شغلتني الأحداث عن السماع للرسالة التي وجهها العالم المفكر الإسلامي الكبير عمران نزار حسين الذي درس في باكستان وجامعة الأزهر, وقد وجهها من مكان إقامته في ماليزيا إلي الإخوان المسلمين في مصر قبل أيام قليلة من الاستفتاء علي الدستور. يقول بلغة إنجليزية واضحة: ماهي وظيفة الدستور. عندما نعود إلي السنة النبوية نجد الجواب. فعندما يقرر أناس متنوعون العيش في وطن واحد يكونون في حاجة إلي دستور أما إذا كانت هناك أمة متجانسة ولديهم تشريع خاص بهم فهم لا يحتاجون إلي دستور والقانون يسد حاجتهم. ويستشهد عمران حسين بالرسول عليه الصلاة والسلام بعد هجرته إلي المدينةالمنورة وقد وجد تنوعا من الوثنيين واليهود والقبائل المتعددة التي كانت في حرب مع بعضها وأولئك الذين أصبحوا مسلمين إلي جانب المهاجرين من مكة, فماذا فعل الرسول ؟ أمضي سبعة أشهر ونصف في مفاوضات صعبة من أجل أن يكتب وثيقة المدينة التي تعتبر أول دستور في التاريخ. لم يجر هذه المفاوضات في مؤتمر دستوري أو محاورات علنية وإنما دخل في مفاوضات خاصة مع كل مجموعة وكل قبيلة علي حدة إلي أن توصل إلي اتفاق وإجماع في الرأي. وأضاف العالم الكبير موجها حديثه إلي الإخوان المسلمين في مصر: هل نسيتم السنة ؟ لا يمكن أن يكون لديك دستور بدون الإجماع في الرأي عليه, وبالتالي لا يمكن إنشاء الدستور عن طريق الاستفتاء. لقد انسحب المسيحيون من المناقشات التي جرت علي الدستور, ومع ذلك أصررتم علي المضي فيه وهو مايقتضي أن نعتذر للمسيحيين. نعم نعتذر لكم يامسيحيي مصر لأن هذا أمر محرج لنا نحن المسلمين فليست هذه هي الطريقة الصحيحة التي تعلمناها من رسولنا. والرسالة طويلة عن دستور تضمن أربع مواد عن الشريعة, لكن الداعية الإسلامي نزار حسين يصفه بأنه لم يلتزم في وضعه بالشريعة. متمنيا للإخوان المسلمين ألا يشعروا من كلماته بالاستياء مؤكدا أنه لو كان مصريا ما اشترك في اللستفتاء. [email protected] المزيد من أعمدة صلاح منتصر