'أحد أعوام التحول الإيجابي في العلاقات العربية الأفريقية', قد يكون هذا أحد الأوصاف التي تلحق بالعام المقبل, بالرغم من تشاؤم البعض من رقم13'. هذه خلاصة حديث السفير سمير حسني رئيس دائرة أفريقيا والعلاقات العربية الأفريقية بالجامعة العربية لالأهرام, حول مستقبل هذه العلاقات وتطورات بعض القضايا الإفريقية والعربية. فيقول:لأول مرة, ستنعقد أول قمة عربية أفريقية وفقا للاتفاق الخاص بدورية عقد القمة, بعد أن كانت القمة الأولي قد عقدت عام1977 بالقاهرة بفارق23 عاما عن القمة الثانية في ليبيا عام.2010 وفي هذا الإطار, من المنتظر عقد اجتماع يضم ممثلي الجامعة العربية و الاتحاد الأفريقي والكويت في يناير أوفبراير المقبلين للاتفاق علي الموعد النهائي للقمة وجدول أعمالها والموضوعات الرئيسية التي تناقشها. وتعد الجامعة العربية و الاتحاد الأفريقي الملفات الخاصة بالقضايا التي ستطرح علي القمة ومنها: الاستثمار المشترك سواء الأفريقي باعتبار أن هناك دولا أفريقية عندها القدرة علي الاستثمار مثل جنوب أفريقيا, فضلا عن أن الاستثمار العربي بدأ ينتشر في أفريقيا, إلا أنه يتخذ طابعا ثنائيا بين الدول. وذكر أن هناك جانبا مهما علي جدول الأعمال يتعلق بالاستثمار الزراعي والأمن الغذائي,حيث كانت القمة السابقة شكلت آلية للتنسيق في التعاون الزراعي. وسيتم عقد اجتماع وزاري عربي أفريقي بالسعودية, لوضع آليات تمويل المشروعات الزراعية والغذائية. كما سينعقد اجتماع لمجلسي الأمن والسلم العربي والأفريقي, في الربع الأول من العام الجديد, لبحث جميع القضايا السياسية والأمنية ذات الاهتمام المشترك. وتتصدر المناقشات القضية الفلسطينية وضرورة الدعم الأفريقي لجهود القيادة الفلسطينية لتعزيز حق الفلسطينيين في دولة مستقلة عاصمتها القدس, وقضية الصومال وضرورة دعم الشرعية الجديدة, ومواصلة الحوار بين السودان وجنوب السودان لحل القضايا العالقة,والتوتر في دولة مالي وتأثر عدة دول أفريقية بالوضع فيها, والمشكلة بين جيبوتي وإريتريا. كما توجد استعدادات ليشهد العام المقبل انعقاد دورة جديدة للمعرض التجاري العربي الأفريقي في المغرب. وسيعقد لقاء بين الجانبين العربي والأفريقي, في مطلع العام المقبل, لتوقيع اتفاقية مع المغرب لتوقيع اتفاقية لاستضافة هذا المعرض الذي سيشهد إلي جانب المعروضات النجارية العربية الأفريقية- أنشطة ثقافية وفنية تساعد علي تعزيز التواصل العربي الأفريقي. كما سينعقد اجتماع لتطوير المعهد الثقافي العربي الأفريقي في باماكو عاصمة مالي, بحيث يسهم المعهد في تعزيز التعاون الثقافي وتحسين الصورة العربية المشوهة لدي الأفارقة, و الصورة الأفريقية لدي العرب. وهناك مشروع لعمل مهرجان سينمائي عربي أفريقي.كما سينعقد المنتدي العربي الأفريقي للتنمية في الخرطوم, حيث سيضم مثقفين إلي جانب رجال الأعمال وغيرهم. ويمتد تفاؤل السفير العربي, الذي اعتاد خوض المخاطر من أجل دور عربي في أفريقيا, إلي القضايا الأفريقية البارزة. ويري أن هناك بداية بعث جديد للدولة الصومالية, بعد أن انتهت المرحلة الانتقالية وانتخاب برلمان وتشكيل حكومة واختيار رئيس, وبناء مؤسسات حقيقية للدولة. وعلي المسار العسكري, هناك انتصارات للقوات الحكومية واتساع للأراضي الواقعة تحت سيطرت الحكومة, فضلا عن تحسن المستوي الأمني الذي جذب العديد من السفارات إلي العاصمة الصومالية, وسط ترقب لأن تنقل إيطاليا- المستعمر السابق لجنوب الصومال- سفارتها إلي مقديشو.وتفرض هذه التطورات أن تقدم الجهات الدولية خصوصا العرب- الدعم المالي الشهري الملتزم به للحكومة الصومالية لتتمكن من بناء مؤسسات الدولة وتقديم الخدمات المنوطة بها للمواطن الصومالي. وحذر من أنه إذا تأخر العرب في مساعدة الدولة الصومالية علي النهوض, فإن هناك الكثير من القوي الإقليمية والدولية مستعد للقيام بذلك; ومن هنا تغيب المصلحة العربية مما قد ينعكس علي علاقات العرب بالقرن الأفريقي بما فيه من مصالح للعرب وأهمية استراتيجية لهم. وأوصي بأن يعيد العرب والاتحاد الأفريقي مناقشة قضية حظر السلاح علي الصومال من خلال إدارة حوار مع مجلس الأمن بهذا الشأن. ونوه إلي إنه بدون رفع الحظر عن تسليح القوات الحكومية الصومالية سيظل هناك نقص حقيقي في الأمن, خصوصا أن قوات الاتحاد الأفريقي لابد وأن تغادر يوما ما, مما يتطلب تأيل القوات الحكومية للقيام بالمهام الأمنية وحدها; حيث أن قوات الاتحاد الأفريقي تقدم لها الدعم في الوقت الحالي. وحول الوضع في السودان وعلاقاته مع جنوب السودان, أعرب السفير سمير حسني عن تمنياته أن يصل الطرفان(السودان و جنوب السودان) إلي حلول ناجزة لمشكلة أبيي والنزاع علي الحدود والتعاون. كما أعرب عن الأمل في حل خلافات البلدين والتوصل إلي اتفاق نهائي دون اللجوء إلي مجلس الأمن. وحول الوضع في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق, أشار إلي إن الجامعة العربية لم تتلق من الحركة الشعبية لتحرير السودان- قطاع الشمال- ردا إيجابيا يؤيد إرسال مساعدات للأراضي الواقعة تحت سيطرتها, في حين أنفقت الجامعة نحو مليوني دولار علي الأراضي الواقعة تحت سيطرة الحكومة السودانية بالولايتين. وأعرب عن الأمل في أن تفصل الحركة الشعبية لتحرير السودان- قطاع الشمال- بين مطلبها باعتراف الحكومة السودانية بها وبين الأوضاع الإنسانية بالأراضي الواقعة تحت سيطرتها, وألاتظل الأوضاع الإنسانية الحرجة رهينة للمسار السياسي الخاص بالحركة. وحول مستقبل دارفور, أعرب عن الأمل في انضمام بقية الحركات المسلحة إلي اتفاق سلام الدوحة. وعن الوضع في جزر القمر, قال: نحن أمام نشاط عربي مستمر بعد عقد مؤتمر لتنميتها وتعهدات ب560 مليون دولار من المانحين العرب, وتنفيذ العديد من المشروعات العربية بالتعاون مع حكومة جزر القمر.وحول جهود دعم اللغة العربية في تشاد, نوه إلي أن بعثة عربية ستذهب إلي تشاد للقاء المعنيين لتنمية العلاقات العربية مع تشاد.