مليونية في التحرير وأخري مناوئة في الجيزة, وتجمعات في المحافظات واشتباكات وخسائر هنا وهناك, ومصانع معطلة وشوارع مغلقة واقتصاد ينزف وعمال وموظفون وطلاب تركوا أعمالهم ومدارسهم واتجهوا للمشاركة في المليونيات . وأيضا الاعتصام في الخيام, حرية الرفض أو التأييد أو التعبير هنا وهناك في مقابلها فاتورة خسائر وتراجع وانعدام وفاق ولا أحد يريد أن يتقدم خطوة إلي الأمام فطوال العامين نتقدم خطوة ونتراجع عشرات الخطوات ويبقي الوضع علي ماهو عليه. انقسام إلي فريقين محمد المنوفي رئيس جمعيات المستثمرين الأسبق ورئيس إحدي الشركات يري أن الظاهرة جديدة تنم عن حرية وفي الميدان ناس من كل طبقات الشعب حتي الاطفال الذين يلقون بالحجارة يعبرون عما في نفوسهم فهناك أناس تتظاهر بشكل محترم وآخرون يلجأون للعنف, ومصر انقسمت إلي فريقين حاليا وهذا طبيعي مع التحول الديمقراطي ويضيف بأن هناك تكلفة علي حساب الانتاج فالمشاركون يتركون عملهم وبالتالي تتأثر دخولهم وهناك سيارات ومحلات تدمر وهناك ازدحام يعيق المرور, ونحن كرجال أعمال نري أن الأمور الاقتصادية لاتتحسن إلا في ظل استقرار سياسي وأمني فهناك اعتصامات وتظاهرات وفوضي وهذا يدعو للأسي, فهناك جانب غير ايجابي في المليونيات. ويشير صاحب مصنع إلي أن توابع المليونيات تتمثل في الفوضي واللامبالاة والأمن معزول وهناك ملايين تضيع بسبب ذلك فالتكلفة غالية وتتزايد كل يوم, وهناك تدفع فاتورة كبيرة جدا حاليا وهي تنهار حاليا مع توقف الانتاج ونحن نخسر المليارات كل يوم وهناك بشر آخر لايجدون مايأكلونه, وعندي1700عامل لابد أن يحصلوا علي رواتب شهريا لينفقوا علي أسرهم وهذا شاغلنا وليس السياسة أو التظاهر. فرص عمل د. منال متولي مدير مركز الدراسات الاقتصادية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية تري أن أي قرار للاستثمار يولد فرص عمل وعدم وجود الاستقرار يؤثر علي الاستثمار والتظاهرات في الخارج تكون في إطار محدد ومن خلال قنوات شرعية ونحن نفتقر إلي مؤسسات تفعل وتنظم الاحتجاجات وحتي مع وجود التظاهرات فإن المشكلة أنه لايوجد رؤية اقتصادية تحدد الهدف واسلوب الوصول فهناك أمور عديدة تنقصنا وتشير إلي أنه من الصعب الوصول إلي تقديرات محددة للمليونيات والتظاهر, فمثلا عدد الليالي السياحية في الفنادق يقل بسبب خوف السائح من المظاهرات, وفي الصناعات جزء كبير من وارداتنا سلع وسيطة. وهذا يجبر الموردين علي عدم التوريد إلا بعد دفع ثمن الخامات وهناك نقص سيولة كذلك التأثير علي السلع الاساسية التي نستوردها فواردات القمح لن تأتي إلا بعد التوريد وهذا نوع من المخاطر والمظاهرات هناك بقوة كل فريق. الحركة اليومية د. محمد الشحات الجندي أستاذ الشريعة الاسلامية بكلية الحقوق بجامعة حلوان يؤكد أن تأثير المليونيات سلبي علي الانتاج والعمل والحركة اليومية للناس, فهي تعطل أناسا من المفترض أن يذهبوا لأعمالهم وقد تكون مشاركتهم لمجرد الفرجة وهي وسيلة لتحقيق اهداف وطموحات سياسية والسعي للتأثير علي الرأي العام بصحة توجهاتهم لكسب الرأي العام, ونجد المليونيات للتيار الإسلامي والثوري والليبرالي, وأن مصر تجاوزت عامين علي الثورة والمفترض أن يكون لديها طموحات أكبر لتخليص الفئات المطحونة وهي كبيرة في الشعب المصري من الفقر والجهل فهناك صعوبة في توفير لقمة العيش بالنسبة لقطاع كبير من المواطنين ونحن كلما نهضنا وانطلقنا علي طريق العمل