بفوزها بنسبة6,51% من أصوات الناخبين في الانتخابات الرئاسية التي أجريت أمس الأول في كوريا الجنوبية , أصبحت السيدة بارك جيون هاي, أول رئيسة للبلاد, لتنضم بذلك إلي قائمة سيدات الصفوة في القارة الآسيوية اللائي نجحن في تخطي كل الصعاب بوصولهن لأرفع منصب في بلادهن, وتغلبن علي مجتمعاتهن ذكورية النزعة. وما من شك في أن انتخاب جيون هاي يعد حدثا فارقا في تاريخ الشطر الجنوبي من شبه الجزيرة الكورية, ويعكس رغبة الكوريين الجنوبيين في تولي شخص قادر علي مجابهة وعلاج تلال المشكلات المتراكمة في بلد يصنف بين أفضل20 اقتصادا في عالمنا المعاصر, خاصة في ظل تراجع معدلات النمو الاقتصادي في كوريا الجنوبية الذي بلغ نحو2% خلال العام الحالي. واهم دلالات انتخابها أن الشعب الكوري الجنوبي بتصويته لها أبدي تصالحه مع الماضي, إذ أن والد الرئيسة المنتخبة كان رئيسا في مطلع الستينيات من القرن الماضي, وطغت الديكتاتورية علي نظام حكمه, وساهم إلي حد كبير في إحداث طفرة اقتصادية مكنت البلاد من احتلال مرتبة متقدمة, بعد أن كانت من بين البلدان النامية, إلي قتله رئيس جهاز المخابرات عام.1979 وستواجه جيون هاي التي ستتولي رسميا المنصب في فبرابر المقبل, خلفا للرئيس لي ميونج باك تحديات واختبارات صعبة علي الصعيدين الداخلي والخارجي, ويتصدرها بطبيعة الحال الملف الاقتصادي, وتنفيذ برنامجها الطموح لتحسين مستوي معيشة المواطنين, والتعامل مع النظام الجديد في الشطر الشمالي الذي يشكل التهديد الأول لأمنها القومي. فضلا عن فتح صفحة جديدة من العلاقات مع الولاياتالمتحدة الحليف والأهم لسول, وتنقيتها من الشوائب العديدة العالقة بها, جراء تصرفات الجنود الأمريكيين المنتشرين علي أراضيها, والتنسيق مع دول الجوار للحفاظ علي الأمن والاستقرار في شمال شرق آسيا والصعود المتسارع للنفوذ الصيني في المنطقة.