كعادته كل عام يثير مهرجان كان السينمائى العديد من الأبخرة السياسية الساخنة حتى قبل بدء انعقاده حيث من المقرر أن تبدأ دورته الثالثة والستين يوم الأربعاء القادم. هذا العام فوجيء المجتمع الفرنسي ذاته ببيان صادر من لجنة اطلقت علي نفسها( من اجل الحقيقة التاريخية بكان2010) ، ويعلن البيان عن استياءه من اختيار الفيلم الفرنسي الجزائري( خارج الحياة) اخراج رشيد بوشارب بمسابقة المهرجان. البيان الذي نشر بأحد مواقع الانترنت المحسوبة علي الجبهة الوطنية أقصي اليمين الفرنسي, أعلن أن أصحابه سيقومون بتنظيم مظاهرة ضخمة أثناء عرض الفيلم بالمهرجان كانتصار للوطنية الفرنسية. بل ودعوا المحاربين القدماء ورجال البرلمان اليمنيين والموالين لهم للانضمام بالالاف امام قصر المهرجان كما قال البيان. وأضاف( ان هذا الفيلم هو استمرار لاسلوب تشكيل الرأي العام الفرنسي بالاكاذيب بعد فيلم( بلديون) لنفس المخرج والذي حاز جائزة بمهرجان كان بل وتم اقرار عرضه علي طلاب المدارس بفرنسا) وسبب اعتراض هؤلاء ان الفيلم الجديد للمخرج يحكي عن ثلاثة من الاخوة الجزائريين ينجون بانفسهم من المذبحة الشهيرة التي قام بها الفرنسيون بستيف بالجزائر يوم8 مايو عام1945 ثم يهربون علي فرنسا لكي يحاربون الاستعمار الفرنسي لبلادهم من داخل باريس نفسها. من المعروف ان اليمين الفرنسي يكرر دائما نفيه لتلك المذبحة بل ورفضه التام ان تقوم فرنسا بالاعتذار عن فترة استعمارها للجزائر. وأضاف هوبير دي فارديير ان واقعة ستيف كانت تراجيديا ورغم ذلك يقول أصحاب البيان ان هذا الفيلم هو استفزاز محلي داخلي الازمة السياسية الاخري يبدو انها ستكون مع ايران بعدما اعلنت ادارة المهرجان عن اختيارها المخرج الايراني جعفر باناهي كعضو للجنة التحكيم الرسمية علي الرغم من سابق علمها بأن السينمائي مسجون بايران. وقد اعلن وزير الثقافة الايراني ان سبب ذلك هو علمهم بان باناهي يجهز لفيلم ضد النظام الايراني مستندا علي أحداث مابعد الانتخابات الايرانية الاخيرة. والمعروف ان باناهي قد اعلن مرارا تعاطفه مع المعارضة الايرانية الحالية وكانت صحيفة طهران تايمز قد اعلنت3 مارس الماضي عن القبض علي باناهي هو واسرته وعدد من اصدقاؤه. وكان المخرج قد ذهب للاشتراك في عضوية لجنة تحكيم مهرجان مونتريال وارتدي إزارا اخضر وهو رمز المعارضة الايرانية ضد النظام الحالي. وفور عودته تم سحب جواز سفره ومنع من السفر بعدها الي مهرجان بالهند. ويعد باناهي علي رأس المخرجين الايرانيين اصحاب السمعة الدولية الكبري فقد حصل علي جائزة الاسد الذهبي لمهرجان فينيسا عام2000 عن فيلم الدائرة والدب الفضي لمهرجان برلين عام2006 عن خارج اللعب والكاميرا الذهبية لمهرجان كان عن البالون الابيض. الفيلم الاخر الذي بدأ يثير الجدل حوله منذ الان الفيلم الامريكي( لعب نظيف) للامريكي دوج ليمان وبطولة نعومي واتس وشون بن. والفيلم مأخوذ عن الكتاب الذي اصدرته عن نفسها فاليري بلام ويلسون التي تم اكتشاف انها عملت عميلة للمخابرات الامريكية منذ20 عاما رغم ان زوجها السفير السابق جو ويلسون قد تم تكليفه بمهمة دبلوماسية من ادارة بوش الي النيجر عام2003 لاثبات ان صدام كان يعتزم شراء يورانيوم من هناك. لم يجد ويلسون شيئا وكتب كتابا عن ذلك وقيل ان كارل روف الذي يعد احد كبار مستشاري البيت الابيض سرب خبر ان زوجة ويلسون جاسوسة نكاية في زوجها. وتعترف بلام في الكتاب بالمحاولة المستميتة من الادارة الامريكية لاثبات ان بالعراق اسلحة نووية. وتعترف انها صدمت عندما رأت وزير الخارجية الامريكي كولين باول يزعم بوجود اسلحة دمار شامل علي العراق. وهي التي كانت تعرف ان ذلك غير صحيح وتتهم روف بانه شن حربا غير اخلاقية علي زوجها وعلي الكثير من السياسيين الامريكيين. اما الفيلم الرابع المنتظر تفجيره الكثير فهو( بداخل المهمة) هو فيلم تسجيلي تحليلي عن الازمة الاقتصادية العالمية وتم تصويره خلال عام ونصف في الصين وايسلندا وانجلترا وفرنسا وغيرها. وتوزعه شركة سوني ويقوم بدور الراوي مات ديمون. واخرجه شارل فرجسون الذي رشح للاوسكار عن فيلمه التسجيلي الطويل( لا نهاية في الافق) عن الاحتلال الامريكي للعراق. ويقول الفيلم الكثير المسكوت عنه بامريكا والذي لاترغب في سماعه الادارة الامريكية الاخيرة.