سارة عبد العليم : علي الرغم من أن تدخلاتها في مجريات الأحداث السياسية الأمريكية العامة سواء الداخلية أو الخارجية بصفتها زوجة الرئيس الأمريكي والسيدة الأولي للولايات المتحدة لم تكن كبيرة وفجه, إلا أنه في كل مرة تظهر فيها ميشيل أوباما كسيدة أولي يتأكد لدي الحضور خطأ الصورة النمطية السلبية السائدة في وسائل الإعلام العالمية عن النساء السوداوات أو الأمريكيات من ذوات الأصول الأفريقية, لأنها في كل مرة تثبت وبجدارة نجاحها كمرأة عامة عامله تتمتع بالإنسانية والوطنية وتحمل لواء الأنوثة. وبرغم أنها لم توجه كلمة صريحه للشعب الأمريكي خلال مراسم حفل تنصيب الرئيس أوباما عندما ظهرت علي أعتاب الكونجرس, إلا أنها استطاعت أن توجه خطابا وطنيا صامتا من خلال مظهرها البراق والمتواضع في نفس الوقت والذي أبهر عشاق الموضة وصناع الأزياء في العالم, فكانت رمزا صامتا للوطنية ومثالا جيدا لحسن الإدارة وخير نموذج علي الأناقة الأمريكية الراقية. فقد أحدثت السيدة الأمريكية الأولي تأثيرا بالغا في عالم الموضة والأزياء واستطاعت أن تدفع بصناعة الموضة الأمريكية إلي الأسواق العالمية من خلال انتقائها لماركات محلية ليست بالضرورة أن تكون باهظة, فقد فاجأت الجميع في حفل التنصيب باختيارها فستانا بسيطا بأكمام طويلة لمصمم الأزياء الأمريكي المعروف أكثر في عالم موضة الرجال توم براون. وفي الحفلات المسائية الراقصة, اختارت ميشيل أوباما فستانا لمصمم الأزياء الذي لا يعد من المشاهير في عالم الأزياء جايسون والذي لم يكن يتوقع أن ترتدي السيدة الأمريكية الأولي للمرة الثانية أحد تصاميمه, حيث أنه كان مصمم الفستان الأبيض التي ظهرت به ميشيل أوباما في الحفلة الراقصة لتنصيب أوباما عام.2009 وتشتهر ميشيل أوباما بأنها لا تبحث عن مصممين أزياء عالميين وأنها من الممكن أن ترتدي أزياء لمصممين محليين أقل شهرة طالما أعجبها التصميم, فالأناقة من وجهة نظرها ليست بدفع ألاف الدولارات الباهظة بل الأناقة هي تصميم يجمع بين البساطة والأنوثه والجمال. كما أنها لا تطلب من مصممي أزيائها أن يكيفوا افكارهم علي حسب رغباتها وأهوائها, لكنها تشجعهم ان يرتفعوا بالتصميم إلي مستوي الحدث أو المناسبة التي سيظهر فيها. ويري المراقبون أن ميشيل أوباما تحب نمط الأزياء المعاصرة الغير متكلفة والشبيهة بملابس الشخصيات العامة المحافظة, فلم تظهر لها صورة عارية علي شاشات التليفزيون من قبل ولم تظهر هي بصورة مبتذلة في الأماكن العامة. وفي الصراع الدائم والمتواصل عن الجدل بين الشكل والمضمون, استطاعت ميشيل أوباما أن تثبت أن جمال الشكل من جمال المضمون وأن كليهما واحد ويكمل بعضهما البعض. ميشيل أوباما هي أيقونة الموضة الأمريكية, فإسهامها في مجال الأزياء يفوق اسهامات كثيرة من قبل أي شخصية عامة أخري علي مدار التاريخ.