دليل جديد يثبت تورط العائلة المالكة البريطانية في اغتيال الأميرة ديانا وصديقها دودي في حادث سير في 31 أغسطس 1997 بباريس.. مستندات فرنسية وإنجليزية من داخل ملف التحقيقات التي أجرتها باريس ولندن عامي 2007 و2008 ومن سجلات الشرطة البريطانية التي حجبت عن القضاء.. أدلة جديدة أزيح عنها الستار مؤخراً لتؤكد نظرية المؤامرة التي ظل يؤمن بها محمد الفايد، رجل الأعمال المصري ووالد دودي، بخصوص مقتل نجله وأميرة القلوب، بتكليف من الأمير فيليب زوج الملكة إليزابيث الثانية.. وثائق تظهر الجانب المخزي لما يمكن أن يحدث من القصر الملكي، وفساد التحقيق وتقديم معلومات مغلوطة والتزوير في هذه القضية حتي تظل الحقيقة مختفية لا أحد يعرف من قام بقتل ديانا سبنسر وكيف ولماذا؟أميرة القلوب هكذا لقبت، دخلت حياة تشارلز وأدخلت معها قلوب وحب ملايين البريطانيين للعائلة المالكة بسبب تواضعها ولكن النهاية كانت مأساوية في أغسطس 1997 ماتت هي وصديقها عماد الفايد المعروف بدودي، في حادث بنفق جسر ألما بقلب العاصمة الفرنسية باريس.. أسرار جديدة وحقائق مثيرة تسرد بالتفاصيل لأول مرة عن الحادث المؤلم في كتاب "اتصال باريس بلندن: اغتيال الأميرة ديانا" أو "Paris-London Connection: The Assassination of Princess Diana" الذي صدر حديثاً للكاتب الإسترالي جون مورجان، بعد نحو 6 سنوات من البحث والتحقيق قضاها في رحلته بين فرنسا وبريطانيا ووسط أوراق التحقيق لكشف حقائق عن القضية، بتورط العائلة المالكة البريطانية في مقتل ديانا سبنسر، واعتبر أن الحادث أظهر الفساد القائم في المنظومتين الأمنيتين الإنجليزية والفرنسية، ليتزامن مع مرور 15 عاماً علي رحيل أميرة القلوب. الأميرة وصلت المستشفي بعد ساعة و34 دقيقة من الحادث قبل قرابة 3 سنوات، وبالتحديد في يوليو 2009 فجر مورجان مفأجاة من العيار الثقيل حين نشر سلسلة كتاب "تحقيق ديانا: القصة التي لم ترو"، ليكشف بالوثائق عن أن الطبيب المختص بعلم السموم بمستشفي تشارينج كروس في لندن تلقي عينات امرأة أخري واختبرها اعتقاداً منه بأنها عينات ديانا، مما يعني أن عينات فحص جثة الأميرة تم استبدالها. وأوضح مورجان في هذا الكتاب أن هناك الكثير من الأدلة التي تشير إلي أن اختبار فحص السموم أجري علي عينات لم تأت من جسد "دي"، بالإضافة إلي سلسلة من التناقضات، والأخطاء في وضع العلامات علي عينات الجسم، وحجب المعلومات، والأدلة المتعارضة التي تم حجبها عن القضاء والشهود الذين لم يتم استدعاؤهم لتقديم شهاداتهم للتحقيق حول وفاتها. ونسبت صحيفة ديلي إكسبريس البريطانية إلي الكاتب قوله إنه اكتشف حقيقة ما حدث في الساعات الأربع والعشرين التي أعقبت الحادث. ووقتها دعا مورجان إلي إجراء فحوص مستقلة للحمض النووي للعينات المأخوذة من جسد الأميرة ديانا، بعد الأدلة التي درسها والتي أوضحت له وجود نموذجين من العينات، واحد للأميرة ديانا تحتفظ به شرطة العاصمة لندن، والثاني لجسد امرأة أخري تحتفظ به مستشفي تشارينج كروس. كما تساءل مورجان عن