تعيش جماعة الاخوان المحظورة حالة من الترقب والخوف من دخول الانتخابات التشريعية سواء المتعلقة بمجلس الشوري أو الشعب. ففيما جاءت النتائج عكس التوقعات لنواب المحظورة لاسيما أن دورهم تحت القبة انحصر فقط علي تناول قضايا وملفات تتعلق بحرية الرأي وأفلام الإثارة, والكتب الاباحية ولم يهتم أحد منهم بفتح قضايا جماهيرية تهم المجتمع الأمر الذي أفقد الثقة في أدائهم مما دفعهم للشعور بالخطر من دخول المعركة وبدأ مكتب الارشاد يضع سيناريوهات لاختراق الدوائر ومحاولة لتجميل أداء النواب, لدرجة أن الجماعة تحاول المراوغة بأفكار قديمة راسخة في وجدانها مثل موقفها من الأقباط, فحسب دراسة حديثة للباحث في الشئون الإسلامية عبدالرحيم علي بعنوان كشف البهتان... في جماعة الإخوان بإن المحظورة تتجه الي التجهيز لحملة علاقات عامة تهدف الي إختراق صفوف الأخوة المسيحيين في محاولة لتحييدهم في أي انتخابات برلمانية قادمة, وأنه يحلو لقيادات المحظورة أن يخططوا لكل شيء زيارة المرضي والتهنئة بالأعياد والحديث المعسول, غير أن الدراسة تنبه الي أن المحظورة لا تتذكر أنهم كانوا وراء فتاوي سوداء عديدة ضد إخواننا الأقباط بدءا من تشريع منع بناء الكنائس في بلاد الإسلام وانتهاء بضرورة تطبيق المنهج الإسلامي وقوانين الشريعة بالمخالفة لكل فقهاء الإسلام علي المسيحيين في دولة الإخوان المنشودة. أما التحدي الأكبر في مواجهة المحظورة في خوض الانتخابات فهو موقفها من المرأة ولا يؤمن الأخوان المسلمون بأي حقوق طبيعية للمرأة علي عكس كل علماء المسلمين المستنيرين, بدءا من حق العمل الي حق تولي المناصب الكبري في الدولة, وانتهاء بحق الاختلاط المبرأ عن الهوي بالرجال في مواقع العمل وأماكن تلقي العلم, يقول الأخوان هذا صراحة في فتاواهم التي يدرسونها سرا لكوادرهم وأعضائهم من الشباب والفتيات, لكنهم عندما يضطرون الي مخاطبة الرأي العام يتبنون خطابا براجماتيا يقول بجواز ترشيح المرأة في المجالس النيابية, وجواز قيامهن بعملية الاختيار( الانتخاب), وذلك من أجل توسيع دائرة المصوتين للجماعة في أي انتخابات تشريعية أو نقابية, ولكنهم يقفون موقف الرفض غير المبرر من جميع الحقوق الأخري, ومنها حق المرأة في تولي القضاء, وجميع مناصب الدولة العليا, بما في ذلك منصب رئاسة الدولة. أما بالنسبة للبنية التنظيمية للجماعة فهم يرفضون تمثيل المرأة في أي مستوي تنظيمي, سواء كان مجلس شوري الجماعة أو مكتب إرشادها, بل وصلت المفارقة الي اختيار رجل علي رأس قسم المرأة, علي أن يتعامل مع النساء عن طريق زوجته. هذه هي رؤية المحظورة وموقفها من الأقباط والمرأة الأمر الذي جعلها تشعر بالاهتزاز وعدم الثقة في تحقيق مكاسب برلمانية مثل ما حققته في انتخابات عام2005 وباتت حائرة ما بين الارتماء في أحضان أحزاب المعارضة والبحث عن الشرعية من خلال تحالفات وهمية, وبين المراوغة أمام الشارع السياسي بإظهار عكس ما تخفيه.