تبث الفضائيات بصورة شبه يومية العديد من الأخبار والموضوعات والأحداث الجارية التي تدعو الي القلق والتوتر تجعل المشاهد في حالة نفسية سيئة ربما تصل الي حد الاكتئاب والإحباط وفقدان الثقة في كل شيء يدور حولة وإذا كانت الفضائيات تعكس مايدور داخل المجتمع من أحداث وهذا حقها إلا أن بعضها يحاول تقديم مادة إعلامية تحتوي علي الإثارة والعنف والآراء المتضاربة وهذا ينعكس بالضرورة علي المشاهدين بالتخبط والتشتت والانزعاج والأمراض فكيف يتخلص المشاهد أو يحمي نفسه مما يراه علي الشاشات خاصة أصحاب الأمراض وكبار السن والأطفال. يقول الدكتور مصطفي منسي أستاذ جراحة القلب بمعهد القلب أن ماتبثه الشاشات من أحداث ذات طبيعة محزنة سواء بمشاهد عنف أو تردي للأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية تصيب الإنسان بالانفعال والتوتر الشديد الذي يؤدي الي زيادة ضربات القلب ولو المشاهد مصاب بقصور في الشريان التاجي يؤدي هذا التوتر الي إصابته بجلطة وارتفاع الضغط كما يصاب المشاهد من جراء مايبث من أخبار سيئة بزبحة صدرية ويقول علي المتابع للبرامج الساخنة مثلما يحدث هذه الأيام أن يبتعد عنها بقدر المستطاع حتي لايكون عرضة للأمراض كما حدث من قبل بوفاة أحد المشاهدين لمبارة كرة قدم. د/ قدري حفني ويقول الدكتور تامر العمروسي أستاذ الطب النفسي أن الأحداث الساخنة هذه الأيام تصيب الإنسان بالاكتئاب والتوتر مما يؤثر حلي حالته النفسية وتزيد لديه الإحباط وفقدان الثقة وبالتالي يؤثر ذلك علي عمله والتعاون مع الآخرين وحتي داخل أسرته ويضيف أنصح المشاهدين الابتعاد عن القنوات التي تتسم بالتحيز والصوت العالي في النقاش والقنوات ذات الطبيعة الحزبية التي تصيب المشاهد بالملل من تحزبها طوال الليل والنهار. وتقول الدكتورة فؤادة هدية أستاذ علم النفس أن الإعلام يعكس الواقع الذي نعيشه وأن التوتر سواء أمام الشاشة أو في الشارع أو في وسائل الاعلام التكنولوجية الحديثة لن نستطيع التخلص منها إلا بالابتعاد عنها وتحويل المؤشر الي البرامج والقنوات الهادئة ذات الحياد والمصداقية بعيدا عن الإثارة والتهويل ومايهمني ضرورة ابتعاد الأطفال عن سخونة الأحداث وأن تراعي الأسرة مايشاهده الطفل ومالايشاهده وأن نشرح له مايجري بصورة مبسطة وخفيفة ولانقحمة في أمور تأثر علي تفكيره بالسلب ونصيحتي للناس أن يزاولوا أعمالهم ولايجلسون في المنزل فترات طويلة أوقات الفراغ تجعل الناس ليس أمامها إلا مشاهدة البرامج خاصة المثيرة منها ونناشد الإعلام أن يكون بسيطا وخفيفا وموضوعيا في تحليلاته ويبتعد عن الإثارة ومشاهد العنف والجدل المستمر. ويقول الدكتور قدري حفني أستاذ علم النفس بجامعة عين شمس أنه لاجدوي من النصيحة فالمشاهد يري مايحب ان يراة وأن الإعلام يقدم كل الوجبات وعلي المشاهد حماية نفسه باختيار مايناسبه وأنا شخصيا أبتعد عن البرامج الصدامية التي هدفها جلب المعلن والمشاهد بغض النظر عن أي شيء آخر وفي رأي هذا قرار المشاهد وعليه أن يختار ولكن عليه أن يتحمل أعباء اختياراته التي تؤثر بالطبع علي صحته وتفكيره وأنصح بعدم الجلوس أمام الشاشات لأوقات طويلة وأن أشاهد بعض الأعمال الترفيهية والمسلية في ظل هذه الأحداث الساخنة.