لا أتصور تهجير العائلات المسيحية من رفح إلي العريش أو أي مكان آخر.. إن في ذلك القرار الخاطيء إهدارا لهيبة الدولة وقيمة المواطنة وإسقاطا لشيء يسمي الكرامة الوطنية.. وإذا كان اهالي رفح من المسلمين غير قادرين علي حماية العائلات المسيحية فيها فليرحلوا جميعا تضامنا معهم.. في أعراف المصريين القديمة كانت العائلات تحمي بعضها وكان من حق أي مواطن أن يلجأ إلي عائلة أكبر تحميه ويعيش بينها حتي يتجاوز محنته.. وكان يقال إن فلانا نزل علي عائلة كذا أي أنها تتعهد بحمايته وتعتبره واحدا منها له كل حقوق أبنائها.. وفي الإسلام كان أول درس في الحماية وهو هجرة الرسول عليه الصلاة والسلام من مكة إلي المدينة حيث استقبله الأنصار واقتسموا معه كل شيء وانطلق من مدينتهم برسالته حتي عاد إلي مكة ولم ينس فضل الأنصار علي الإسلام وكان المهاجرون يتمتعون بكل الحقوق في المدينة.. وكانت مصر دائما توفر الحماية لأبنائها دون النظر إلي أصل أو دين أو مكان.. إن تهجير المسيحيين من رفح إلي العريش أو أي مكان آخر سقطة سياسية خطيرة وخطأ وطني وإنساني وديني لأنه لا يجوز ترحيل مواطن من بيته وعمله بهذه الصورة التي لن يقبلها العالم ولن يرضي بها مصري واحد.. وإذا كانت العائلات المسلمة في رفح عاجزة عن توفير الحماية للأخوة الأقباط فهذا يخالف كل التقاليد الأصيلة التي عرفناها عن أهالي سيناء.. أطالب شيوخ القبائل في سيناء وهم أهل التقاليد العظيمة في الشهامة والوفاء أن يرفضوا هذا الموقف وأن يعلنوا مسئوليتهم عن حماية الأقباط وإذا تراجعوا اليوم أمام عصابة إرهابية تهدد الأقباط فسوف يكون عليهم الدور غدا حينما يطردهم الإرهاب من أراضيهم وبيوتهم إن خروج المسيحيين من بيوتهم وترك املاكهم في رفح سيكون بداية انشقاق في هذا المجتمع لا يعرف أحد منتهاه.. بعض التنازلات التي تبدو صغيرة تتحول مع الوقت والزمن إلي كوارث ثقيلة وتهجير المسيحيين كارثة علي الجميع.. أفيقوا يرحمكم الله.. [email protected] المزيد من أعمدة فاروق جويدة