كتب حسني كمال: ذهب المدرس الثانوي كعادته إلي مدرسته وجيه بغدادي الثانوية ليجد المفاجأة أمامه اتصال تليفوني يؤكد أن شقته بالسادس من أكتوبر التي وضع فيها متعلقاته وغرفة نومه تم تأجيرها لأسرة دون علمه. أسرع المدرس بالفعل إلي شقته ليستطلع الأمر, فوجد رجلا وزوجته يقيمون بالشقة بعقد إيجار حديث واتضح أن هناك فاعل خير من الجهاز المسئول عن هذه المساكن قام بالتحري عن عنوان المدرس وأبلغه عن هذه الكارثة, وبكي المدرس علي شقته التي اعتبرها آخر المتعلقات التي تحمل ذكريات زوجته التي رحلت عنه مؤخرا, فقام المدرس علي الفور بالذهاب إلي الشرطة لعمل محضر لهذه الأسرة حتي يسترد شقته, إلا أنهم قالوا له نعمل لك محضرا والقانون يأخذ مجراه, فاختصر المدرس الطريق وبحث عن مجموعة من البلطجية الموالين بالمنطقة, وبالفعل قام المدرس بدفع المعلوم لكل فرد منهم حتي يحصل علي شقته سريعا, وذهب المدرس مع البلطجية إلي شقته ليخرجوا هذه الأسرة من الشقة, وكانت المفاجأة أن الأسرة التي أقامت بهذه الشقة ولديها عقد ويسددون الإيجار لأحد الأشخاص بالمنطقة, وأن هذه الأسرة لم تعلم أن هذا المدرس هو المالك الحقيقي للشقة, ولديها عقد, فقام المدرس بتسديد مقدم العقد(3000 جنيه) للأسرة حتي تترك الشقة له. والفرحة عارمة استرد المدرس شقته بمعاونة البلطجية, لأن كل من حوله أكدوا له أن القانون حباله طويلة, وأكد أهالي المنطقة أن هناك مافيا تراقب الشقق ثم تؤجرها بمعرفتها للطلبة الراغبين, ومن يبحث عن مأوي, وحينما يعلم المالك الحقيقي ويأتي لاسترداد الشقة يتم مساعدته في طرد المحتل مع أخذ المعلوم منه. المجني عليه اسمه عماد محمد هيبة إبراهيم, يعمل مدرسا للفيزياء بمدرسة وجيه بغدادي الثانوية للبنات بالجيزة, استلم شقته منذ عام1995 بعد قصة عناء كبيرة وانتظار لسنوات, وهي شقة84 مترا تتبع الإسكان والتعمير بمدينة السادس من أكتوبر بالحي العاشر المجاورة الرابعة, بالعمارة94 شقة(10 أ) وكان مقدم الحجز آنذاك(5000 جنيه) والغريب أن الشقة كانت علي المحارة أي أنها( نصف تشطيب) وهي غير مقسمة من الداخل. وقال إن الشقة نصف تشطيب من الداخل وغير مقسمة أي أنها عبارة عن أربعة حوائط بخلاف الحمام والمطبخ, ولم يكن في ذهني أبدا أن يدخل الشقة أحد غيري ووضعت بها أربعة كراسي من النوع( الخرازان وكانت قيمة الكرسي آنذاك160 جنيها) وكنت دائم الذهاب إلي شقتي أنا والمرحومة زوجتي, وقمت بإدخال الماء والكهرباء إليها منذ3 سنوات, وبعد وفاة زوجتي التي كانت تذهب معي حينما تشعر بضيق من ازدحام المدينة فكانت الشقة هي مرسي لنا لنقوم بتغيير طعم المعاناة اليومية في المدينة, فكانت هذه الشقة تحمل كل الذكريات الطيبة لزوجتي التي رحلت عن الدنيا وبقيت ذكراها, وتركتني أصارع من أجل استرداد شقتي, أما عن ترددي علي الشقة فكانت فترات متباعدة كل شهرين أو ثلاثة أشهر تقريبا أقوم بالاطمئنان علي الشقة, ولكن بعد وفاة زوجتي لم أذهب إلي الشقة إلا بعد أن قام الجيران بالاتصال بي تليفونيا الحق شقتك مسكونة منذ فترة. وأوضح أن الخبر جاءني لأن سقف الحمام كاد يسقط علي الجيران الموجودين في الطابق الأسفل, لأن السباكة كانت غير جيدة وأصبح الماء يتسرب رويدا رويدا حتي تضرر الجيران وصعدوا للرجل المقيم بالشقة وزوجته, وسألوه عن عقد الشقة, خاصة أن هناك جارا آخر قد حضر المشكلة, فرأي أن المقيم بهذه الشقة هو دائم التردد علي شقق من قبل ويعرفه جيدا, وبالفعل ذهب الجيران إلي الجهاز للاستعلام عن مالك الشقة الحقيقي, ولكن الجهاز رفض إعطاء أي بيانات عن مالك الشقة, ولكن تحت الضغط والإلحاح حصلوا علي موبايل مالك الشقة الحقيقي وهو المدرس الثانوي, وبالفعل قاموا بالاتصال بي, واستقبلت الخبر بحالة من الذهول, ودارت بي الدنيا, وسقطت علي الأرض من هول المفاجأة, وقلت ضاعت الشقة وضاع معها الأمل في الحصول عليها مرة أخري. ذهبت إلي أحد أقسام الشرطة, فأكد لي أحد