15 عاما علي وفاة أميرة القلوب ديانا ولا يزال حادث موتها في نفق باريسي يمثل لغزا كبيرا, ولفترة طويلة ظل الملياردير محمد الفايد والد صديقها عماد الشهير ب زس الاستخبارات البريطانية الخارجية( إم أي6) حتي بعد تبرئة هذه الأخيرة من جانب لجنة التحقيق الخاصة. إلا أن كتابا جديدا لأحد الصحفيين الروس والذي قامت صحيفة صنداي إكسبرس البريطانية بكشف بعض محتوياته يقول إن الوكالة متورطة فعلا في الأمر. مؤلف الكتاب الروسي جينادي سوكولوف أعلن أن كافة الدلائل تشير إلي أن ديانا قتلت في إطار جريمة إنجليزية واضحة, إذ تم التعاقد مع جواسيس بريطانيين لزرع شريحة إلكترونية في السيارة التي كانت تستقلها طليقة ولي العهد البريطاني الأمير تشارلز, ويؤكد الكاتب أن تلك الشريحة سمحت لأحد الجواسيس الذي كان يرافق مجموعة من مصوري المشاهير المتطفلين( باباراتزي) خلال مطاردتهم الأميرة ديانا بتعطيل مكابح السيارة, ما أدي إلي وقوع الحادث ومقتل الأميرة وصديقها. وفي كتابه المقرر صدوره العام المقبل في موسكو يؤكد سوكولوف أن الوصول المفاجئ لثلاثة من الضباط البارزين في جهاز الأمن الخارجي البريطاني إلي باريس قبل أيام من وفاة الأميرة ديانا أثار شكوك عملاء المخابرات الروسية في فرنسا, وذكر الكتاب أيضا أن من المستحيل العثور علي أي وثائق عن هذا الترتيب. ليس هذا وحسب بل إن( إم آي6) ضمنت إسكات كل الأطراف التي كانت ضلعا في المسألة عبر تصفيتها جسديا, ومثلا فإن بعض الشهود اختفوا في ظروف يكتنفها الغموض. سكولوف الذي يتمتع بأواصر وثيقة مع بعض عملاء وكالات الاستخبارات الروسية قال إن عملاء إم آي6 وصلوا الي باريس وأقاموا فيها بهويات مستعارة, فالعادة هي أنه عندما يأتي أفراد علي ذلك المستوي إلي دولة مضيفة فإن استخبارات هذه الأخيرة تكون علي علم بوجودهم. ولكن في حالة عملاء إم آي6 فإن الاستخبارات الفرنسية لم تكن علي علم إطلاقا بوجودهم علي أراضيها, لكن العملاء الروس كانوا يتعقبونهم بشكل لصيق, لأن زيارة ثلاثة من كبار الجواسيس البريطانيين العاصمة الفرنسية دفعة واحدة ليست حدثا يمكن السماح بمروره مرور الكرام. وهذه بحد ذاتها شهادة للعملاء الروس بأنهم يدركون ما يفعلون. ويضيف الكاتب أن وصول مسؤولي إم آي6 إلي باريس في ذلك الوقت كان معلوما لدي لجنة التحقيق التي شكلتها شرطة سكوتلانديارد اللندنية, والتي توصلت الي أن وفاة ديانا وصديقها كانت قتلا غير مشروع وألقت اللائمة فيها علي ثمالة سائق السيارة وكبير الحراس الأمنيين في فندق ريتز الفرنسي أونري بول وأيضا فريق الباباراتزي الذي كان يطارد السيارة داخل نفق ألما الباريسي الذي شهد الحادثة. في حين ظلت الاستخبارات البريطانية تنفي علي الدوام وبشدة أن يكون لها أي ضلع بالموضوع. إن ما يطرحه سكولوف في كتابه الجديد يأتي بمثابة الصدي لما ظل محمد الفايد يزعمه عن أن مقتل ابنه دودي وخطيبته ديانا لم يكن حادثا عرضيا وإنما كان مؤامرة نفذها عملاء الاستخبارات الخارجية البريطانية بأوامر من قصر باكينجهام وتحديدا الأمير فيليب زوج الملكة اليزابيث الثانية. ويؤكد الكاتب أنه أتاح لمحمد الفايد الاطلاع علي الوثائق والأدلة التي جمعها لكتابه قبل بدء نظر لجنة التحقيق في الحادث الشهير رغم أنه لم يلتق به شخصيا. وأنه عثر علي ما لا يقل عن30 دليلا علي أن حادث السيارة كان مدبرا. أما السبب في تدبير هذه الجريمة البشعة للأميرة ديانا كما يري الكاتب هي أن أميرة ويلز صارت بمثابة تهديد حقيقي للعائلة البريطانية المالكة التي فضلت أن تنهي المسألة وتموت ديانا بهذه الطريقة علي أن يكون لديها أي ارتباط بشخص مسلم, لأن هذا يعني أن هناك احتمالا أن يكون لابن ولي العهد الأمير ويليام أخ مسلم.