فيما اعتبر أكبر غرامة مالية عرفها التاريخ, أعلن بنك اتش اس بي سي أمس عزمه دفع غرامة قياسية للولايات المتحدة بقيمة1.92 مليار دولار مقابل تسوية الاتهامات الأمريكية المقدمة ضده بمساعدة الإرهابيين ومهربي المخدرات من الدول المختلفة علي غسيل أموالهم في الولاياتالمتحدة. وقال ستيوارت جاليفر المدير التنفيذي لمجموعة اتش اس بي سي البريطانية أمس في بيان, نتحمل مسئولية أخطائنا السابقة, ولقد أعلنا أسفنا الشديد عن ذلك من قبل, وها نحن نكرر اعتذارنا مرة أخري. وأضاف أن إتش إس بي سي اليوم يختلف كليا عن تلك المنظمة التي ارتكبت هذه الاخطاء في الماضي, متعهدا بالحفاظ علي وحدة وتكاملية النظام المالي العالمي, والعمل عن كثب مع الحكومات والجهات التنظيمية حول العالم. وتعود الأزمة إلي يوليو الماضي عندما كشف تقرير لمجلس الشيوخ الأمريكي سماح بنك إتش إس بي سي لعملاء من دول مثل المكسيك والسعودية وبنجلاديش بتحويل مليارات الدولارات المشبوهة إلي الولاياتالمتحدة, مخالفا بذلك القوانيين الامريكية التي تكافح غسل الأموال. وأشار التقرير الي أن هؤلاء العملاء يواجهون تهما دولية بالاتجار في المخدرات وممارسة الارهاب, ذلك فضلا عن المعلومات التي أفادت بقيام فروع البنك في الولاياتالمتحدة بعقد صفقات مع ايران بقيمة16 مليار دولار متحدية بذلك العقوبات الأمريكية المفروضة علي طهران منذ أكثر من ست سنوات. ومنذ ذلك الحين تقدم البنك باعتذاره, وتعهد ببدء تحقيقات داخلية مكثفة. كما ذكر تخصيصه مبلغ1.5 مليار دولار لتسوية الامر مع وزارة العدل الامريكية. ويأتي ذلك بعد يوم واحد من موافقة بنك ستاندرد تشارترد البريطاني ايضا علي دفع327 مليون دولار لتسوية اتهامات بانتهاكه العقوبات الأمريكية المفروضة علي إيران والسودان عبر نقل أموال لعملاء في الدولتين.