خبراء المال والاستثمار‏:‏ مؤشر علي الثقة وفرص النمو المستقبلية‏..‏ وخروج البنوك الأوروبية يرجع لأزمة اليورو

تقرير‏-‏ خليفة أدهم‏:‏ الاعلان عن صفقتي سوستيه جنرال وكارفور‏,‏ يضاعف عدد صفقات الاستحواذ في السوق المصرية خلال الاشهر الاخيرة عقب ثورة‏25‏ يناير‏ ,4 صفقات كبيرة علي مستوي الحجم وايضا القطاعات التي تنتمي اليها هذه الصفقات, ابتداء من صفقة الكترولوكس السويدية ثاني اكبر شركة علي مستوي العالم في الاجهزة المنزلية- التي استحوذت علي اوليمبيك الكتريك في صفقة تجاوزت قيمتها ملياري دولار, تلتها صفقة فرانس تيلكوم واستحواذها علي نحو15% من حصة رجل الاعمال نجيب ساويرس لتنخفض نسبته الحالية الي5% وبذلك استحوذت فرانس تيلكوم علي حصة الاقلية لترتفع حصتها الي95% من موبينيل في صفقة تجاوزت قيمتها ملياري دولار, وبالاعلان عن صفقتي استحواذ بنك قطر الوطني علي الاهلي سوستيه جنرال مصر, بقيمة2.5 مليار دولار, واستحواذ كارفور علي مترو وخير زمان بنحو ملياري جنيه وفقا لتسريبات غير مؤكدة حتي الان رغم محاولاتنا الاتصال بطرفي الصفقة, لتتضاعف بذلك صفقات الاستحواذ قيمة وعددا, ولتطرح تساؤلات عديدة عن مدلولها ومردودها علي الاقتصاد القومي, خاصة ان هذه الصفقات يربطها- في3 منها- قاسم مشترك وهو بيع مستثمرين مصريين لصالح شركات عالمية.
في هذا الاطار اعتبر خبراء مال واقتصاديون صفقتي استحواذ بنك قطر الوطني علي الاهلي سوستيه جنرال, وكارفور علي سلاسل مترو وخير زمان بقيمة تتجاوز2.5 مليار دولار للاولي, ونحو ملياري جنيه للثانية, مؤشرا ايجابيا علي ثقة دوائر الاستثمار والمال العالمية والاقليمية في فرص النمو المستقبلية بالسوق المصرية رغم الصعوبات التي يواجهها الاقتصاد المصري في الوقت الراهن, الي جانب ما قد تتضمنه صفقة كارفور/ مترو من اتجاه بعض المستثمرين المصريين لتقليل استثماراتهم في السوق المصرية, سعيا الي تقليل المخاطر وتوزيع محفظة استثماراتهم علي عدد من الاسواق, في هذا السياق يعتبر المهندس حسن مالك رئيس لجنة التواصل بين مؤسسة الرئاسة والمستثمرين ان هذه الصفقات لا تخلو من دليل مؤشر ايجابي مهم يتعلق بثقة دوائر المال والاستثمار العالمية والاقليمية بما لديها من قدرات علي اعداد دراسات جدوي شاملة لمستقبل الاسواق في فرص النمو المستقبلية بالسوق المصرية, كما تراهن هذه المؤسسات وغيرها من المؤسسات علي فرص النمو والعائد المجزي لاستثماراتها بعد هدوء الاوضاع واستقرارها خاصة في ظل المضي قدما لبناء مؤسسات الدولة بشكل ديمقراطي يتسم بالشفافية, ونزاهة الانتخابات والتزام الدولة بحرية التعبير عن الرأي الاخر, وهو ما ينبئ بالالتزام بالشفافية. والتأكيد من جانب الحكومة وكافة الاجهزة علي مكافحة الفساد وهو احد الاعتبارات المهة في تشجيع الاستثمار.
وفي هذا السياق توقع مالك ان تتجه سوق الصرف الي الاستقرار مع انتهاء الاستفتاء واقرار الدستور, حيث سيصاحبه التوقيع مع صندوق النقد الدولي وتدفق الاستثمارات والمنح والمساعدات الميسرة التي اعلنت عنها المؤسسات المالية الدولية والاقليمية, واضاف من المؤكد ان هناك دوائر استثمار عالمية واقليمية تترقب لحظة الاستقرار لضخ استثمارات كبيرة للسوق, وهو ماسيكون له تأثير كبير في تعافي الاقتصاد وتوافر العملات الاجنبية.
ويقلل طارق عامر رئيس اتحاد البنوك ورئيس البنك الاهلي مما يتردد من تأثيرات صفقة استحواذ بنك قطر الوطني علي الاهلي سوستيه جنرال, مشيرا الي ان العبرة في نهاية الامر وجود رقابة قوية وتتمتع بالكفاءة من جانب البنك المركزي علي القطاع المصرفي بصرف النظر عن دخول اي مؤسسة مصرفية ومن وجهة نظر الدكتور عبد الله شحاته رئيس اللجنة الاقتصادية بحزب الحرية والعدالة فان الامر يعكس ثقة مؤسسات كبري اقليمية وعالمية في فرص النمو في السوق المصرية بما يطمئنها علي مستقبل استثماراتها, كما لا يخلو من مغزي شعور بعض المستثمرين المصريين بالقلق بما يدفعهم الي تقليل استثماراتهم, وان كان يقلل من هذا القلق الثقة لدي المؤسسات العالمية.
