قرأت رسالة حاملة الأمانة وتأثرت جدا لما في هذا الزوج من صدق وإخلاص لحبه الأول ولزوجته الراحلة تغمدها الله بواسع رحمته, ولقد أقر الله عينه بولديه منها بارك الله فيهما, وأيضا أعجبني ردكم عليه عن قوة الإيمان والحب وتحمل المسئولية. لكن استوقفني كثيرا أنه لم يذكر حبه لزوجته الثانية وأم بناته الثلاث منها وولديه من زوجته الأولي.. وهي أم فعلية لهم جميعا, ولقد أسهب في الحديث عن تحملها الأمانة لكنه لم يذكر حبه لها مع إنها تستحق من الحب والتقدير والاحترام أكبر بكثير مما ذكره. وربما, بإحساسك كرجل تشعر أني قد أكون هي أو علي علاقة بها لكني في الحقيقة لا أعرفها وإنما أحسست بها وهي فتاة العشرينيات الصغيرة التي كان من حقها أن تلهو وتلهب وتفرح بزواجها من شاب في عمرها, ولكنها كانت علي قدر المسئولية والنضوج في هذا الزمن الذي يندر فيه وجود مثيلاتها. إن الحب ليس اشتعال القلب وخفقانه لرؤية الحبيب, وليس ذكريات النظرة الأولي أو مراهقة اللقاء الأول. الحب هو هذه السيدة التي أحبت ابنة عمها وزوجها من بعدها, وقامت علي رعاية كل الأبناء وليس بالحب والهوي فقط يكمن سر الحياة السعيدة. إن مثيلات هذه السيدة هن سر الحياة السعيدة, فلقد أثرت أبناء زوجها علي أبنائها..إن زوجة الأم غالبا عندما تنجب تهتم بأولادها أكثر, وهذه غريزة طبيعية في المرأة خلقت بها, لكن هذه السيدة خالفت كل طبيعة بشرية من أجل الوفاء بالوعد لابنة عمها, ولكي تعيش الحب في أسمي معانيه, فهنيئا للزوج بمثل هذه السيدة ولها مني كل الإعزاز والتقدير والحب. ولكاتبة هذا التعليق أ. ريهام بسيوني أقول: كل كلمة كتبها صاحب رسالة حاملة الأمانة تعبر عن حبه الكبير لزوجته التي ذهب طالبا يدها وهو يخشي أن ترفضه, وإن كان قد ركز في رسالته علي الدور الكبير الذي لعبته في تربية ولدي ابنة عمها, فلكي يبين مدي تضحيتها من أجلهما وإيثارها لهما علي بناتها الثلاث.. فكلام الحب وحده في مثل هذا المقام يصبح كلاما مباشرا من الطبيعي أن يقوله أي رجل عن زوجته, لكن الاعتراف بجميلها هو الأكثر تعبيرا عن هذا الحب الذي نتمني أن يتسلل إلي زوجات الآباء فيصبح هو القاعدة وليس الاستثناء, ولك كل التحية والتقدير.