أصبحت عملية إحراق إطارات السيارات القديمة, إحدي وسائل الاحتجاج والثورة في مصر لإغلاق الطرق وإعلان المعارضة, دون أن يدري مستخدموها خطورة هذا الحرق علي صحة الإنسان والبيئة المصرية, ذلك لاحتوائها علي مواد سامة وخطيرة تدمر أجهزة الجسم وعلي رأسها مادتا الزرنيخ والرصاص وهما من العناصر الثقيلة المدمرة لأجهزة الجسم الحيوية. الدكتور فرج إبراهيم أستاذ الحساسية والمناعة بجامعة قناة السويس يؤكد أن المرحلة الحالية كشفت عن أن بعض أجهزة الدولة ومصانعها أصبحت تستخدم نفايات الإطارات القديمة بديلا للغاز والوقود, مما يتسبب في أخطار حقيقية علي حياة العمال فهي مصدر مباشر للأمراض الصدرية المختلفة, كما تسبب إعاقة جسدية للأطفال وتحدث عنها حالات وفاة لايدركها سكان المناطق الفقيرة أو من يقومون بإشعالها بمسمي الثورة, أو الاحتجاج, وهناك خطر استنشاق الرصاص مباشرة والذي يدخل في خلايا العظام, ويوقف نشاط الرئتين والتنفس وخلايا الكبد والكلي والرئة ويدمر خلايا المخ والرئتين ويتسبب في حدوث حالات ونوبات الأرق والغثيان, وتظهر حالات الأنيميا الشديدة وهبوط بالقلب, ونهجان شديد وضعف بالذاكرة وفقدان الشهية, أما في حالات إصابات الشباب الذين يستخدمونه في الثورة والاحتجاجات فإنه تظهر عليهم التوترات العصيبة الشديدة وارتفاع ضغط الدم واضطرابات شديدة بأجهزة الجسم وتكسير كرات الدم الحمراء, فضلا عن تدمير جزئي للأجهزة العصبية والتناسلية والبولية, وتظهر الخطورة أيضا في حالات تركيز الرصاص بدم الأطفال وتعرضهم الشديد له فيعانون من خلل بالجهاز العصبي ويصابون بنوع من البلاهة وعدم الادراك جيدا ويظهر عليهم انخفاض في مستوي الذكاء والنشاط العقلي. وأضاف أن حرق إطارات السيارات المستهلكة ينتج عنه مواد بتروكيماوية وكربون ومواد عضوية مثل الستابرين وهو مشتق من البنزين والبونيادين الذي يصنف علي أنه من أشد المواد المسرطنة لأن احتراقه يؤدي لانبعاث غازات سامة بالمنطقة, وزيادة في المركبات العضوية المتطايرة, ومركبات الديوكسين فضلا عن أكاسيد الكربون وكلها مواد سامة تسبب الاختناق والتسمم, كما أن مادة الكبريت بتصاعدها تتسبب في التأثير علي الأمطار وتحولها إلي حمضية قاتلة للزراعة إذ يؤكد الطب أن مكونات المطاط تسبب أمراضا صدرية وحساسية تصل إلي أخطار صحية شديدة. ويطالب د.مدحت الشافعي أستاذ الحساسية والمناعة بجامعة عين شمس بضرورة تجنب التعرض إلي مركبات إطارات السيارات المحترقة, كما أن المصانع مطالبة أيضا بتلافي استخدامها كوقود لخطورة الغازات والمركبات علي صحة الإنسان خاصة الأطفال وتلافي التعرض إلي مكوناتها لدي الأطفال الذين يشاركون في المظاهرات وكذلك الغازات والأبخرة المتصاعدة من المصانع والتي تحمل كثيرا من عنصر الرصاص المستخدم في كثير من الصناعات لأن استنشاقها يدمر المناعة ويتراكم الرصاص أو الزرنيخ في الرئة ويتجه بخطورته إلي كرات الدم البيضاء ثم ينتشر إلي جميع أجهزة الجسم ويحدث خللا بها.