حذرت الهيئة القومية للاستشعار عن بعد من انهيارات متوقعة بمنطقة المقطم بالقاهرة. جاءت التحذيرات بعد الدراسة العملية التي أجراها قسم التطبيقات الجيولوجية بالهيئة القومية للاستشعار عن بعد برئاسة الدكتور محمد نجيب حجازي بعد القيام بتصميم وتنفيذ نموذج علي الحاسب الآلي لمراقبة ورصد العوامل المختلفة التي تؤدي إلي الانهيارات الأرضية بالقاهرة, وتطبيق ذلك النموذج علي منطقة هضبة المقطم شرق القاهرة. وقد أظهرت البيانات الخاصة بالأقمار الصناعية, زيادة كبيرة جدا في الرطوبة مما يعتبر مؤشرا لوجود المياه وتشبع الطبقات الأرضية بها, فتم إجراء دراسات ميدانية علي المنطقة للتحقق وجاءت لتؤكد النتيجة صحة تلك المعلومات, وأن السبب في ذلك يرجع إلي وجود تسرب كبير من المياه التي كونت بركا وأدت إلي نمو النباتات والهيش علي تلك المياه. وفي محاولة لتتبع تلك الظاهرة ومعرفة تطورها وتاريخها تمت دراسة الصور المتتابعة للأقمار الصناعية التي أثبتت أنه عام2008 لم يكن هناك أي أثر للرطوبة العالية أو تجمعات المياه بالمنطقة, ولكن بداية من عام2009 تبين من صور الأقمار زيادة الرطوبة الشديدة لطبقات الطفلة في خور بالمنطقة شمال المبني الإداري لشركة إعمار مصر ثم تكونت بركة المياه. وبعد دراسة محيط المنطقة ومن خلال الصور المتتابعة تبين أن ظهور برك المياه كان متزامنا مع إنشاء حدائق وملاعب خضراء في المنطقة غرب الطريق المؤدي إلي شركة إعمار مصر, وقد حذرت الهيئة الجهات التنفيذية المسئولة لاتخاذ الإجراءات اللازمة من أجل معالجة تلك المشكلة الجيوبيئية لما لها من تأثير ضار جدا علي ملامح المنطقة والاستثمارات والإنشاءات بها, مع العلم بأن تلك المنطقة تدخل ضمن الهضبة العليا وعلي ارتفاع177 مترا أي أنها في مستوي أعلي من كل مناسيب المباني المقامة في نطاق المنطقة وحولها مما يهدد بوصول تلك المياه وتسربها إلي طبقات الطفلة أسفل الطبقة الصلبة التي يتم البناء عليها مما يؤدي إلي اتساع الشقوق وتحركها وانهيار طبقات الأساس لتلك المباني مما يجعلها مهددة بالخطر.