نجد معوقات تتجه لمناصره فكرة أو رأي وتكريس مفهوم معين والدوران في تلك الحلقة, وإن لم تخلص النوايا فإننا نسير في طريق هدم وليس بناء فليس المعقول أن نظل في الميادين وينشغل الرأي العام بذلك وكل ذلك يصب في خانة التراجع للخلف وعدم تحقيق أهداف الثورة فهذه المليونيات حبذا لو وجهت للدعوة للعمل واطلاق الطاقات المعطلة ولم الشمل والتفاهم بين بعضنا البعض فالتوافق اصبح مهما وهذا الفوران في الشارع المصري هو طريق الفشل وأطيعوا الله ورسوله ولاتنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم, وأصبروا إن الله مع الصابرين, الأنفال64] فماذا يجني المجتمع في تنظيم مليونيتين إلا احتمال التصادم ووقوع خسائر واحتكاكات وربما فقدان الارواح ونحن في أمس الحاجة لفكر التوحد الذي بدون حده الأدني لن تنطلق الثورة. حالة القلق د. يمن الحماقي استاذ الاقتصاد بتجارة عين شمس تشير إلي حالة القلق التي تنتاب الجميع فمصلحة مصر أصبحت ليست في بال الكثيرين, فلو كان هناك اعداء يتربصون فلابد أن كل الاجهزة الرقابية تقوم بعملها بالقانون فسيادة القانون يجب أن تعلي, فمصر لن تنمي بدون توافق, وتجارب كل الدول قبلنا تؤكد علي ذلك مع الإحساس بالانتماء والاستفادة من ثمار التنمية, فهناك صراع مليونيات وكل فريق يسعي إلي أنه الفريق الاكبر فكيف نصل إلي هذا المستوي وقد وضعنا نفسنا في مأزق مابين الاعلان الدستوري والدستور الذي بذل فيه جهد كبير وقررنا مد المهلة لشهرين ثم المفاجأة بالانتهاء في ليلتين ويتم التصويت عليه, فالفرصة الآن أن يمر كما هو وبالتالي عندما يتم التصويت علي كم المواد الكبير في يومين فمعني ذلك أن الدستور يستخدم الآن في المناورة الاساسية وتشير إلي أن تكلفة خسائر المليونية كبيرة جدا فهناك ضغط علي المواصلات وغياب للإنتاج فالتقلبات السياسية ترتب عدم استقرار وغياب الأمل في المستقبل وانعدام روح عدم التأكد تدمر الاقتصاد. هاني المنشاوي رئيس اتحاد الصناعات الصغيرة بالإسكندرية وممثل وزارة الصناعة لتنمية المهارات يؤكد أن مشكلة المليونيات ترجع مايحدث في المصانع من عدم انتظام للعمالة وهذه مشكلة نواجهها وكذلك مشكلة نقص البضائع للاسواق الداخلية والخارجية وهناك إلهاء للامن بالاعتصامات والمليونيات, وهذا يؤدي إلي أن المصانع مهددة بالسرقة مثل مايحدث في مصانع برج العرب وهناك خطف لرجال أعمال وأبنائهم من اجل الفدية, وتكلفة النقل فلابد أن نأتي بحراس لنقل البضاعة وهم غالبا من البلطجية, وكل فرد منهم يحصل علي الأقل علي الف جنيه مقابل كل نقلة فعدم الاستقرار أدي إلي وقف170 مصنعا في برج العرب وهنا منها مصنع تركي أغلق وانهي عمل4000 عامل به انضموا لسوق البطالة, والمصانع الصغيرة لن تحتمل الأمر فهناك عامان من المعاناة وهذا سيؤدي إلي تتابع الإغلاق, والعناد والرغبة في التفريق.. لماذا؟ فالمهم للقيادة أن توحد الناس حتي يعود الاستقرار. ويشير إلي أن الجميع في مصر يعمل بشكل انعزالي وأنا كصاحب مصنع متوسط كل شهر أخسر60 ألف جنيه وانا خائف وأحس أنني انزل ولا اخرج فالأمور متخبطة وغير واضحة. المليونيات في غفلة محمد حنفي رئيس غرفة الصناعات المعدنية يؤكد أن المليونيات تعكس خسائر عديدة, فأول شيء فيها هو انقسام الرأي العام لمجموعتين كل منهما تخون الأخري وتأثير ذلك علي الاقتصاد بالغ الخطورة فكل طرف يحاول أن يبين أن القرارات الاقتصادية خاطئة فهناك حالة من عدم القبول وهذا