مع دخول المعركة الانتخابية في إسرائيل مرحلتها الأخيرة تشير استطلاعات الرأي الي قوة معسكر اليمين واليمين المتطرف وتراجع احزاب الوسط واليسار بما يرجح بشدة ان نيتانياهو هو رئيس الوزراء القادم مع تفجر ملاسنه وسجال كلامي بين رئيس الحكومة نتنياهو والرئيس الأمريكي باراك أوباما بالأقوال والأفعال، فقد وجه أوباما انتقادات شديدة إلي سياسة نيتانياهو منها أنه لا يعرف مصلحة دولته, وأنه أسير بيد لوبي المستوطنين, ورد نيتانياهو علي ذلك بخطوات علي أرض الواقع, حيث نشرت وزارة البناء والإسكان الإسرائيلية عطاءات لبناء198 وحدة سكنية في مستوطنتين في الضفة الغربية. وجاء هجوم الرئيس الأمريكي باراك اوباما عبر مقال نشره المحلل السياسي الأمريكي جيفري جولدبرج المقرب من الإدارة الأمريكية علي موقع شبكة بلومبرج الأمريكية, جاء فيه أن أوباما وجه انتقادات إلي سياسة نتنياهو خلال محادثة مغلقة قال فيها إن نيتانياهو لا يعرف ما هو جيد لإسرائيل وهو يقود سياسة تدمير ذاتي تحول إسرائيل إلي دولة منبوذة وتتنكر حتي لصديقتها الأثيرة الولاياتالمتحدة وفي وضع كهذا فإنها لن تتمكن من البقاء. وأضاف أوباما, وفقا لجولدبرج أنه في كل ما يتعلق بالفلسطينيين فإن نيتانياهو جبان سياسيا, وفي جوهره هو ليس مستعدا لمواجهة تحديات من أجل دفع تسوية سياسية, ونيتانياهو أسير بيد لوبي المستوطنين. ورد نيتانياهو علي انتقادات أوباما بالقول خلال جولة في قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل إن مواطني إسرائيل فقط سيقررون من يمثل بإخلاص مصالح الدولة وأن حكومته صدت ضغوطا كثيرا خلال السنوات الأربع الماضية وبينها مطالبتها بجعل مواجهتها للقضية النووية الإيرانية أكثر اعتدالا والانسحاب إلي حدود العام1967 وعدم البناء في القدسالشرقية. كذلك نشرت وزارة الإسكان الإسرائيلية عطاءات لبناء198 وحدة سكنية جديدة في المستوطنات في الضفة الغربية وقالت وسائل الإعلام الإسرائيلية إن هذه الخطوة جاءت ردا علي انتقادات أوباما, وشملت العطاءات بناء114 وحدة سكنية في الحي الاستيطاني جفعات هتمار التابع لمستوطنة إفرات في الكتلة الاستيطانية غوش عتسيون, و84 وحدة سكنية في الحي الاستيطاني جفعات هخارسينا في مستوطنة كريات أربع في الخليل. وقال قياديون في حزب الليكود إن انتقادات أوباما لنيتانياهو هي تدخل في الانتخابات العامة, ونقلت الصحف الإسرائيلية عن قياديين في الليكود قولهم إن أوباما يتدخل في الانتخابات الإسرائيلية الداخلية بواسطة تشويه سمعة نيتانياهو. ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن قياديين في حزب الليكود قولهم إن توقيت نشر مقال جولدبرج تم بموافقة أوباما وأكدوا أن علي أوباما أن يستوعب أن رئيس الحكومة القادم هو نيتانياهو, وأنه يتعين عليه الاستمرار في العمل معه. وفي غضون ذلك سارت المعركة الانتخابية خلال الفترة الماضية بهدوء نسبي ولم تحدث نقاشا عاما صاخبا كما هي العادة في معارك كهذه, ولعل ما ميز هذه المعركة أن النقاش بين الأحزاب المتنافسة دار أساسا داخل المعسكرات, بمعني أن أحزاب اليمين الليكود بيتنا والبيت اليهودي وأحيانا حزب غلاة المستوطنين عوتسما ليسرائيل الذي لا يتوقع أن يتجاوز نسبة الحسم هاجمت بعضها, كما أن أحزاب الوسط العمل والحركة ويوجد مستقبل, هاجمت بعضها, وحتي عندما هاجمت رئيسة حزب الحركة, تسيبي ليفني رئيس الحكومة نيتانياهو عقب انتقادات أوباما هاجمتها رئيسة حزب العمل شيلي يحيموفيتش وقالت إن تصريحات ليفني فارغة من أي مضمون. ودلت استطلاعات الرأي علي أن كتلة أحزاب اليمين أكبر من كتلة أحزاب الوسط و اليسار, وإذا ما تحالفت كتلة اليمين مع كتلة الأحزاب الحريدية( المتشددة دينيا) شاس ويهدوت هتوراة فإنها ستتفوق علي كتلة أحزاب الوسط واليسار وستشكل الحكومة المقبلة لا محالة ووفقا لهذه الاستطلاعات فإن قوة أحزاب اليمين49 مقعدا وأحزاب الوسط واليسار45 مقعدا, بينما قوة الحزبين الحريديين15 مقعدا, ويمكن أن يشاركا في أي حكومة, بينما قوة الأحزاب العربية11 مقعدا وبإمكانها أن تشكل حسما داعما لحكومة وسط ويسار ولكن من دون الدخول إلي التحالف. ورغم أن الميزانية الإسرائيلية العامة تعاني من عجز مالي بمبلغ39 مليار شيكل. وتجمع كافة التوقعات علي أن ضربات اقتصادية, تتمثل بتقليص ميزانيات الوزارات وزيادة الضرائب ورفع الأسعار, ستنزل علي الإسرائيليين بعد الانتخابات, رغم ذلك فإن استطلاعات الرأي الأخيرة تشير إلي أن هذه الأزمة الاقتصادية لن تؤثر كثيرا علي قرار الناخب الإسرائيلي في صندوق الاقتراع غدا الثلاثاء. من جهة أخري, دل استطلاع نشرته صحيفة هآرتس أن أغلبية الناخبين الذين لم يصوتوا في الانتخابات الماضية عام2009 من المتوقع أن يصوتوا هذه المرة, وأن يعززوا قوة أحزاب الوسط قليلا من خلال انتقال3 أو4 مقاعد من كتلة اليمين إلي كتلة الوسط. وتبين من هذا الاستطلاع أن62 بالمائة من الذين لم يصوتوا في الانتخابات الماضية سيصوتون غدا, ووفقا للاستطلاع فإن70 بالمائة من الناخبين الجدد سيصوتون لأحزاب الوسط واليسار, كما تبين من الاستطلاع أن24 بالمائة من الناخبين الذين صوتوا في الانتخابات الماضية لن يصوتوا غدا.