منافسة قوية تشهدها ساحات البحث العلمي والمعملي بهدف الوصول لتقدمN إيجابي ملموس في مجال مكافحة وعلاج الأورام علي مستوي العالم. وقد أسفرت هذه المجهودات عن ظهور علاجات موجهة لأورام الغدد الليمفاوية وأورام الثدي, كما ظهر علاج موجه لارتداد أورام هودجيكين التي تصيب الغدد الليمفاوية,وقد تخطت الأبحاث العالمية مرحلة فهم الخلايا السرطانية والجينات المسئولة عن الأنواع المختلفة للأورام, وتوجد الآن حصيلة هائلة من الأبحاث لتركيب علاجات موجهة وفقا للجينات بكل ورم, وينتظر في القريب ظهورعلاج لكل خلل جيني علي حدة. ويقول الدكتور علاء الحداد أستاذ طب الاورام وعميد المعهد القومي للأورام إن هذه العلاجات تساعد في زيادة فرص الشفاء, كما تمتاز العلاجات الموجهة بأنها تتجه للخلايا السرطانية بعينها, وتتجنب الآثار الجانبية للعلاج الكيماوي التقليدي, كما ظهر علاج موجه فعال لبعض أنواع سرطان الجلد, وعلاج جديد لتجنب هشاشة العظام المصاحب لبعض أنواع السرطانات, كما حدثت طفرة في عقاقير علاج القيء الناتج عن العلاج الكيماوي بالمرضي, وهي من الآثار المؤلمة للمرضي, وتقدمت الأبحاث بشكل كبير في علاج الآثار الجانبية لمرض السرطان. ويضيف أن العلاج الإشعاعي تطور أكثر لتجنب إصابة الخلايا السليمة الملاصقة للورم, وتلافي مشكلات حركة المريض وتنفسه أثناء العلاج الإشعاعي, وشهد التشخيص تطورا ملحوظا حيث أضيفت تقنية الرنين المغناطيسي إلي المسح البوزتروني للأورام, حيث ساعد علي تحديد مدي انتشار المرض بالجسم بدقة.,كما تم تحديد الجينات المسئولة عن الأنواع المختلفة للأورام, وهناك حصيلة ضخمة من الأبحاث تستطيع تركيب علاجات موجهة علي حسب الجينات في كل ورم, وينتظر في القريب ظهور علاج لكل خلل جيني, من جانبه يري الدكتور حسين خالد أستاذ طب الأورام ووزير التعليم العالي السابق أنه قد ظهرت تقنيات حديثة تتضمن العلاج ثلاثي الأبعاد لأورام الثدي بهدف الإقلال من الآثار الجانبية للعلاج الإشعاعي, وتطورت طرق العلاج الجراحي باستخدام المناظير, كما ظهرت جراحات الإنسان الآلي في استئصال أنواع عديدة من الأورام. ويضيف أن التغييرات الجينية التي تسبب الأورام تحدث غالبا بسبب تلوث البيئة, وتم اكتشاف آلية التشوهات الجينية, واستخدام علاجات جينية في تصنيع عقاقير مضادة للأورام, وتعد أبحاث الخلايا الجذعية أكثر تقدما في علاج سرطانات الدم والغدد الليمفاوية, حيث نجحت أخيرا في زيادة نسب الشفاء بعد استخدام تقنيات للإقلال من الأعراض الجانبية الناتجة عن حقنها داخل الجسم, ومازالت أبحاث النانو وجزيئات الذهب والفضة في طور البحث المعملي علي الحيوانات, ونأمل في التغلب علي الأعراض الجانبية للجزيئات داخل الجسم. وعلي المستوي المحلي بحسب الدكتور حسين خالد, تم إنشاء أول سجل قومي لمرضي الأورام علي مستوي الجمهورية, وظهور نتائجه في5 محافظات, حيث أظهرت أن سرطان الثدي الأكثر شيوعا, مع وجود زيادة في نسب سرطانات الكبد, وانخفاض في سرطان المثانة البولية, وينتظر ظهور نتائج دراسات حول استخدام العلاج الهرموني في سرطان الثدي, وتطورات في علاج سرطان الغدد الليمفاوية. علي جانب آخر, شهدت أبحاث المناعة في علاج الأورام طفرة كبيرة, ويؤكد الدكتور عبدالرحمن ذكري أستاذ الفيروسات والمناعة بالمعهد القومي للأورام, أن منها استخدام الجهاز المناعي في تحضير تطعيمات لأنواع مختلفة من الأورام, بأخذ عينة من الورم وإضافة بعض المحفزات المناعية, وإعادة حقنها من خلال6 جرعات, وأدت النتائج إلي تقليل ارتجاع الورم بنسبة تصل إلي50%, وحققت نجاحات في أورام الثدي والكبد وبعض سرطانات الجلد والبنكرياس. ويشير إلي أن من بين الطفرات العلاجية استخدام الخلايا المناعة الشبكية المستخلصة من الدم وبدء استخدامها في العلاج التطعيمي المناعي, وتساعد في التعرف علي الأورام الصغيرة والتخلص منها, وكذلك تنظيم الجهاز المناعي للمريض, كما يتم التوسع في استخدام الحامض النووي, لتحديد أنواع الجينات التي بها عطب مسببا للأورام, والمساعدة في اختيار نوع العلاج الموجه لكل مريض ورسم خريطة جينية لكل مريض فيما يعرف بالعلاج التفصيلي للمرضي, ويتوقع مستقبلا التركيز علي تقليل الفجوة بين طرق العلاج والاستجابة, حيث يتم تحديد الخريطة الجينية للمريض, ثم تفصيل العلاج بصورة تقلل من مضاعفاته وتكلفته, وتزيد من فاعليته في الشفاء من السرطانات.