كتب أحمد سعد:يختتم مهرجان القاهرة السينمائي الدولي فعالياته اليوم الخميس بأجواء احتفالية باهتة تشبه إلي حد قريب أجواء الافتتاح الذي شهد غياب النجوم الكبار وصناع الفن السابع في مصر عن أكبر حدث فني وثقافي في زحمة الأحداث السياسية التي خيمت بظلال كثيفة علي دار الأوبرا المصرية طوال الأيام التسعة الماضية. حيث عزف الجمهور أيضا عن مشاهدة عروض الأفلام في زحمة المليونات التي تجتاح شوارع القاهرة علي أثر الإعلان الدستوري, ومسودة الدستور التي تعلو فوق أي حديث آخر وعلي الرغم من حالة البرود التي تميزت بها أيام المهرجان إلا أن فعالياته قد حظيت بالمفارقات والمواقف المتباينة في قلب الأحداث. قبل أربعة أيام فقط من بدء فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي ظهرت علي السطح مشكلة رفع الفيلم السوري' العاشق' من المشاركة في المسابقة الرسمية وعدم عرضه ضمن هذه الدورة بالكامل, وهو القرار الذي جاء بمثابة قنبلة انفجرت في وجه الجميع, خاصة أن الفيلم نزل في جدول العروض وتحدد له تاريخ عمل ندوة وأرسلت تذاكر الطيران وحجز الفندق لصناعه. المشكلة بدأت بعدما كتب الناقد طارق الشناوي مهاجما عرض الفيلم في المهرجان باعتباره من إنتاج' المؤسسة العربية السورية' التابعة للدولة التي يتحكم فيها النظام الموجود في سوريا حاليا, وأن عرض الفيلم يعني التضامن مع هذا النظام الذي يقتل شعبه, ومن هنا طالب الشناوي النقابات الفنية المصرية بمقاطعة المهرجان لو استمر العرض, وقد تزامن ذلك مع وجود عامل ضغط آخر قامت به المخرجة السورية المعارضة' هالة العبد الله' التي هددت بسحب فيلمها' كما لو أننا نمسك كوبرا' من هذه الدورة, وقالت لا أريد لفيلمي أن يتقاسم مع هؤلاء المخرجين أرض المهرجان, وعلي الفور اتصلت سهير عبدالقادر مديرة المهرجان بأعضاء لجنة المشاهدة التي حضرت إلي مقر الإدارة في قصر النيل لمشاهدة الفيلم مرة أخري وكتابة تقرير مفصل عنه, وهل يمجد في النظام الحالي أم لا, قائلا: أنا لا أفهم في الأمور الفنية فهذا اختصاصكم مع المكتب الفني, وجاء تقرير لجنة المشاهدة بحضور النقاد الدكتور رفيق الصبان وخيرية البشلاوي ونعمة الله حسين ودكتور وليد سيف ودكتورة سوسن زكي ومحيي الدين فتحي وكاتب هذه السطور بأن الفيلم مستواه الفني جيد, ولا يمت بصلة للنظام الحالي تماما, بل إنه يتعرض للمتحولين والانتهازيين داخل الحزب الحاكم, وبالنسبه لجهة الإنتاج فالمؤسسة السورية هي الجهة الوحيدة المنتجه هناك, وهي ملك الدولة ونحن كأفراد أوكمهرجان ضد النظام الحالي, لكننا لسنا ضد سوريا كدولة, وعلينا أن نعرض الفيلم كما هو, فمن غير المعقول أن يتم رفع فيلم لدولة بسبب الخلاف مع نظام نقف جميعا ضده, وضرب أحد الحاضرين مثالا بدولة إيران التي تدعم النظام السوري الحالي وتمده بالأسلحة التي يستعملها ضد شعبه ومع ذلك زارها الأسبوع الماضي وفدا من الفنانين والنقاد المصريين وعلي رأسهم' طارق الشناوي' نفسه ولم يجد حرجا في ذلك, لكن بعد مداولات عديدة رفع الأمر ل المخرجة مريان خوري رئيسة المكتب الفني التي تمتلك حق إصدار القرار النهائي, والتي قررت بشكل نهائي رفع الفيلم من المهرجان بالكامل. عدم احترام أثار غياب الفنان عمرو واكد وباقي فريق العمل عن ندوة فيلم الافتتاح' الشتا اللي فات' استياء الجمهور الذي حضر وانتظر ليناقش بطل الفيلم في بعض النقاط الهامة التي لم يجب عنها السيناريو, الأمر الذي جعل مدير الندوة الدكتور رفيق الصبان يصرح بأن ما حدث يعد عدم احترام لمشاعر الجماهير التي جاءت لتحتفل مع صناع الفيلم. رعب الساعات الأخيرة حالة من الخوف والارتباك سادت الساعات الأخيرة قبل انطلاق حفل الافتتاح حيث تخوفت إدارة المهرجان بعد تسريب همهمات من وزارة الثقافة بأن الأعداد لو زادت في الميدان أو حدثت اشتباكات سوف يتم تأجيل حفل الإفتتاح. العقاد يرفض المنتج والمخرج السوري الأصل الأميركي الجنسية' مالك العقاد' رفض الحديث باللغة العربية, وأبدي استياءه الشديد من قلة عدد الحاضرين للندوة التي أعقبت عرض فيلم' الرسالة' من إخراج والده مصطفي العقاد حيث لم يزد عدد الحاضرين للندوة عن10 أفراد فقط نظرا لطول مدة الفيلم التي قاربت الثلاث ساعات. مالك صرح بأن الفيلم لا يزال عليه طلب كبير داخل الولاياتالمتحدة خاصة بعد عرض الفيلم المسيء للرسول صلي الله عليه وسلم غياب إيراني بفعل فاعل رغم مشاركة الفيلم الإيراني' حياة السيد والسيد إم' داخل المسابقة الرسمية في المهرجان إلا أن الوفد الإيراني لم يستطع الحضور إلي القاهرة بسبب رفض وزارة الخارجية منح التأشيرات اللازمة للحضور دون إبداء الأسباب- علي حد قولهم- مما أثار استياء صناع الفيلم, والغريب أن الأسبوع قبل الماضي كان هناك وفد من الفنانين المصرين يزورون طهران والتقوا وزير الثقافة الإيراني, وكان علي رأسهم عبدالعزيز مخيون وطارق الشناوي وآخرون. أبوعوف يصرخ أكد الدكتور عزت أبو عوف رئيس المهرجان أن جميع الفنانين وجهت إليهم دعوات لحضور حفل الإفتتاح ولا صحة مطلقا بأننا أغفلنا أسماء محددة بسبب تصفية الحسابات التي يدعيها البعض, وأن جيل الشباب لم يحضر منه أحد, وهذه ليست المرة الأولي فالدورات السابقة تكرر نفس الموقف, وصرح للأهرام بأن هذه آخر دورة له حيث سيقدم استقالته هو وسهير عبدالقادر عقب حفل الختام مباشرة.