحنا وترعي حقوق شعوبنا وتحفظ استقلال قراراتنا الكبري و تؤدي إلي تقليص التدخل الأجنبي المباشر و غير المباشر في أحوالنا الداخلية والبينية.. كما تسهم في دعم السلم والأمن العالمي خاصة مع تزايد المخاطر جراء تفجر الأزمات والصراعات هنا وهناك. كما أن علينا أن نتكاتف كدول أعضاء في هذه المنظمة الهامة في السعي لإصلاح المؤسسات العالمية والتأسيس لنظام حوكمة رشيد له آليات ديمقراطية حقيقية تمثل فيها دول العالم علي قدم المساواة وتساهم في تحقيق السلم والأمن العالمي بما يؤدي إلي نظام عالمي يدعم قيم العدل والحق والشراكة الإنسانية. وقال الرئيس لقد بذلت المنظمة الكثير من الجهد والعمل الدءوب من أجل تعزيز وتفعيل دور المرأة في مختلف نواحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.. إعمالا لمبادئ شريعتنا الغراء التي أعلت من قدر المرأة ومكانتها وإيمانا منا بأهمية دور شقائق الرجال في المجتمع, فقد استضافت مصر مقر منظمة تنمية المرأة طبقا للقرارات الصادرة عن مجلس وزراء خارجية المنظمة.. وحتي يتسني لهذه المنظمة المتخصصة أن تشرع في عملها الهادف إلي وضع الخطط والبرامج والمشروعات اللازمة للنهوض بالمرأة وبناء قدراتها, فإنني أدعو كافة الدول الأعضاء للإسراع بالتوقيع والتصديق علي النظام الأساسي للمنظمة. ودعا إلي الاهتمام بتعزيز التواصل الشبابي بين بلداننا في مختلف الجوانب العلمية والأكاديمية والثقافية والفنية و الرياضية وغيرها من خلال إقامة الفعاليات و الأنشطة الشبابية بشكل دوري و خاصة علي هامش القمة الإسلامية و توسيع نشاط منتدي شباب المؤتمر الإسلامي للحوار والتعاون وفتح أفرع له في الدول المختلفة ليصبح قناة للتواصل والتعارف المستمر بين شباب العالم الإسلامي ودعم جميع المبادرات الشبابية الجادة التي تسعي لتحقيق نفس الهدف النبيل مع ضرورة تطوير التعاون في برامج ومنح التدريب والتبادل الطلابي. وفي ختام كلمته قال مرسي أود أن أتوجه بخالص الشكر لأمين عام المنظمة الدكتور أكمل الدين إحسان أوغلو, والذي قدم خلال فترتي توليه لهذا المنصب الرفيع الكثير من الجهد والعمل الدءوب من أجل تحقيق أهداف المنظمة وتعزيز العمل الإسلامي المشترك وحرص علي قيام المنظمة بدور فاعل علي المستوي الدولي.