أكد السيد عمرو موسي الأمين العام للجامعة العربية أن توقيع اتفاق اطاري بين الحكومة السودانية وحركة العدل والمساواة في الدوحة وضع مشكلة دارفور علي الطريق الصحيح للحل. وأضاف ان الفصائل التي لا تلحق بقطار المفاوضات ستجد نفسها معزولة. وطالب الدول الفاعلة ذات الصلة مثل الولاياتالمتحدة ودول الجوار مثل تشاد بالمساعدة وقال إن الحكومة السودانية يمكن ان تعمل علي تشجيع فصائل التمرد الاخري علي الانضمام الي مائدة التفاوض بالافراج عن اسري والاتفاق مع الفصائل المهمة علي الأقل. وقال موسي في تصريحات خاصة لالأهرام حول قضايا الدول العربية الافريقية والعلاقات مع افريقيا ان مخاوف المستثمرين من الاستثمار في جنوب السودان بعد توقيع اتفاق السلام قبل خمس سنوات قد تبددت بقدر لا بأس به بعد الاطلاع علي قوانين الاستثمار وما تتضمنه من اجراءات مشجعة جدا, وأكد ان السودان مشاكله خطيرة تقتضي ان نساعده علي تجاوز أزمته المعقدة والخطيرة, وأنه علي نفس درجة أهمية فلسطين, وان الدول العربية تأخرت كثيرا في مساعدته. وأضاف ان مسألة جعل الوحدة جاذبة بين شمال السودان وجنوبه كانت تحتاج الي جهود ورأسمال أكبر من العرب, وانه يدعو الي استثمارات عربية ستحقق عائدا كبيرا للمستثمرين, وليس الي منح أو هبات, وقد تحقق ذلك بدرجة ما وذهب أكثر من100 مستثمر لعرض مشروعاتهم في المؤتمر العربي للاستثمار والتنمية الذي نظمته الجامعة العربية في جوبا قبل أيام لتضاف مشروعاتهم الي مشروعات سبق تنفيذها في الجنوب. فريسة لقوي خارجية! وحول أسباب استمرار محنة الصومال وفشل كل المساعي لحلها قال موسي ان الصوماليين هم السبب ولن تجد المشكلة حلا حتي يعقلوا.. فهم تعودوا فيما يبدو علي ذلك ويشعرون انه مفيد لمصالحهم.. لقد خلوا بنا كثيرا لدرجة ان دولا عربية وافريقية ودولية كثيرة زهقت. ومع ذلك تعمل الجامعة العربية الآن مع ايطاليا لاستئناف جهود المصالحة وتقرير دور الحكومة الصومالية للخروج من هذا الوضع المتردي, وأضاف انه طالب بمصالحة تشمل جميع الأطراف الصومالية لان استبعاد أي طرف يعني استمرار النزاع, وأعرب عن أسفه لان الأطراف الصومالية سمحت لنفسها بأن تقع فريسة لقوي خارجية علي حساب مستقبل بلدهم وشعبهم وقال إن بوادر الأمل في الحل جاءت وراحت20 مرة. لن نتدخل الا بطلبهم وعن سبب عدم تدخل الجامعة العربية لايجاد حل لمشكلة الصحراء الغربية برغم فشل الأممالمتحدة في ذلك حتي الآن قال موسي ان اطراف النزاع هي التي طلبت تدخل الأممالمتحدة بل وطلبت عدم تدخل الجامعة العربية أو الاتحاد الافريقي. ولن نتدخل حتي يطلبوا منا ذلك, وتساءل قائلا: اذا كان المجتمع الدولي لم ينجح في حلها, فما الذي يدعوك للاعتقاد بأن الجامعة العربية أو الاتحاد الافريقي سينجح؟!.. وأكد ان تحسين العلاقات بين المغرب والجزائر يمكن ان يؤدي الي انفراج لان الصحراء الغربية هي الخلاف الرئيسي الذي ألقي بظلاله علي مختلف أوجه العلاقات بينهما, وأعرب عن أمله ان تتاح الفرصة للجامعة علي الخروج من هذا المأزق. ميثاقنا بلا عقوبات وحول شكوي الاشقاء في موريتانيا من إهمال الدول العربية لهم وموقف الجامعة العربية الضعيف في مواجهة الانقلاب العسكري