حاولت الصحف العالمية أمس رسم صورة لمستقبل مصر القريب في ظل نتائج الجولة الأولي من الاستفتاء علي مشروع الدستور الجديد, وما يعاني منه الشارع من انقسامات عنيفة, ففي الوقت الذي أشادت فيه وسائل الإعلام الدولية بسلمية التصويت والإقبال الشعبي الواسع علي مراكز الاقتراع في المحافظات العشر التي شملتها الجولة الأولي. أشارت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إلي أنه بعد حالة الفوضي التي شهدتها مصر خلال الفترة الماضية, فإن التأييد المحدود الذي حظي به الدستور في الجولة الأولي من الاستفتاء سيجعل من الرئيس محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين حراس الثورة التي أطاحت بالرئيس المخلوع حسني مبارك. وأشارت الصحيفة الأمريكية إلي أن الرئيس مرسي كلف الجيش بحماية مراكز الاقتراع, وألمحت إلي أن الأوضاع كانت هادئة بشكل عام في القاهرة, حيث اختلطت قوات الجيش بالشرطة في الكثير من المناطق التي خلت من أجواء التوتر, وحرصت في أحيان كثيرة علي مساعدة المسنين في الوصول إلي اللجان الفرعية الخاصة بهم. وأكدت الصحيفة أن أمس الأول شهد الكثير من الانقسامات مع قدر محدود للغاية من حوادث العنف التي اختتمت الجولة الأولي من الانتخابات. أما الكاتب الأمريكي الشهير توماس فريدمان فتساءل في مقال نشرته صحيفة نيويورك تايمز عما إذا كانت مصر تسير علي طريق الهند أم باكستان, وأشار إلي أنه في الوقت الذي بدأت فيه الهند في انتهاج سياسات أكثر ديمقراطية, فإن الأوضاع في مصر حاليا تنذر بفشل الديمقراطية خلال عقدين من الزمان تقريبا. وأشار فريدمان إلي أن الهند شهدت خلال الأيام الماضية تولي أول مسلم رئاسة مكتب المخابرات المحلية, وذلك بالإضافة إلي وزير الخارجية ورئيس المحكمة العليا فيما تعد قفزة فيما يتعلق بصعود الأقليات في دولة أغلبها من الهندوس. وفي تحليل آخر, ذكرت الصحيفة أن المصريين صوتوا بأعداد كبيرة وبشكل سلمي علي الاستفتاء, آملين في أن تنهي النتائج ثلاثة أسابيع من العنف والانقسام وعدم الثقة بين الإسلاميين والمعارضة حول القواعد الأساسية للديمقراطية الموعودة, مؤكدة أن الإسلاميين يتوقعون تمرير الدستور بنسبة تصويت كبيرة, وأوضحت أنه حتي داخل معاقل المعارضة في القاهرة والإسكندية صوتت نسبة57% بنعم للدستور وفقا للنتائج التي أعلنها الإخوان المسلمون صباح الأحد. وفي باريس, أكدت صحيفة لوفيجارو الفرنسية أن الاقتراع جري في جو حماسي, مشيرة إلي أنه بغض النظر عما ستحمله نتائج الاستفتاء من إقرار للدستور أو عدمه, فإنه أيضا سيسمح بقياس ما وصلت إليه شعبية الإخوان المسلمين في الشارع, بحسب تعبيرها. ومن جانبها, أشارت مجلة لوبوان الفرنسية عبر موقعها الالكتروني أن التصويت علي الاستفتاء جري في هدوء, باستثناء تعكير الأجواء بالهجوم الذي تعرض له مقر حزب الوفد المعارض وصحيفته. ومن ناحيتها, نقلت وكالة رويترز للأنباء عن مصادر مؤيدة ومعارضة لمشروع الدستورإشارتهم إلي أن المصريين أيدوا بفارق ضئيل دستورا كان أغلب من وضعه إسلاميون, وهو ما اعتبرته المعارضة وصفة لتعميق الانقسامات في البلاد بعد الجولة الأولي من الاستفتاء الذي يجري علي مرحلتين.