ويفسر علاء سبع رئيس احدي مؤسسات الاستثمار العالمية ان ثمة اعتبارين اساسيين فيما يتعلق بصفقتي الاستحواذ اللتين تم الاعلان عنهما من خلال استحواذ بنك قطر الوطني علي الاهلي سوستيه جنرال حيث يمكن تفهمها في اطار الازمة التي تواجهها منطقة اليورو ومحاولات المؤسسات الاوروبية تسييل بعض اصولها في الاسواق الناشئة لمواجهة الازمة, خاصة في الاسواق التي بها طلب, وبالتالي سرعة تسييل الاصول بعائد جيد, وفي المقابل هناك مؤسسات تتنبأ بفرص نمو مستقبلية جيدة في السوق المصرية وبالتالي تتخذ قرارا بالاستحواذ بناء علي دراسات لديها بنمو السوق والطلب والعائد في الاجل المتوسط, وفيما يتعلق بالصفقة الاخري وهي في قطاع تجارة التجزئة وهو قطاع به فرص نمو حقيقية وواعدة في ظل السوق الكبيرة وتزايد الطلب, يمكن تفهم هذه الصفقة ايضا في اطار اتجاه بعض المستثمرين لاعادة توزيع جزء من محفظتهم الاستثمارية في عدد من الاسواق بدلا من تركيزها في السوق المصرية لتقليل المخاطر, خاصة وان قطاع تجارة التجزئة والتوزيع عليه طلب, وهو ما تم بالفعل ازاء استحواذ كارفور علي مترو وخير زمان, مشيرا الي ان الشركة العالمية انتهزت الفرصة سريعا في الاستحواذ اقتناصا لفرصة قد تكون غير متاحة في غير هذه الظروف, خاصة مع توقعاتها للعائد المجزي وفرص النمو في هذا القطاع.
وقلل سبع من التخوف من التأثير السلبي لعمليات الاستحواذ من جانب بعض المؤسسات العربية علي فروع المؤسسات العالمية والاوروبية في السوق المصرية خاصة في مجال كفاءة الادارة والتكنولوجيا والخدمات المالية والتكنولوجية الحديثة مشيرا الي ان هذه المؤسسات نجحت في اجتذاب كوادر ومهارات عالمية وتستقطب التكنولوجيا الحديثة خاصة اذا ما كانت تمتلك خططا للتوسع الاقليمي, متوقعا سعي هذه المؤسسات الي ضخ استثمارات جديدة للانتشار والتوسع وتجويد خدماتها في السوق المصرية خاصة مع عودة الهدوء والاستقرار.
ومن ناحية أخري قلل المهندس محمد الهواري رئيس احد المنافذ التجارية الكبري بالسوق المصرية من التأثير السلبي لاستحواذ كارفور علي مترو وخير زمان مؤكدا انه لاسبب للقلق او التخوف وانه ليس صحيحا ان نسبته بالسوق ستصل الي60% كما تردد في بعض وسائل الاعلام ولكن الصحيح انه لن تصل الي2% فقط, مشيرا الي وجود مايزيد علي3 آلاف محل بقالة وتجارة تجزئة بالسوق المصرية تخدم سوقا ضخمة قوامها85 مليون نسمة, واضاف في اتصال هاتفي من الخارج انه حتي الان لم يتم الاعلان بشكل واضح عن اتمام الصفقة.
ومن جانبه رفض رئيس كارفور مصر ماجد هافييه التعليق علي الصفقة, واضاف في اتصال هاتفي معه في دبي, الوقت مبكر للحديث عن تفاصيل الصفقة وسيتم اعلان ذلك عقب اتمامها, وفشلت محاولات الاتصال بالعضو المنتدب ورئيس مترو وخير زمان لتوضيح الامر, واسباب اتجاهه الي هذه الصفقة.
علي ان صفقات الاستحواذ علي شركات وبنوك مصرية من جانب مؤسسات اقليمية وعالمية قد تستمر خلال الفترة القليلة المقبلة فلايزال هناك عمليات فحص ناف للجهالة وتقييم لشركات وبنوك بعضها تم الاعلان عنه خاصة للشركات المقيدة بالبورصة وفقا للقواعد, او البنوك وفقا لقواعد قانون البنوك واهمية اخطار البنك المركزي وبعضها الاخر يتم في طي الكتمان خاصة لشركات قطاع خاص في قطاعات صناعية وخدمية, وماهو معلن3 بنوك منها بالسوق المصرية في الوقت الحالي ثلاثة بنوك يعتزم ملاكها عرضها للبيع هذه البنوك بنك بيريوس مصر, فقد اعلن البنك اليوناني عن بيع وحدته بمصر قبل ان يعود في قراره بعد رفض السعر المقدم من جانب احد البنوك البريطانية أما البنك الثاني فهو بي ان بي باريبا مصر, والذي خضع بالفعل لعمليات الفحص من قبل بعض البنوك منها بنك قطر الوطني قبل ان يعدل عن ذلك ليتجه الي شراء الاهلي سوستيه جنرال لانتشاره وارتفاع عدد فروعه, ويبقي البنك الثالث وهو المصرف المتحد المملوك للبنك المركزي وان كان رئيس البنك محمد عشماوي قد اعلن منذ ايام عدم النية لطرحه في الوقت الراهن, ومن الصفقات الاخري استحواذ احدي الشركات السعودية والاماراتية المشتركة علي احدي الشركات في صناعة البروبلين المملوكة لرجل الاعمال محمد فريد خميس في صفقة تصل150 مليون جنيه.