أسباب تحنيط جثة الأميرة الراحلة في غضون 24 ساعة من وفاتها في فرنسا. ومن هنا بدأ مورجان البحث في رحلة الموت التي راحت ضحيته الأميرة البريطانية، ليجيب عن الأسئلة التي حيرت جميع محبيها وهو شخصياً: من قتل أميرة القلوب وكيف ولماذا؟. حيث أكد الكاتب الأسترالي في كتابه الجديد أن العائلة المالكة البريطانية لعبت دوراَ في تدبير ذلك الحادث وبالتحديد الأمير فيليب زوج الملكة إليزابيث الثانية، إذ أوضح أن الحادث لعبة استخباراتية كبيرة تواطأت فيه ودبرته الاستخبارات البريطانية »MI6« والفرنسية وعملاء لوكالات استخباراتية أخري، بالإضافة إلي أفراد من شرطة باريس. وكشف مورجان عن تستر السلطات علي ما حدث والربط المهم بين الأحداث في فرنسا والمملكة المتحدة قبل وبعد الحادث. كما اعتبر أن التحقيقات التي رافقت مقتل الأميرة ديانا تبرهن علي وجود فساد كبير في أجهزة الشرطة والأمن في كل من فرنسا وبريطانيا. واتهم مورجان في كتابه 26 شخصاً لشهادتهم الزور في القضية وتقديمهم معلومات مغلوطة حول تفاصيل الحادثة، بجانب كشف النقاب عمن أعطي أوامره بقتل "دي" ومن قام بتنفيذ العملية وكيف تمت، فضلاً عن أطباء سيارة الإسعاف، جان مارك مارتينو وأرنود ديروسي، التي نقلت ديانا بعد الحادثة، واتهامهم بقتلها في سيارة الإسعاف، إذ أشار الي أن سيارة الإسعاف نقلت الأميرة إلي المستشفي بعد ساعة و43 دقيقة، وهي مدة كبيرة لنقل مصاب تعرض لحادث. ومن بين الأسماء التي ذكرها مورجان في كتابه، شيرادر كوبر كولز الذي كان مسئولاً عن تحقيقات باريس، والذي تم تعيينه فيما بعد سفيراً لبريطانيا في كل من أفغانستان، وإسرائيل، والمملكة العربية السعودية، كما يبدو كمكافأة علي إتمام دوره في القضية. واتهامات مورجان في كتابه لم تكن الأولي من نوعها، إذ انتقد أيضاً اللورد سكوت بيكر، القاضي البريطاني الذي تولي التحقيق في مصرع ديانا والذي تستر علي الأدلة وأفسد التحقيق عمداً، بعد إعلانه عدم وجود أي دليل علي قيام الأمير فيليب أو المخابرات البريطانية بإصدار أوامر لاغتيال ديانا، وأن فرضية المؤامرة ليست مبنية علي أساس، بالإضافة إلي رفضه توجيه استدعاء رسمي لهم للاستماع لشهادتهم. ومن بين الأسماء أيضاً رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير الذي تحدث مع ديانا قبل أسبوع من وفاتها ليحذرها من علاقاتها بدودي وكان ذلك في تشيكرز المقر الريفي لرئاسة الوزراء البريطانية. وشدد المؤلف علي أن شهادة الزور من 26 شخصاً كانت بأوامر من أشخاص ذوي مكانة مرموقة في العائلة المالكة البريطانية. ولم تكن هذه المرة الأولي التي تشير أصابع الأتهام إلي أفراد العائلة المالكة بل كانت هناك تحقيقات من قبل وبالتحديد عام 2008 كشفت عن أن الأمير فيليب يتردد إنه وراء مؤامرة لقتل الأميرة خاصة بعدما بعث إليها برسائل قاسية وتنطوي علي ازدراء، وفقاً لأقوال سايمون سيمونز صديقة ديانا الحميمة التي نشرتها وكالة رويترز وقتها. حيث قالت سايمون إن الأميرة تلقت تهديدات خلال حملتها ضد الألغام الأرضية