هناء دكروري علي مدي أربعة أعوام نجحت هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية في تأدية دورها بكفاءة واكتساب الاحترام علي المستويين الداخلي والدولي وذلك علي الرغم من الظروف الصعبة خاصة في ظل الثورات التي اجتاحت عددا من الدول العربية. بالتالي لم يكن من السهل ترشيح شخص لخلافتها قادر علي أن يحظي بالقبول الداخلي والخارجي ويستطيع التعامل مع ملفات العلاقات الخارجية المتأزمة مثل الموقف في سوريا والأوضاع المضطربة في مصر والخلافات مع إيران وكوريا الشمالية حول البرنامج النووي إلي أن وقع الاختيار علي السناتور الديمقراطي جون كيندي رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ والمرشح السابق للرئاسة الأمريكية في عام.2004 وجون كيري(69 عاما) ليس غريبا عن عالم الدبلوماسية بل يمكن القول إنه تعرف علي هذا العالم منذ نعومة أظافره حيث سافر إلي عدد من الدول نتيجة عمل والده ضابطا في الخدمة الخارجية أثناء فترة حكم الرئيس ايزنهاور. وقد قضي بعض مراحل تعليمه في مدارس أوروبا ودرس العلوم السياسية في جامعة ييل الأمريكية ثم حصل علي شهادة في الحقوق من جامعة بوسطن.وقد انتخب كيري عضوا بمجلس الشيوخ منذ عام1984 ويعد حاليا من أقدم عشر أعضاء بالمجلس. وعلي مدي الثلاثين عاما الماضية كان عضوا بلجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ التي تولي رئاستها قبل أربعة أعوام.وبفضل عمله باللجنة وحماسه لعدد من القضايا الخارجية يحظي كيري بعلاقات عميقة مع بعض زعماء الدول من المتوقع أن يسهل عليه ذلك مهمته كوزير للخارجية. كما أن كيري قد كلف بعدد من المهمات الدبلوماسية تحت إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما توجه خلالها إلي أفغانستان في عام2009 لاقناع الرئيس الأفغاني حامد كرزاي باجراء جولة ثانية للانتخابات,و تم ارساله إلي باكستان أكثر من مرة لتسوية عدد من القضايا.كما أنه يعد من أكثر أعضاء مجلس الشيوخ ترددا علي منطقة الشرق الأوسط وله مواقف معارضة للاستيطان والممارسات الاسرائيلية.ويشير المقربون من كيري إلي أنه لدي توليه منصب وزير الخارجية سوف يسعي للقيام بدور أكبر في إعادة رسم السياسات تجاه الشرق الأوسط وسيحاول استئناف مباحثات السلام. ويري المحللون أن كيري يشارك وجهة نظر الرئيس أوباما في منح فرصة أكبر للمفاوضات من أجل التوصل إلي تسوية مع الخصوم مثل إيران وسوريا وإن كان كيري قد بدل موقفه مع تصعيد نظام بشار الأسد لحملاته العسكرية ضد الثوار ودعا إلي تسليح المعارضة السورية وشن حملات للناتو ضد النظام السوري وهو ما رفضه أوباما تماما وهو ما سيسهل التفاهم بينهما. ورغم أن كيري قد لعب دورا بارزا في الصعود اليساسي لباراك أوباما حيث أنه من أتاح, بوصفه المرشح للرئاسة,الفرصة في عام2004 للسناتور الشاب باراك أوباما زميله في لجنة العلاقات الخارجية لالقاء كلمة أمام المؤتمر العام للحزب الديمقراطي وهي الكلمة التي سلطت الضوء علي أوباما كسياسي واعد.وخلال حملة أوباما للفوز بفترة ثانية في انتخابات2012 كان كيري من أهم مستشاريه أثناء الاستعداد للمناظرات مع منافسه الجمهوري ميت رومني. ورغم كل ذلك لا يعد كيري من الدائرة المقربة من الرئيس علي عكس سوزان رايس مرشحته الأولي لتولي وزارة الخارجية التي انسحبت بسبب الجدل حول تصريحاتها فيما يتعلق بالاعتداء علي السفارة الأمريكية في بنغازي.وحسب وصف المحللين فان سوزان رايس كانت تحظي بثقة كبيرة من قبل أوباما وأنها ربما ساهمت في تشكيل مواقفه ازاء القضايا الدولية ولكنه من غير الواضح حتي الآن ما اذا كان كيري سيكون له نفس التأثير في تشكيل سياسة أمريكا الخارجية في المرحلة المقبلة.