تمتلك سيناء كنوزا كثيرة تحتاج من يبحث عنها, يأتي علي رأسها تلك الوديان التي تعتبر بانوراما سياحية لا مثيل لها علي مستوي العالم, حيث يتعانق فيها السحر مع الجمال والمناظر الطبيعية الخلابة والمنحوتات الصخرية التي شكلتها لمسات الطبيعة, علاوة علي آثار الإنسان الأول الذي عاش علي تلك الأرض المباركة منذ ما قبل التاريخ وترك لنا تلك النقوش الأثرية للحضارات المتعاقبة علي أرض سيناء والنباتات الطبية والأشجار النادرة وعيون المياه الطبيعية والجبال بكل أنواعها والوانها الطبيعية التي تزخر جميعها بمعادن الجرانيت ذات اللون الأحمر والأسود والحجر الرملي الأحمر والأبيض والحجر الجيري ناصع البياض ورمال تلمع مثل لون الذهب ورغم كل ذلك فإنها لم تستغل الاستغلال الامثل ومازال شباب مصر يقفون في طوابير العاطلين عن العمل بحثا عن الفرص الضائعة. ولهذه الوديان قيمة تاريخية وحضارية حيث تمثل قديما طرقا للتجارة وطرقا حربية ودينية تلاقت وتعانقت عبرها الأديان والحضارات المختلفة حسبما أكده الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بسيناء. وأشار ريحان إلي أن واديي حبران وإسلا يمثلان قيمة كبري حيث يبعد وادي حبران11 كيلو مترا شمال شرق مدينة طور سيناء ويحوي العديد من'' النواميس'' التاريخية وعلي جانبي الوادي نقوش للعرب الانباط وهو الطريق الذي استخدمة أهل سيناء لنقل البضائع والغلال من ميناء طور سيناء البحري خلال العصر المملوكي خلال أعوام(648 922 هجرية,1250 1516 ميلادية) إلي دير سانت كاترين وتتوافر في وادي حبران المياه بغزارة, حيث توجد ثلاث عيون هي عين الواطية وعين الرديسات وعين الحشا ويضم الوادي الكثير من أشجار النخيل ويعتبر واحة حقيقية للجمال لما فيه من عيون طبيعية كعين الحلوة وحدائق ونخيل ونباتات طبية عديدة منها نبات الساموا الذي يستخدم في علاج السكر واللصف لعلاج الأمراض الصدرية والحبق الذي يستخدم في المشروبات المختلفة وأشجار السدر والرمان وانتاج بذور تقاوي بنجر السكر بسانت كاترين أما وادي إسلا فيقع علي بعد16 كيلو مترا علي طريق الطور شرم الشيخ ويضم نقوشا أثرية ويحوي عدة آبار وقنوات للمياه استخدمت أيام العرب الانباط لتوصيل مياه السيول من أعلي الجبال الي الحدائق وهذا ينم عن تقدم حضاري عظيم للانباط في ابتكار طرق للري بسيناء وحسن استغلال لمياه السيول بدلا من أن تتحول لقوة تدميرية تقضي علي الأخضر واليابس بالوادي وبه نباتات طبية مثل البعيتران لعلاج المغص والعشطرا لتطهير الجروح والبوص الذي يستخدمه أهل سيناء في عمل الاسبتة. بالاضافة لوديان الأعوج وعرادة وحجاج وفيران وسدر وتير وطوبية وطابا وكلها تعد بمثابة لوحات تشكيلية من إبداع الخالق يجب إستغلالها. وطالب ريحان بضرورة استغلال موارد سيناء بطريقة جيدة والبحث عن وسائل لاستخراج المعادن المختلفة منها وإعادة استخراج الفيروز من أرض الفيروز وتطوير هذه الاودية واستغلالها سياحيا في رحلات السفاري المنتظمة علي أن يشترط فيها الحفاظ علي المواقع والنقوش الاثرية والبيئة الطبيعية لهذه الاودية وتسجيل هذه الاودية كمحميات طبيعية, علاوة علي تسجيلها ضمن قائمة التراث العالمي باليونيسكو ودعم رحلات المصريين لهذه الاودية للتعرف علي أسرار تاريخهم العظيم لتعزز فيهم روح الانتماء ويستشعروا قيمة أوطانهم وقيمتهم كمصريين.