الذي أطاح بأول رئيس منتخب ديمقراطيا( سيدي ولد الشيخ عبد الله) قال موسي ان موقف الجامعة العربية لم يكن ضعيفا.. لقد أيدنا الجنرال ولد عبد العزيز( قائد الانقلاب) لاننا أردنا ان تستقر الأمور في اطار ما تم الاتفاق عليه مع الاتحاد الافريقي لان الاطاحة بالرئيس ولد الشيخ عبد الله كانت قد حدثت وانتهي الأمر, وكان السؤال وقتها: كيف ننقذ موريتانيا.. تحدثنا عن اجراء انتخابات بسرعة يكون للرئيس المطاح به دور فيها, وان يقدم استقالته بطريقة مقبولة.. لم نستطع فرض عقوبات مثل الاتحاد الافريقي أو الاتحاد الاوروبي لأن ميثاق الجامعة لا ينص علي عقوبات.. وأتمني ان توجد مثل هذه العقوبات علي الأقل لمواجهة الذين لا يدفعون مساهماتهم في ميزانية الجامعة,أما عن الشكوي من التجاهل وقلة المساعدات التنموية لموريتانيا فهي فعلا قليلة جدا ويجب ان تزيد وان نهتم بها أكثر. حدود الجامعة العربية وعن سبب عدم فاعلية الجامعة العربية, وعدم قدرتها في حل المشكلات العربية برغم الجهود التي بذلت, قال عمرو موسي ان هناك قصة معروفة تتمثل في أن هناك حدودا يراد للجامعة أن تتوقف عندها, لكن زماننا لا ينفع معه ذلك.. فإما ان تتحرك أو تموت.. لم يعد ينفع مجرد وجود مقر للجامعة يشهد اجتماعين أو ثلاثة في السنة ولا ينفع كأساس للحل. ميثاق الجامعة لا يحتاج الي تعديل, فهو فعال ولكن يتم تقييد فاعليته بعدم تسديد الحصص المستحقة علي الأعضاء وعدم تنفيذ القرارات والتحدث بعكس ما تتحدث به الأغلبية.. كل هذا يجب ان ينتهي لأنه لايمكن للجامعة ان تسير بهذا الوضع. وحتي لو تم إدراج عقوبات في الميثاق ستؤدي الي انقسامات وينتهي الأمر الي لاشيء. نزاع جيبوتي واريتريا وعما فعلته الجامعة العربية لحل النزاع بين جيبوتي واريتريا حول منطقة رأس الدميرة علي الحدود العام الماضي قال موسي انه أرسل السفير سمير حسني( مدير الإدارة الافريقية بالجامعة العربية) للقاء الرئيس أفورقي( رئيس اريتريا) وعاد منه برسالة, وسوف أزور اريتريا قريبا. القمة العربية الإفريقية قريبا وحول ضعف التعاون العربي الافريقي وعدم انعقاد قمة عربية افريقية منذ33 سنة قال الأمين العام للجامعة العربية انه قد تقرر عقد القمة العربية الافريقية الثانية في أواخر العام الحالي وانعقدت اجتماعات للإعداد لها.. هناك تباطؤ وشكوك تحتاج الي علاج, وقد عالجناها الي حد كبير. وقد شهدت السنوات الخمس الأخيرة درجة عالية من التعاون والتنسيق بين الجامعة العربية والاتحاد الافريقي, فلم يصدر قرار من الاتحاد بشأن دارفور مثلا إلا والتزمت به الجامعة وما من قرار اتخذته الجامعة إلا وشارك الاتحاد في صياغته, وهو ما سهل الحركة نحو عقد القمة المقبلة. اتفق معك في انه لو شعر كل طرف بأن تعاونه من الآخر سيعود عليه بالنفع فانه يهتم بتدعيم العلاقة, وسيتم تذليل العقبات, هذا الحافز موجود, لكن اصابع أجنبية تلعب ولا تريد لهذا التقارب ان يتم, افريقيا مهمة للأمن القومي العربي, وهناك مصالح اقتصادية تتمثل في سوق إفريقية واسعة ومزايا استثمارية مريحة واستفادة متبادلة, واتفق معك ايضا في ان هناك عقبات مثل الحروب الأهلية والاقليمية لكن هناك25 دولة افريقية علي الأقل مستقرة.