خالد الأصمعي: قرار نتنياهو بالرد علي الخطوة الفلسطينية في الأممالمتحدة بحصولها علي مكانة دولة مراقبة غير كاملة العضوية, بالإعلان عن بناء3000 وحدة سكنية جديدة في المستوطنات في القدسالشرقية والضفة الغربية والذي اتخذ خلال اجتماع لطاقم الوزراء التسعة الإسرائيلي, الذي قرر أيضا البدء بدفع مخططات بناء في المنطقة ج, الواقعة بين القدسالشرقية والكتلة الاستيطانية معالية أدوميم, والتي امتنعت إسرائيل في العقد الماضي عن البناء فيها بسبب معارضة أمريكية شديدة, كونها ستقطع التواصل الجغرافي بين شمال الضفة الغربية وجنوبها. وأدخل القرار إسرائيل في مواجهة مع أوروبا والولاياتالمتحدة, لم تشهد لها مثيلا منذ سنوات طويلة ووصفت وسائل إعلام إسرائيلية هذه المواجهة بأنها تسونامي سياسي وأزمة علاقات, وعلي الرغم من ذلك, فإن إسرائيل لا تعتزم التراجع عن قراراتها, المتمثلة بتكثيف الاستيطان والعودة إلي سياسة هدم بيوت فلسطينية في القدسالشرقية, وتجميد أموال الضرائب الفلسطينية, بل إنها أعلنت أنها ترفض الاحتجاجات الدولية, وكان مخطط البناء هذا قد أثار أزمة في العلاقات بين إسرائيل والولاياتالمتحدة بعد أن تم الإعلان عنه في مارس عام2010 وخلال زيارة نائب الرئيس الأمريكي, جو بايدن لإسرائيل. وفي أعقاب التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة, هاجم نتنياهو القرار وخطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس' أبو مازن' أمام الجمعية العامة, وقال في بيان صادر عن مكتبه' شاهد العالم خطاب عباس الذي اتسم بالكراهية والحقد ضد اسرائيل وروج أكاذيب بشعة ضدها, والذي يريد السلام لا يتكلم بهذا الشكل, معتبرا أن قرار الجمعية العامة لا يحظي بأي أهمية وهو لن يغير شيئا علي الأرض, وزعم أن يد إسرائيل ممدودة دائما للسلام, مؤكدا لن تقوم دولة فلسطينية من دون الاعتراف بإسرائيل كدولة للشعب اليهودي, ومن دون التصريح من جانب الفلسطينيين بإنهاء الصراع ونهاية المطالب. وقررت الحكومة الإسرائيلية في أول اجتماع بعد القرار رفض قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بقبول فلسطين دولة مراقبة غير كاملة العضوية, وكررت الإعلان عن أن القدس بشطريها الغربي والشرقي عاصمة أبدية لإسرائيل, مشيرة إلي ان القرار لن يشكل أرضية لمفاوضات مستقبلية, ولن يقدم شيئا من أجل دفع التوصل إلي حل سلمي. كما ذكرت الصحف الإسرائيلية أن السلطات الإسرائيلية قررت سحب بطاقات شخصية مهمة جدا من مسئولين فلسطينيين مثل جبريل الرجوب ونبيل شعث إضافة إلي استئناف سياسة هدم البيوت الفلسطينية. وفي غضون ذلك, استمرت الدول الأوروبية الكبري في تقديم الاحتجاجات علي المخططات الاستيطانية والقرار بتجميد تحويل أموال الضرائب إلي السلطة الفلسطينية, وقامت وزارات خارجية بريطانيا وفرنسا واسبانيا وهولندا والسويد والدانمارك باستدعاء سفراء إسرائيل في عواصمها إلي' محادثات توبيخ' بسبب الخطوات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين, واصدرت روسيا وألمانيا تنديدا شديدا بهذه الخطوات الإسرائيلية. وحذرت الدول الأوروبية سفراء إسرائيل من أنه في حال طبقت إسرائيل الخطوات التي أعلنت عنها فإن أوروبا ستفرض عقوبات عليها, وكشفت صحيفة هاآرتس العبرية أن فرنسا وبريطانيا تدرسان إعادة سفيريهما في تل أبيب للتشاور, وهذه خطوة غير مألوفة في العلاقات بين هاتين الدولتين وإسرائيل. فيما ذكرت' يديعوت أحرونوت' أن مسئولين إسرائيليين رفيعي المستوي مقتنعون بأن هذه الاحتجاجات الأوروبية المتزامنة جاءت بتشجيع من الإدارة الأمريكية وتنسيق معها, وبشكل خاص من جانب الرئيس باراك أوباما, وشدد الإسرائيليون علي أن' هذه جملة تهديدات بقيادة واشنطن'. ورفض نتنياهو كافة الاحتجاجات الأوروبية والأميركية, وقال مسئولون في مكتبه لوسائل الإعلام إن إسرائيل ستستمر في الحفاظ علي مصالحها المهمة علي الرغم من الضغوط الدولية, ولن يتم تغيير القرارات التي اتخذت. من جانبها قالت تسيبي ليفني, إن حكومة نتنياهو تشكل خطرا علي إسرائيل وأن الأنباء عن الموقف الفرنسي البريطاني تثبت أن الخطوات الدبلوماسية للحكومة الإسرائيلية بالغة السوء, مشيرة الي أن الإعلان عن البناء الاستيطاني يعزل إسرائيل ويستدعي ضغوطا دولية مؤكدة ان مخططات البناء لن تنفذ أصلا. وتابعت ليفني التي عارضت وقف الحرب الأخيرة علي غزة, أن الأداء الأمني والسياسي خلال شهر واحد خطير, فقد أقام نتنياهو دولة حماس في غزة ودولة فلسطينية في الأممالمتحدة, والآن بردود فعله حول إسرائيل إلي متهمة بنظر العالم وقالت إن الزعيم هو الذي يقرب العالم منا, والقائد الحزبي يبعد العالم عنا من أجل ذاته وهذا الأمر يجب أن يتوقف. من جانبه قال القيادي في حزب العمل, عضو الكنيست بنيامين بن اليعازر إن' العالم يفقد صبره تجاه السياسة غير المسئولة التي ينتهجها نتنياهو وأضاف أن القرار ببناء3000 وحدة سكنية في القدس والمناطق الفلسطينيةالمحتلة كخطوة عقابية, لن تسهم بشيء للمصالح الإسرائيلية, بل أن القرار يشكل خطرا علي دعم الولاياتالمتحدة ودول أوروبية لإسرائيل والذي تم التعبير عنه خلال عملية عامود السحاب ضد غزة.