علي الرغم من أمتلاكها مقومات سياحية تسحر الزائر إلا أن الفقر والاستعمار وتاريخه المظلم في تجارة العبيد كلها عوامل وقفت في طريق جنة سياحية أفريقية تسمي سيراليون. فإلي جانب المنتجعات الساحلية والحيوانات البرية والشواطئ الرملية البيضاء المحاطة بالغابات التي تشتهربها أفريقيا تتميز سيراليون بالسياحة الثقافية بفضل التراث التاريخي للعاصمة( فريتاون) التي أسسها عبيد محررون في القرن الثامن عشر لتحكي قصصهم المأساوية في أثناء رحلتهم للبيع. وعلي بعد ثلاثين كيلو مترا من مدينة فريتاون تقع جزيرة بونس التي تعد أحد أشهر المعالم السياحية الافريقية, ووجهة سياحية مهمة لدي السياح الأوربيين والأمريكيين بوجه خاص. واشتهرت بونس بقلعتها التي بناها الاحتلال البريطاني لتكون مقرا لتجارة الرقيق. أسهل الطرق للوصول إلي جزيرة بونس هو ركوب قارب من مدينة فريتاون يستغرق54 دقيقة يتمتع خلالها السائح بمناظر الطبيعة الخلابة هناك. وتحكي الجزيرة قصص العبيد التاريخية في سيراليون التي كانت مركزا لتجارتهم في القرن الثامن عشر ومازالت الجزيرة حتي الآن محتفظة بمعالمها القديمة التي تشكلت عليها عبر تاريخها الطويل, مما جعلها مزارا سياحيا مهما. وفي الطرف الشمالي من الجزيرة توجد الحصون الدفاعية ضد الفرنسيين والهولنديين, ومساكن الرقيق, كما توجد غرف تحت الأرض أقيمت لتخزين الغذاء والأسلحة وللكشف الطبي علي العبيد قبل سفرهم الي امريكا لبيعهم. أما في الناحية الجنوبية من الجزيرة نجد مقابر الجزيرة وتتميز بصف من الحجارة يفصل من قبور البيض وقبور السود, كما توجد بقايا طابقين من القلعة و أبراج من الحجارة القديمة للمراقبة. الجزر الهادئة أهم ما يميز سيراليون حيث يستغلها الباحثون عن الهدوء والاستجمام مثل جزيرة الموز في الجنوب التي تنقسم الي جزيرتين يفصل بينهما جسر, جزيرة دبلن التي تعرف بشواطئها ذات الرمال البيضاء الساحرة وجزيرة ريكيت التي تأخذ شهرتها من غابتها الاستوائية كثيفة الاشجار. وهذا التنوع الغريب الذي تجمعة الجزيرة هو سر سياحي آخر نادرا ما تراه في أي مكان أخر.