ظهر علي شاشات التلفاز بأناقته ووسامته المعروفة خلال مراسم الحفل الذي أقيم بالقصر الرئاسي بمكسيكو سيتي ليتسلم إنريك بينا نيتو أو كما يطلقون عليه جون كينيدي المكسيك مقاليد المنصب الرئاسي من الرئيس السابق فيليبي كالديرون. بحضور لفيف من كبار المسئولين والوزراء والشخصيات العامة من مختلف دول العالم ليبدأ إنريك فترته الرئاسية والتي ستستمر علي مدي ست سنوات وذلك عقب فوزة في الانتخابات الرئاسية يوليو الماضي ليستطع التغلب علي منافسيه ومعارضيه الذين كانوا ينظرون له كمجرد وجه جميل يفتقر النجاح السياسي إلا أن فوزه وأستطاعة العودة بالحزب الثوري التأسيسي المكسيكي أو كما أطلق عليه الشعب حزب الديناصور لسدة الحكم بعد أبتعاد دام12 عاما كان بمثابة مفاجأة مدوية. إنريك بينا نيتو الذي لم يتجاوز ال46 عام هو سياسي مكسيكي بارز وعضو في الحزب الثوري التأسيسي, كما أنه شغل منصب حاكم ولاية مكسيكو من عام2005 وحتي عام2011 ثم أعلن ترشحه للرئاسة في الانتخابات العامة المكسيكية لسنة2012 وفي2 يوليو الماضي أعلن إنريك عن فوزه في الانتخابات الرئاسية بنسبة38% من الاصوات وتولي رسميا مهام منصبه في بداية الشهر الحالي. وقد تزوج إنريك مرتين كانت الأولي من مونيكا بريتيليني ساينث عام1993 وحتي عام2007 أي حتي وفاتها ثم تزوج الممثلة السينمائية والتليفزيونية الشهيرة وملكة جمال المكسيك السابقة أنجليكا ريفيرا عام2010 والتي أحبته بدرجة كبيرة حتي أنها أعلنت أعتزالها وهجرها عالم الجمال والتمثيل والشهرة من دون رجعة لأجل سعادة زوجها بتكريس وقتها للشئون العائلية والأعمال المنزلية ولكن فيما يبدو أنها كانت تسعي للوصول للشهرة من طريق أخر حيث أنها استطاعت أن تدفع بإنريك ليدخل انتخابات الرئاسة وظلت بجانبه طوال فترة الحملة الأنتخابية وذلك بمصاحبته أثناء جولاته في الولاياتالمكسيكية لنشر برنامجه الأنتخابي بل وقامت بنشر عدد من الفيديوهات علي مواقع الأنترنت التي حاولت من خلالها إظهار إيجابيات زوجها, كما قامت بعمل مجموعة من الأعلانات التليفزيونية عرضت من خلالها نجاح إدارته في تحسين الطرق والمدارس والمستشفيات خلال فترة حكمه لولاية مكسيكو حتي أستطاعت ريفيرا أن تحقق حلمها وتصبح سيدة المكسيك الأولي. وينتمي إنريك بينا نيتو الي الحزب الثوري التأسيسي الذي ظل يحكم المكسيك لمدة70 عاما متتالية أي منذ عام1929 وحتي عام2000 ثم أنتقل الحزب لصفوف المعارضة علي مدي12 عاما عقب فوز حزب العمل الوطني المحافظ بزعامة فنسنت فوكس وحصوله علي فترة الرئاسة ما بين عامي2000 و2006 وفيليبي كالديرون بين عامي2006 و2012 حتي استطاع إنريك أن يعيد كرسي الرئاسة لحزبه الأمر الذي كان بعيدا عن كل التكهنات والتوقعات وذلك لما كان معروفا عن الحزب من سياسته الحديدية البعيدة كل البعد عن الديمقراطية والتي جعلت المكسيكيون يطلقوا عليه حزب الديناصور لما عانوا تحت وطأته من فساد وحكم ديكتاتوري وقمع للحريات بأشكالها وفقر, ولكن جاء نجاح إنريك خلال فترة حكمه لولاية ميكسيكو ووضعه سياسات أقتصادية ناجحة أستطاع من خلالها مضاعفة إيرادات الولاية, بالإضافة لبرنامجه الأنتخابي القوي ونجاحه في إقناع الشعب بمدي تغير سياسة الحزب الثوري القديمة التي لا يمكن إتباعها الآن بعد أن عرف الشعب معني الحكم الديمقراطي علي مدي ال12 عاما الماضية ولكن للأسف لم تستطع الديمقراطية أن تحقق المطالب الاقتصادية التي حلم بها الشعب بل أنها كانت من أسباب هزيمة حزب العمل الوطني بزعامة كالديرون عجزه عن الحد من تزايد الفقر الذي يشمل46% من السكان, بالإضافة لتفشي العنف الرهيب بسبب النزاعات بين عصابات تجارة المخدرات والتي سعي لمحاربتها بشتي الطرق بتطبيق سياسة القبضة الحديدية ضد تجار المخدرات وبزيادة أعداد القوات الأمنية والتي استطاع بالفعل من خلالها القبض علي عدد من المتورطين في تلك التجارة ولكن من ناحية أخري خلفت تلك الحرب ما يقرب من60 ألف قتيل من المدنيين, بالإضافة لعمليات الخطف والابتزاز والترويع التي أستمرت علي مدي ستة أعوام التي تولي فيها الحكم مما يجعل الشعب يوقن فشله, الأمر الذي جعل من إنريك وحزبة ملجأ للتخلص من تلك الحرب خاصة بعد ما أعلنه من أنه سيتبع استراتيجية جديدة لمكافحة الجريمة المنظمة والتي يرجح البعض أنه سيقوم بعمل معاهدة أو هدنه مع العصابات حقنا للدماء التي أسفكت في عهد كالديرون, بالإضافة للخطة التي وضعها بتعزيز الاقتصاد في المكسيك من خلال الأهتمام بالقطاع الخاص والأستثمار علي وجه الخصوص. فهل سيستطيع إنريك تحقيق برنامجة الانتخابي وآمال الشعب المكسيكي التي يتوق لها بمساعدة حكومته الجديدة التي أعلن عنها مؤخرا والمكونة من عشرين وزيرا من حزبه أم أنه سيكون مجرد ديناصورا من حزب الديناصورات؟.. ست أعوام قادمة ستكون هي الحكم.