النجومية لم تفارقه والتألق لم يتخل عنه منذ أن عرفته الجماهير حارسا لعرين الأهلي.. فمن وقتها لم يتوقف عصام الحضري عن إبهار عشاق الكرة بمستواه. الذي حافظ عليه مقدما مثالا للحارس الأمين الصبور المكافح, فنال إعجاب الجميع, ومؤخر نال مكافأته بإحرازه لقب كأس السودان مع المريخ لتصبح البطولة رقم35 في مسيرته مع الأندية والمنتخبات. الحوار مع الحضري مختلف عن محاورة أي شخصية أخري, لأن إبن دمياط يتميز بالصراحة الشديدة, فلم يرفض الإجابة علي أي سؤال, ولم يناور ولم يلجأ للف والدوران للهرب من الإجابة, بل إن كل الإجابات كانت في المرمي.. فكان هذا الحوار.... في الآونة الأخيرة تعرض شريف إكرامي لانتقادات شديدة من الجماهير, ما هو تأثير ذلك علي الحارس, وكيف يتعامل معه؟ من الغريب أن الجماهير تركز علي أخطاء حراس المرمي فقط, دون النظر لأخطاء باقي اللاعبين, فهناك لاعب ينفرد بالمرمي ولايسجل دون غضب أو انتقادات, لكن عندما يخطئ الحارس فإن الدنيا تقوم ولاتقعد. لكن من المهم أن يتعلم الحارس من أخطائه ولايكررها, ولاتنسوا أن شريف قدم مباريات كبيرة في ظروف صعبة للغاية, لكن شعبية الأهلي تضع أي حارس تحت منظار الجماهير. تعاقب عليك حراس كثيرون لكنك تبقي الأول والأساسي دائما.. لماذا؟ في بداية مشواري وضعت لنفسي مبدأ ثابتا هو أن أتعامل مع كرة القدم بجدية تامة, وألا يقف أي شئ في طريق تحقيق طموحاتي المشروعة بأن أكون الحارس الأول للأهلي ثم للمنتخب ثم الاحتراف بأوروبا. ولتحقيق هذه الأهداف لم أتهاون أبدا في التعامل مع عملي, وعندما أحقق هدفا أضعه خلفي وأبدأ في التفكير في كيفية الوصول لهدف آخر.. وحتي أصبح عصام الحضري أفضل حارس في إفريقيا, فقد تعاملت مع الكرة بكل جدية واحترام وبدون عواطف. من هو الحارس الذي يمكن أن يضع الحضري علي مقاعد البدلاء؟ من المعروف أنني الحارس الأول للمنتخب وهذا هو الوضع الطبيعي, أما الحارس الذي يمكن أن يهدد مكاني في الفريق فهو الحارس الذي يستطيع أن يدخل في تنافس حقيقي معي وأن تكون لديه طموحات عالية مثلي وأن يضحي من أجل تحقيق أهدافه, وأن يحافظ علي نفسه في الملعب وخارجه, وأن يكون علي قدر مسئولية حراسة مرمي المنتخب. ما هي علاقتك بالشناوي؟ لو تم اختيار أخي في المنتخب فإنني لن أراه علي أنه أخي, بل سأراه علي أنه حارس منافس يجب أن أتفوق عليه, أما مسألة أنه أخي فمكانها البيت. أما بالنسبة للشناوي فهو حارس جيد أحاول أن أنقل له خبراتي, لكن في الوقت نفسه أحرص علي أن أكون الأول دائما من خلال المنافسة المستمرة, وهذه هي طريقتي في العمل سواء مع الشناوي أو مع من سبقوه بداية من شوبير وحسين السيد ونادر وعبدالواحد وعبدالمنصف وأمير وشريف وغيرهم, أما ما يتردد من وجود مشاكل بيني وبين الشناوي فهو مجرد شائعات اعتدت عليها, فقد ترددت شائعات عن وجود خلافات بيني وبين كل الحراس الذين لعبت معهم حتي أصبحت الشائعة الوحيدة التي لم تتردد حتي الآن هي وجود خلافات بيني وبين إبني ياسين!!. لم نعد نري حراس مميزين في السنوات الأخيرة, هل يرجع ذلك لتقصير مدربي الحراس؟ لايوجد تقصير من النواحي الفنية ولكن هناك اختلاف في الطموحات والأهداف بين مدرب وآخر, وأعتقد أنني كنت محظوظا بالتدريب علي يد مجموعة رائعة من المدربين مثل أيمن طاهر وأحمد الضهراوي وهما لهما فضل كبير علي, وأخيرا تدربت مع أحمد ناجي وأحمد سليمان وزكي عبدالفتاح الذين نجحوا في توصيل فكرهم وطموحاتهم لي, لأنهم مدربون يلعبون علي بطولات ودائما لديهم رغبة في تحقيق انجازات. لم يبق في المنتخب الكثير من اللاعبين الذين حققوا كأس أمم إفريقيا ثلاث مرات, هل تشعر أن أماكن هؤلاء اللاعبين لازالت شاغرة؟ الجهاز الفني تولي المسئولية في ظروف صعبة للغاية, وعندما بدأ يجري عملية إحلال وتجديد المنتخب توقف النشاط وأنا لو كنت عضوا بالجهاز الفني كنت سأستقيل, لكن في كل الأحوال يجب أن تتم عملية الإحلال والتجديد بالتدريج, بمعني أن أحافظ علي عناصر الخبرة حتي تتمكن من قيادة الفريق في الظروف والمواقف الصعبة, وحتي تنقل خبراتها للاعبين الصاعدين, لكن خروج عدد كبير من اللاعبين الكبار من المنتخب ترك فراغا في الفريق علي الرغم من أن اللاعبين الجدد يبذلون جهدا كبيرا لتثبيت أقدامهم, وقد بدأ المستوي يرتفع تدريجيا. هل هذا الفراغ هو الذي جعلنا لانتمكن من تخطي إفريقيا الوسطي؟ هذه حقيقة, فقد لعبنا أربع مباريات في شهر واحد في ظل ظروف غاية في الصعوبة ورحلات طيران مرهقة وتم تغيير موعد مباراة الذهاب التي خسرناها علي أرضنا, وفي مباراة العودة لعبنا جيدا لكننا لم ننجح في التعويض, والمباريات التي تقام في مثل هذه الظروف تحتاج للاعبين كبار يعرفون كيف يحققون الفوز في أصعب الظروف. هناك غضب مكتوم لدي اللاعبين الكبار لأنهم لم يحصلوا علي نصف الفرص في المنتخب التي حصل عليها الصاعدون؟ هذه حقيقة لكنها أمر طبيعي لأن اللاعبين الكبار صنعوا أسماء رنانة في إفريقيا كلها وحققوا بطولات لم يحققها أحد من قبلهم, ومن الطبيعي أن يكون هناك بعض الضيق, خاصة وأن الكبار هم الأكثر التزاما وتفانيا وإدراكا لمصلحة المنتخب ويعرفون أهمية تحقيق البطولات لأنهم هم من حققوها, وبعد ذلك عندما لايجد اللاعب الكبير لنفسه مكانا في المنتخب فمن الطبيعي أن يغضب, لكنها رؤية الجهاز الفني التي يجب أن تحترم.