تشهد العاصمة الأثيوبية أديس أبابا يومي السابع والعشرين والثامن من عشرين من يناير انعقاد الدورة العشرين لقمة الاتحاد الأفريقي, ومن المنتظر أن يرأس الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية وفد مصر في القمة. حول جدول أعمال القمة كان لنا هذا اللقاء مع السفيرة مني عمر مساعد وزير الخارجية للشئون الإفريقية.. ماذا عن جدول أعمال القمة الأفريقية؟ تولي مصر اهتماما كبيرا بهذه القمة لتطابق شعارها مع التوجهات المصرية التي تركز علي قضايا التنمية والنهضة, وتمثل القمة فرصة لبحث سبل التعاون مع الدول الإفريقية بما يدعم عمليات التنمية. تكتسب هذه القمة أهمية خاصة لانعقادها قبل أشهر قليلة من الاحتفال بالعيد الخمسين لانشاء منظمة الوحدة الإفريقية عام1963, وهذه فرصة لمراجعة ودراسة ما تم انجازه خلال خمسين سنة من مسيرة العمل الأفريقي المشترك, وبحث الخطوات المستقبلية الواجب اتخاذها. وأمام القمة عدد من الملفات المهمة من بينها بالطبع سبل تعزيز التجارة البينية من أجل تحقيق التكامل والأندماج الأقليمي والوحدة الأفريقية. وماذا عن ملف السلم والأمن الإفريقي؟ الأزمة في مالي ستكون بالطبع علي جدول الأعمال بعد أن تفاقمت الأمور هناك واحتلت قوات المتمردين عددا من المدن, وستتم مناقشة هذا الأمر الي أدي الي تدخل القوات الفرنسية في مالي, كما سيتم مناقشة قضايا أمنية أخري مثل الوضع في إفريقيا الوسطي بعد أن تم مؤخرا التوصل إلي اتفاق بين رئيس إفريقيا الوسطي والمتمردين هناك, أما عن الوضع في الكونغو فقد حضرت إجتماعا يوم8 يناير لمجلس السلم والأمن الأفريقي, وتقدم سكرتير عام الأممالمتحدة باقتراح بإنشاء قوة تدخل سريع في شرق الكونغو تشارك فيها مصر بحوالي ألف ومائة جندي, ووافقت دول البحيرات العظمي علي اقتراح سكرتير عام الأممالمتحدة وسوف تم إقراره خلال قمة السلم والأمن التي ستعقد علي هامش قم أديس أبابا يومي27 و28 يناير. في رأيك ما هي أسباب الأزمة في مالي؟ المشكلة الحقيقية في مالي ناتجة عن إهمال حكومي لشمال البلاد, من حيث حجم المشاركة في منظومة الحكم, ومن حيث النصيب من التنمية, وقد أدي ذلك إلي تدهور الأحوال المعيشية لسكان الشمال, وساد الفقر, فأصبحت البيئة مؤهلة تماما لنشاط الجماعات المتطرفة والارهابية التي استغلت سوء الأحوال فأججت المشاعر ضد الحكومة, واستطاعت تجنيد الأهالي هناك لخوض تمرد مسلح ضد الحكومة, أسفر عن احتلال أحدي أهم المدن في مالي, وهو ما أدي بالتالي إلي تدخل فرنسي مسلح لاستعادة المدينة من أيدي المتمردين, وما أحب أن أقوله في هذا السياق هو أن مصر تنسق مع فرنسا وانجلترا والجزائر للحفاظ علي سلامة شعب مالي, كما عرضت مصر من خلال مفوضية الاتحاد الإفريقي القيام بدور في تنمية شمال مالي, ولا شك أن للأزهر دوره الذي لم ولن يكف عن القيام به في نشر الإسلام الوسطي في إفريقيا عن طريق استقبال الدارسين الأفارقة وهو ما سيؤدي إلي انحسار التطرف الديني في القارة السمراء. حلم الوحدة الإفريقية لا يزال يداعب الخيال.. هل من سبيل لتحقيقه؟ هو حلم بالفعل كما تقولين, ولا أظنه سيتحقق ما لم نتفق علي تكوين تكتل اقتصادي إفريقي, وفي هذا الصدد تعتزم مصر عقد قمة للتكتلات الاقتصادية في الربع الأخير من2013 وهذا التكتلات تشمل بالطبع تكتل( الكوميسا) تجمع دول شرق وجنوب أفريقيا, وتجمع( الساداك) تجمع دول الجنوب الإفريقي, ولا شك أن القمة الإفريقية القادمة ستولي اهتماما بالغا بقضايا التنمية الإفريقية من خلال الأمكانات المحلية دون الاعتماد علي المساعدات الخارجية, وسوف يقام علي همش القمة لقاء( النيباد) وستتقدم مصر من خلال قمة( النيباد) بمبادرتين: المبادرة الأولي تتعلق بالأمن الغذائي من منطلق أن الفقر والجوع هما السبب الرئيسي وراء المشاكل السياسية في أفريقيا, والمبادرة الثانية تتعلق بالربط النهري بين بحيرة فيكتوريا والبحر المتوسط وهاتان المبادرتان بهدف تعزيز التبادل التجاري وتوفير بيئة أفضل لنقل النهري بين دول النبع ودول المصب. كيف تقيمين التحرك الدبلوماسي المصري في إفريقيا حاليا؟ لا شك أن التحرك المصري الآن أكثر إيجابية, فالرئيس شارك بنفسه في المؤتمرات الإفريقية وهذا لم يكن يحدث من قبل, ويقوم الصندوق المصري للتعاون الإفريقي الآن بدور مهم لتحقيق التنمية الاقتصادية الأفريقية إلي جانب ما يقوم به في تنظيم الدورات التدريبية للأفارقة ويقدم المنح للدارسين من مختلف البلدان الأفريقية. وفي النهاية.. ماذا عن أزمة النيل المثارة بين مصر ودول المنبع؟ لم يحدث أي تغيير بشأن القضية, فدول المنبع مازالت متمسكة بموقفها ومصر متمسكة بموقفها أيضا, والتغيير الذي حدث مرتبط بالعلاقات وتوفير الجو النفسي الملائم للتقارب, ومصر تبذل أقصي ما تستطيع لزيادة حجم التعاون مع دول حوض النيل من أجل المزيد من التنمية, والعلاقات مع أثيوبيا الآن أصبحت جيدة, وتم تشكيل لجنة ثلاثية من مصر والسودان وأثيوبيا لبحث المشاكل التي من الممكن أن تنجم عن انشاء أثيوبيا لسد النهضة.