واجهت استراليا أمس ثالث أشد أيامها سخونة منذ150 عاما بسبب تفاقم الموجة الحارة التي أدت إلي اندلاع حرائق الغابات في ولاية تاسمانيا واتجهت إلي جنوب شرق استراليا. ووصف المسئولون المخاطر المتوقعة من جراء ارتفاع الحرارة بأنها غير تقليدية. وصرح أري أوفاريل رئيس وزراء ولاية ساوث ويلزبأن اليوم الثلاثاء سيكون الأسوأ فيما يتعلق بمخاطر الحرائق التي تشهدها الولاية حيث أمر بحظر كامل علي إشعال النيران في مواقع المخيمات أو الأماكن المفتوحة الأخري وإغلاق المنتزهات العامة الكثيرة بالولاية بسبب خطر اندلاع حرائق الغابات. وشبت حرائق غابات في خمس من ولايات استراليا الست مع اشتعال90 حريقا في ولاية نيو ساوث ويلز وهي اكثر ولايات استراليا ازدحاما بالسكان وفي الغابات الجبلية الواقعة حول العاصمة الوطنية كانبيرا بسبب البرق ولكن يبدو أن بعض الحرائق نجم عن أعمال حرق عمد. وتتوقع هيئة الأرصاد الجوية في سيدني أن تصل درجة الحرارة فيها إلي43 درجة مئوية. ومن جانبه, قال شاني فيتزسيمون رئيس هيئة مواجهة الحرائق بالريف: نحن نتحدث عن خطر حرائق غير معتاد فبعض الحرائق سوف تندلع وتنتشر سريعا بحيث لا يوجد وقت كاف أو لا وقت علي الإطلاق لإصدار تحذير. وطلب منآلاف المتطوعين من رجال الإطفاء الوقوف علي أهبة الاستعداد لمكافحة الحرائق. كما تم تجهيز أكثر من70 طائرة رش مياه وإعدادها للعمل. وقالترئيسة وزراء استراليا جوليا جيلارد في أثناء زيارتها لولاية تاسمانيا التي اندلعت بها حرائق: هذا هو الوقت الذي يجب أن نتوخي فيه الحذر. كما حذرت منظروف كارثية فيما يتعلق باندلاع مزيد من الحرائق. ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي عن جيلارد قولها إنه سيتم تقديم المساعدات لكل من هو بحاجة إليها, مشيرة إلي أن الهدف الرئيسي من زيارتها لولاية تاسمانيا هو التأكيد علي أن الأمة كلها تقف إلي جانب سكان الولاية في هذه الأوقات العصيبة التي يمرون بها. وتسببت حرائق الغابات في تدمير أكثر من100 مبني وتقطع السبل بالمواطنين في بعض المناطق واضطر المئات إلي النزوح عن منازلهم. لكن لم يتأكد حتي الآن وقوع قتلي أو مصابين من جراء الحرائق التي اندلعت منذ الخميس الماضي. وتشير الظروف المواتية إلي وقوع حرائق ضخمة اليوم في تكرار للحرائق التي وقعت في2009 عندما قتلت حرائق السبت الأسود173 شخصا وتسببت في خسائر بلغت4.4 مليار دولار في ولاية فكتوريا.