سيؤدي إلي انصراف جميع القوي في المجتمع إلي بحث قضايا سياسية أو قانونية لاتفيد المجتمع ويصرف الانتباه عن قضايا مثل الفقر والانهيار الاجتماعي والانتاجي وهي قضايا توقع المجتمع للهاوية كما أنها تجعل المجتمع المصري يشك في نخبته وقيادته لكثرة من يتحدث بمغالاة وهذا يفقد الثقة في الكل لذلك اتجاه المجتمع ككل إلي انهيار اقتصادي واجتماعي يتمثل في سطوة البلطجية وتربص الدول المحيطة بانهيار مصر بينما المليونيات في غفلة تامة عن هذه الأمور كما أن هناك أمورا مثل إقرار النظام السياسي والاجتماعي بحيث تمر وبعد ذلك تنبه لخطورتها وهناك مسارات انتاجية نتوقف عن السير في اتجاهها الطبيعي. ويشير إلي أن قطاع الصناعات المعدنية بدأت مشكلات من أول هذا العام في صورة الاعتصامات والاضرابات وهو ماأدي إلي زيادة تكاليف الانتاج ورواتب العمال بحوالي60% وتدهور العجز في موازنة الدولة أدي إلي قرارات برفع الأسعار في الغاز والمياه والكهرباء مما شكل عبئا آخر علي قطاع الصناعات المعدنية وأيضا تراجع التصنيف الائتماني لمصر أدي لانعدام الثقة في الوضع الاقتصادي والاستثمار وتعقد علاقات التجارة الخارجية فالمستورد يطلب الآن أن تصله السلعة قبل دفع ثمنها والمستورد مطلوب منه دفع الثمن أولا. وهناك عجز عن الوفاء ببعض التزامات الدولة تجاه المستثمرين مثل العجز عن توصيل المرافق والخدمات وتقديم التيسيرات وهو مايمثل عبئا آخر علي المنتجين في هذا القطاع. إلغاء القانون د. جورجيت قليني عضو مجلس الشعب الأسبق تري أن هناك انعكاسات للمليونيات والمليونيات مبررة مثل مليونية الاعلان الدستوري فهل يعقل أن نلغي القانون ومصر دولة قانون منذ القدم فهناك استفزاز ورفض يدعو للخروج, فتوقف القضاة مثلا كان اضطرارا للدفاع عن استقلال القضاة فهناك أشياء لايمكن تأجيلها فحالة المرارة أصبحت سمة واضحة.. فمحكمة النقض أوقفت عملها وهذا يدعو للحسرة فهناك عدم رفاهية في النزول للميدان. وتضيف أن الدولة قسمت وهذا خطر علي أي شعب فالفتنة الآن تحولت إلي انقسام للشعب وتشير إلي أن المليونيات قد تعني عدم القبول بالأمر الواقع المفروض وحتي إذا قلنا التأثير علي الانتاج فيجب أن نشير إلي أن الانسان عندما يفقد إرادته لاينتج وأنا حزينة أن تنقسم مصر إلي مؤيدين ومعارضين وأنا أعرف د. مرسي منذ أن كان عضوا في مجلس الشعب وشخصيته كانت متسامحة ولابد أن يقوم بعمل مصالحة مع شعبه, ومايحدث الآن يحزن أي شخص في مصر. من يدفع؟ د. سمير عبدالوهاب أستاذ الادارة بكلية الاقتصاد جامعة القاهرة يؤكد أن المظاهرات يمكن أن ينظر إليها كوسيلة تعبير ولكن مشكلاتها متعددة فهي لاتقتصر علي المعارضين بل تمتد إلي المؤيدين وخروج الاثنين في نفس الوقت يؤدي لتكتلات وانقسامات وعدم الاستجابة للمطالب يؤثر علي الانتاج وتواجد العمال والطلاب في أماكنهم ويعطل المرور والقيادة السياسية يجب أن تسعي للتوافق وليس قياسي من يؤيد ومن يعارض فلابد أن يكون هناك تراض. ويشير إلي أن الخسائر من الناحية العامة من حيث تعطيل العمل وعدم الانضباط في العمل يؤثر علي الدراسة كما حدث يوم الثلاثاء الماضي والفصل الدراسي محدود وهذا كله يقدر بالملايين كخسائر. ويقول إن هناك أناسا قد يذهبون حرصا علي المصلحة العامة وهؤلاء لايحصلون علي مقابل ولكن هناك أناسا آخرين مثل القادمين من المحافظات فهؤلاء يحتاجون لمقابل في السفر والانفاق فهناك أناس تدفع وأخرون يتلقون المقابل.