ردود فعل عديدة أثارها قيام الولاياتالمتحدةالأمريكية بادراج تنظيم( جبهة نصرة أهل الشام) الذي يعمل في سوريا ضد النظام علي لائحة المنظمات الارهابية,بعد اعتبار الجبهة أنها مجرد اسم جديد لتنظيم القاعدة في العراق, وفقا للرواية الأمريكية. وأيا كان الأمر.. فقد جاءت هذه الخطوة لتلقي الضوء بكثافة علي جميع التنظيمات الجهادية العاملة حاليا في سوريا,ولتفتح أبواب التساؤلات الصعبة حول واقع وحجم وأهداف هذه التنظيمات, وهي التساؤلات التي حاول كثيرون تأجيل الاجابة عنها حتي اشعار آخر, أو بالأحري الي حين تحقق الهدف الرئيسي الذي يجمع عليه كل المقاتلين العاملين علي الجبهة السورية,وهو اسقاط نظام الرئيس بشار الأسد, وبعد ذلك سيكون لكل حادث حديث.. بلغة السياسيين. ووفقا لمعلومات الأهرام فإن( جبهة النصرة), وهو الاسم الذي تشتهر به علي الساحة السورية,ليست هي التنظيم الجهادي الوحيد الذي يعتنق أصحابه أفكارا دينية متشددة, بل انها واحدة من عشرات الكتائب, وفقا لما أكده لنا مصدر سوري مطلع. ومنذ فترة قصيرة أعلنت بعض هذه الكتائب في حلب عن سعيها الي اقامة دولة اسلامية بعد سقوط نظام الأسد, وهو ما أصاب ساحة المعارضة السورية, السياسية والعسكرية, بالارتباك ازاء ذلك,مما دعا بعض هذه الكتائب الي المسارعة بتأكيد أن ارادة الشعب السوري هي التي ستحدد شكل وتوجهات الدولة الجديدة في مرحلة ما بعد بشار الأسد. وقد سعي الأهرام علي مدي فترة طويلة إلي الاتصال بأعضاء في جبهة النصرة, وتسليم تساؤلات محددة لهم عبر احد الوسطاء للاجابة عنها,الا أن الحذر الشديد الذي يتسمون به لاسيما في التعامل مع أجهزة الاعلام حال دون ذلك, وما حصلنا عليه كان تصريحا مقتضبا من أحد أعضائها قال فيه ما يلي: عندما يسقط نظام الأسد ويتمكن الشعب السوري من اقامة حكم سني لن يكون لنا وجود في سوريا وسنغادرها, فقد حضرنا للنصرة. وتجدر الاشارة الي أنه,فيما يتعلق بالجبهة, فهي تتكون في الأساس من المجاهدين غير السوريين بالاضافة الي عدد قليل جدا من السوريين, أما باقي التنظيمات الجهادية الأخري فتتكون من السوريين ولا تزيد نسبة غير السوريين بها علي2% فقط,وفقا للمصادر. ويقول مصدر ميداني رفض ذكر اسمه ل الأهرام ان الحقائق علي الأرض تشير الي أن جبهة النصرة ارتكبت فظائع في حلب,وأنها كانت سببا في دفع الأكراد الي معاداة الثورة السورية وطلب اقامة دولة مستقلة,نتيجة للاعتداءات المتكررة من جانب الجبهة عليهم. لكن ذلك لا ينفي وجود حالة من الغضب في اوساط كثيرة من المعارضة السورية, بسبب ادراج الجبهة ضمن المنظمات الارهابية, وهو ما عبر عنه معتز شقلب عضو المجلس الوطني السوري المعارض بقوله انهم جاءوا لنصرتنا وقت أن تخلي عنا الجميع لذا فلن نسمح بالمساس بهم ولو علي جثثنا. ويضيف قائلا اننا قد بح صوتنا منذ تحول الثورة السورية الي ثورة مسلحة في مناداة أمريكا والغرب بدعم وتسليح الجيش السوري الحر حتي لا يطول أمد الصراع,وحتي لا تنزلق البلاد الي حرب أهلية أو طائفية, لكن أحدا لم يستجب لصرخاتنا لأنهم أرادوا أن يتم تدمير سوريا أولا, وبمرور الوقت قويت شوكة التنظيمات الاسلامية بشكل عام في البلاد, وأدركت المخابرات الأمريكية ذلك متأخرا, لذا فقد سعت الي توحيد الفصائل السورية المسلحة بعيدا عن الاسلاميين, وليس مستبعدا أن تعمل علي زرع الفتن والدسائس لتوجيه هذه الفصائل نحو محاربة الاسلاميين. لكن شقلب يشدد قائلا: لا ايها الامريكان نعدكم باننا لن نقتتل فيما بيننا ولن نقاتل اي اسلامي جاء لنصرتنا بعد ان تخلي عنا الجميع, عندما خذلتمونا ولم تسمعوا صرخاتنا,ولن نسمح لأحد بالاقتراب منهم بالقوة,وسيغادرون ارضنا بعد ان يحتفلوا معنا بالنصر القادم ان شاء الله'. ويصف شقلب الكتائب الجهادية بشكل عام في سوريا بقوله انهم وحوش برية يريدون الفتك بالنظام السوري وكل من يمت له بصلة,وهم أعداء علي طول الخط لكل ما هم غربي,ولهم أخلاقيات رفيعة! قلت له: لكنهم طائفيون..ويحولون الصراع من صراع سياسي الي طائفي! رد قائلا: هم مقتنعون بأن ايران تسعي الي نشر التشيع في المنطقة وهو يواجهون هذا..وهناك قري في سوريا دخل معظم أهلها في المذهب الشيعي بالفعل..حتي أنهم اذا أمسكوا بشخص سني قاموا بذبحه فورا..لذا كان لابد من القسوة مع هؤلاء! قلت في النهاية: للأسف هذا خطير جدا وبصراحة لا يبشر بخير. قال: يبشر بالخير أم لا.. هذه مسألة بيد الله وحده.