شارك آلاف المواطنين وعدد من الفنانين في مراسم دفن جثمان الموسيقار عمار الشريعي أمس بمدافن عائلته بمنطقة أبعدية الشريعي بمركز سمالوط بالمنيا, وذلك عقب صلاة العصر بمسجد الشريعي الملاصق لمدافن العائلة. , وقد ازدحم الطريق الزراعي مصر أسوان بالأعداد الكبيرة من المشاركين في العزاء, وقد أصر الفنان الكويتي عبدالله الرويشد وعلي الحجار علي النزول لمقبرة الراحل مع النعش, وكانت قد أقيمت صلاة الجنازة صباح أمس بالحامدية الشاذلية, بحضور عدد من الفنانين, قبل أن ينقل إلي بلدته للصلاة علي الجثمان مرة ثانية. يقول الشاعر عبدالرحمن الأبنودي: عمار الشريعي أحد قاهري الظلام المعدودين في مصر, ولا تقل تجربته في مقاومة كل مشكلات الطفولة والصبا عن مشكلات عميد الأدب العربي د.طه حسين, واستطاع ان يصبح أكثر أصدقائه إبصارا ولم يكن موسيقيا أو ملحنا فقط مثل الآخرين ولكنه كان عالم موسيقي أراد أن يدخل في عقولنا ووجداننا علم الموسيقي وان يوقظ ذائقننا لنستقبل وعيا موسيقيا ونعيد النظر في كل تراثنا الغنائي من خلال برنامجيه( سهرة شريعي) في قناة دريم و(غواص في بحر النغم) بالإذاعة المصرية, وقد تعاونا معا في مسلسلات, عبدالله النديم, وأبوالعلا البشري, والرحايا, وشيخ العرب همام, ووادي الملوك, وفيلم البريء. ويقول الفنان صلاح السعدني: كان الشريعي حالة نادرة, علم الناس كيف يرون الموسيقي ولا يسمعونها فقط, واري انه استكمال لتجربة الراحلين سيد درويش وبليغ حمدي, فهم لم يجروا وراء الموسيقي الغربية انما كانت موسيقاهم شرقية عميقة, وكان يجيد التعامل مع الالكترونيات, اما الشاعر مصطفي الضمراني فيقول: بدأت رحلتي الشاعرية مع الشريعي من خلال أغنية( أقوي من الزمان) التي أبدعتها شادية بصوتها العزب عام76 واستطاع خلال3 أيام فقط ان ينتهي من تلحينها لانه كان يعشق الكلمة الحلوة, فقد كان مثقفا بمعني الكلمة ثم قدمت معه أغنية عن التنمية في سيناء لهاني شاكر واري ان الساحة قد خلت من موسيقار كبير بما تحمله الكلمة من معان كثيرة. وقد قرر د.مصطفي عيسي محافظ المنيا تشكيل لجنة لدراسة وبحث تكريم الفنان واسم الموسيقار عمار الشريعي ابن محافظة المنيا وتخليد ذكراه, قائلا أنه قيمة فنية كبيرة تفتخر بها محافظة المنيا, وكان نموذجا يحتذي به ليس فقط في مجال الفن ولكن في الوطنية والأخلاق.