كتب:محمد عبدالمعطي ورنا جوهر 'إنك تخرج منه لترجع إليه, كأن هناك خيوطا غير مرئية تشدك إليه, وحين تعود إليه تنسي نفسك فيه, فهذا الحي هو مصر, تفوح منه رائحة التاريخ لتملأ أنفك. وتظل أنت تستنشقها من دون ملل.' هكذا وصف نجيب محفوظ حي الجمالية الذي نشأ فيه و استلهم منه الكثير من رواياته, يستعد حي الجمالية هذا الشهر لاستكمال أعمال التطوير فيه بعد توقف دام أكثر من عام و نصف, اعتمدت فكرة تطوير منطقة الجمالية علي الوصول إلي المنسوب الأثري القديم لإظهار ما دفنه الزمن من شواهد تاريخية موجودة بالمنطقة لتكون متحفا مفتوحا كبيرا يحكي جزء من تاريخ مصر, و قد تم الانتهاء من المرحلة الأولي من تطوير المنطقة والتي شملت شارع المعز لدين الله الفاطمي من باب الفتوح وحتي مجموعة قلاوون وساحة بيت القاضي وإنشاء مبني الكافتريا وإعداد للساحة أمام قسم الجمالية, و هو المشروع الذي افتتح عام2010, وجاري الآن العمل بالمرحلة الثانية من التطوير والتي تشمل إستكمال شارع المعز لدين الله الفاطمي من مجموعة قلاوون وحتي باب زويلة عند منطقة باب الخلق وكذلك شارع الجمالية من باب النصر وحتي المشهد الحسيني وجميع الشوارع الجانبية التي تصل بين شارعي الجمالية والمعز, وكانت المرحلة الأولي من المشروع قد توقفت بسبب ماسورة المياه الرئيسية, للشارع, إلا أنه قد تم التنسيق بين وزارة الآثار ووزارة مرافق مياه الشرب والصرف الصحي, وتم التغلب علي هذه المشكلة بالموافقة علي التنفيذ بمعرفة الجهاز التنفيذي لمياه الشرب والصرف الصحي علي أن تتحمل وزارة الدولة لشئون الآثار التكاليف المالية للتنفيذ, تتكلف المرحلة الثانية من مشروع التطوير الحضري للجمالية56 مليون جنيه منها16 مليون جنيه لتجديد مرافق الجمالية, و40 مليون جنيه للتطوير وترميم الأماكن الأثرية بها, وأن صندوق الإنماء العربي الكويتي, ووزارة التعاون الدولي قد ساهما في المشروع بمنحة قدرها6 ملايين جنيه من كل منهما ومثل شارع المعز فسوف يتم إغلاق شارع الجمالية أمام السيارات ووضع بوابات إلكترونية للدخول, وقد قام وزير الآثار الدكتور محمد إبراهيم بالفعل بمخاطبة مجلس الوزراء أمس الأول للموافقة علي غلق شارع الجمالية أمام السيارات ومخاطبة الجهات المعنية لإيجاد طرق بديلة له, كما تم التنسيق مع ادارة الحي لغلق ساحات انتظار السيارات التي كانت منتشرة بالمنطقة, والمهمة الأكبر التي تقع علي عاتق الوزارة حاليا هي التنسيق مع أهالي المنطقة, و أصحاب المحال التجارية وورش تشغيل المعادن المنتشرة في منطقة الجمالية والتي تضر بالآثارالموجودة بها, واقناعهم بالتعاون مع الوزارة لتطوير واجهات المنازل والمحال التجارية, وتغيير نشاط الورش بما يخدم المنطقة, يقول محمد عبدالعزيز مدير مشروع القاهرة التاريخية أن بعض الأهالي قد استجاب, والبعض الآخر لا يزال متخوفا, لكن الوزارة تعمل معهمم لإقناعهم بالنفع الذي سيعود عليهم بعد تطوير المنطقة وتحويلها الي متحف مفتوح.