التي حظيت باهتمام كبير من وسائل الإعلام وتوقعت أن تقتل علي أيدي أجهزة الأمن البريطانية. وأضافت أن ديانا أطلعتها علي خطابين قاسيين من والد الأمير تشارلز، الأمر التي يتناقض مع خطابات تعود لعام 1992 عدلت صياغتها مرسلة من فيليب إلي ديانا والتي تشير إلي أنهما كانا يتمتعان بعلاقة دافئة حيث كانت ديانا تشير إليه باسم الأب الغالي. ولكن سايمون قالت إن الرسائل التي ترجع لعامي 1994 و1995 كانت مختلفة تماما في لهجتها. وأضافت أنه رغم لهجات الرسائل إلا أنها لم تكن تنطوي علي تهديدات وأن العائلة المالكة لم تكن لتؤذي ديانا. وزعمت أن الأميرة الراحلة كانت مهددة بسبب محاولاتها حظر الألغام الأرضية وأنها أعطتها ملاحظة تقول فيها إنها إذا تعرضت لحادث ستكون المخابرات وراءها. وبدأت ديانا أميرة ويلز في 12 يناير عام 1997 في استغلال شهرتها للفت الأنظار لقضية الألغام فانضمت لحملة الصليب الأحمر ضد الألغام الأرضية وسافرت إلي أنجولا، إلا أنها في فبراير من العام نفسه تلقت تحذيرا لكي تلغي حملتها وتم تهديدها بالقتل عن طريق حادث إذ لم تقلع عن هذا النشاط، ولكنها أصرت علي المضي فيما تفعله وسافرت إلي البوسنة في 8 أغسطس من نفس العام قبل أيام من وفاتها وكانت وقتها علي اتصال بعماد الفايد حتي أن صحيفة الديلي ميرور البريطانية نشرت صورتها الشهيرة المعروفة باسم "القبلة" مع دودي. وفي عام 2004 نشرت الصحيفة نفسها خطاب الأميرة الراحلة الذي كشف عنه بول بوريل كبير خدم الأميرة، الذي كتبته قبل عشر أشهر من وفاتها، تحكي فيه كيف تتوقع هي أن يتم التخلص منها وأن زوجها الأمير تشارلز يخطط لقتلها عن طريق حادث سيارة. وستظل التساؤلات التي تثار من وقت إلي آخر عن دور وموقف العائلة المالكة كلما تطرق أحد لوحشية ما حدث للأميرة وعماد الفايد، وإغلاق التحقيق علي أن الحادث نتيجة حالة السكر الشديدة التي كانت تسيطر علي السائق هنري بول. ففي عام 2006 قال هيو وتو الصحفي بصحيفة الديلي إكسبريس إن الفرنسيين يريدون أن يغلقوا القضية علي أنها حادث سيارة عادي وعدم وجود شبهة جنائية وراء وفاتهم، فهو فقط سائق مخمور تورط في الحادث. إلا أن هناك أشياء كثيرة راحت عن الأجهزة التي قامت بالعملية وهي الأموال الكثيرة التي عثر عليها في الحسابات البنكية لبول والتي لم يفسر وجودها، كما أنه معروف أيضاً باتصالاته مع أجهزة الأمن، لذا تم الترويج لفكرة أنه سائق مخمور وتعاطي مخدرات، بحسب التقرير الفرنسي الذي أكد أن نسبة الكحول في دمه كانت أكثر من المعدل الطبيعي بثلاث مرات يوم الحادث لدرجة لأنه لا يمكن أن يمشي، ليتعجب وتو قائلاً كيف له أن يقود سيارة. وعلي الرغم من غموض التفاصيل المتعلقة بالحادث الذي أسفر عن موت الأميرة ديانا، إلا أن ليا ويست أحد المتعاملين مع القصر الملكي قال إنهم لايريدون أن يتركوا الأميرة ترقد في سلام، فالعائلة المالكة حولت حياتها إلي جحيم، واليوم كتاب جديد ضمن سلسلة الكتب التي تناولت مصرعها، اتركوها بسلام فلن يصدر كتاب يعيد الأميرة ديانا إلي الحياة.