بعد إخفاق مبادرة حزب الحركة بقيادة تسيبي ليفني, التي أعلنت عنها عبر القناة التليفزيونية الثانية, من أجل تشكيل جبهة من معسكر اليسار- الوسط بين كل من الأحزاب الثلاثة; الحركة والعمل وهناك مستقبل. من أجل تشكيل تكتل يكون بديلا عن حكومة نيتانياهو. فإنه يمكن القول أن الساحة السياسية صارت مجهزة ل بنيامين نيتانياهو من أجل رئاسة الحكومة المقبلة, وذلك دون منافسة حقيقية من جانب معسكر اليسار الوسط, الذي أثبتت السنوات الماضية إخفاقه في تقديم رؤية من أجل تدشين أسس لدولة ديمقراطية وليست دينية( يهودية), بحيث تضمن حقوق الفلسطينين, علاوة علي عدم فاعليته في تحقيق مطلب العدالة الاجتماعية التي طالبت بها الاحتجاجات التي أندلعت في منتصف يوليو2011 وتجددت العام الماضي, مما أدي إلي فقدان مصداقيته وسط الجماهير التي صارت تنجرف نحو التطرف, حيث وجدت في اليمين ملاذا آمنا لها, واستسلمت لإدعاءاته و توظيفه لفزاعة التهديدات الأمنية لتحقيق مآربه السياسية. وقد شهد ذلك المعسكر العديد من الانشقاقات, وحاول أن يواري إخفاقاته متحججا بعدم وجود رمز لقيادته, وظلت الجماهير تترقب عودة رئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت( المسئول عن جرائم حرب الرصاص المصبوب!) بعد تغيبه بسبب قضايا الفساد التي تلاحقه, ليكون طوق النجاة لذلك المعسكر المتشرذم. وخلال الأيام القليلة المتبقية علي تلك الانتخابات المقررة في22 يناير الحالي, فإن جميع المؤشرات تشير إلي أن أحزاب ذلك المعسكر سوف تخوض المعترك الانتخابي منفصلة, وذلك استنادا إلي برامج انتخابية تتشابه من ناحية الشعارات حول الأمن والرفاه الاقتصادي والاجتماعي, مع طرح خطاب سياسي, لا يختلف في مضمونه عن خطاب اليمين, خاصة فيما يتعلق بالاستيطان, وذلك باستثناء حزب ميرتس اليساري. ويأتي في مقدمة تلك الأحزاب, حزب العمل برئاسة شيلي يحيموفيتش, وهو يشكل يسار الوسط, وحصل علي18 مقعد وفقا لاستطلاعات الرأي, حيث شهد العديد من الانشقاقات مثل حركة الموشافيم تلاوة علي عمير بيرتس, بعد تنافس شديد بينهما علي قيادة الحزب. إلا أنه شهد علي الجانب الآخر انضماما لأعضاء جدد مثل اتسك شمولي( إحدي قادة الحراك الاجتماعي في إسرائيل). وفيما يتعلق بالاستيطان, فعلي الرغم من انضمام أبرز قادة الاحتجاج إليه, فإن يحيموفيتش دعت إلي عدم التعرض للموازنات المخصصة للاستيطان, علي الرغم من أن المخصصات المالية المقررة لبناء المستوطنات وتأمينها, تؤثر بالسلب علي المخصصات المالية المقررة للجوانب الاجتماعية. والحزب التالي هناك مستقبل برئاسة الإعلامي السابق يائير لابيد, ويعد حزبا وسطيا, وقد شهد ارتفاعا في عدد مقاعده وفقا لاستطلاعات الرأي ليحصل علي11 مقعدا, ومن أهم مطالبه تغيير طريقة الحكم والمشاركة في أعباء المجتمع الإسرائيلي بما فيها الخدمة العسكرية للجميع, وعلي الرغم من مطالبته بضرورة عودة المفاوضات مع الفلسطينيين, وانتقاده لموقف يحيموفيتش من الاستيطان, فقد أطلق حملته الانتخابية, من قلب مستوطنة اريئيل, بما يعد رسالة طمأنة لجمهور المستوطنين. ويأتي في المرتبة التالية حزب الحركة, وهو من أحزاب الوسط, حيث سجلت استطلاعات الرأي حدوث تراجع في مكانته من11 إلي7 مقاعد. وقامت بتأسيسه تسيبي ليفني, في نوفمبر الماضي لخوض الانتخابات, وذلك بعد أن اعتزلت العمل السياسي, إثر فشلها في الانتخابات الداخلية لزعامة حزب كاديما; حيث نجحت في جذب أعضاء من أحزاب تنتمي إلي معسكر الوسط, عدد من المنشقين عن حزب كاديما وعلي رأسهم مئير شطريت, حيث من المتوقع أن يختفي ذلك الحزب الذي يخوض الانتخابات برئاسة شاؤول موفاز من الساحة الحزبية أو سيحصل في أحسن الأحوال علي ثلاثة مقاعد. وتستند في حملتها إلي أصوات الأفارقة من خلال مطالبتها بحل مشاكل التمييز العنصري. وعلاوة علي ما سبق هناك أحزاب صغيرة تقع في معسكر اليسار- الوسط, مثل حزب ميرتس برئاسة زهافا جلئون, حيث حظي وفقا لاستطلاعات الرأي بثلاثة مقاعد. علاوة علي الأحزاب العربية الثلاثة, وهي الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة, والتجمع الوطني الديمقراطي والقائمة العربية الموحدة, حيث توقعت استطلاعات الرأي حصولها علي11 مقعدا, وهو العدد نفسه الذي حصلت عليه في الكنيست ال.18