يوم الجمعة الماضي وفي خضم زحام العاصمة الصينية بكين وفي حي نيوجي في قلب العاصمة ترامت الي الآذان آيات القرآن الكريم, عبر مكبر للصوت, فيما يتوافد المسلمون الصينيون علي المسجد العتيق الذي أنشئ في عام1996 ويعود تاريخه لأكثر من1016 سنة. لا تخطئ العين مظاهر إسلامية في ذلك الحي وان كانت بنكهة صينية, فهناك مطاعم اسلامية ونساء محجبات وهناك المسجد المبني علي مساحة10 الاف متر مربع علي الطراز الامبراطوري الصيني والذي يعد الأكبر والأقدم في بكين. وبينما يستمر توافد الأسر الصينية علي المسجد بصحبة الأبناء لأداء صلاة الجمعة فان هناك من سبق الي داخل المسجد وأمسك بالمصحف المكتوب باللغتين العربية والماندارين( لغة الصين) ليقرأ سورة الكهف. يقول برهان كبير الأمين العام المساعد للجمعية الاسلامية وهي منظمة تمثل الحقوق الشرعية لمسلمي الصين من مختلف القوميات وتهدف الي تطوير المسلمين الصينيين وبناء الصين وفقا لمبدأ حب الوطن وحب الدين ان الجمعية تأسست سنة1953 لحماية مسلمي الصين الذين يبلغ عددهم20 مليون نسمة بينهم300 ألف في العاصمة بكين. ويضيف ان الصين بها35 ألف مسجد نصيب العاصمة منها80 مسجدا بينها مساجد كبيرة تتسع ل8 آلاف مصلي وهناك أيضا10 معاهد إسلامية و500 منظمة لرعاية مصالح المسلمين و40 ألف إمام. ويشير الي ان حكومة الصين تتبني سياسة حرية الأديان ويتمتع المسلمون بحماية الحكومة التي تصدر ترجمات للقرآن الكريم والأحاديث النبوية باللغة الصينية ومن بين التسهيلات منح أراض لاقامة مدافن وهو امر استثنائي في الصين حيث تحرق أغلبية السكان البوذيين جثث موتاهم. وأوضح ان المسلمين الصينيين ينتمون لأهل السنة علي المذهب الحنفي ويصفهم بانهم مثل راكبي مركب في محيط كبير لذا يتحتم عليهم النظر للأمام. وتشير المصادر التاريخية الي أن بداية دخول الإسلام الي الصين كانت في خلافة عثمان بن عفانرضي الله عنه, علي يد الصحابي الجليل الحكم بن عمرو الغفاري, ولكن مرحلة الفتح الحقيقية كانت في عهد الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان. ويبلغ عدد سكان الصين مليارا و400 مليون نسمة) أي ان نسبتهم1.4% من السكان ولامجال للدعوة بين الاخرين بل التركيز علي التعايش. وعرفت تركستان الشرقية التي أصبح اسمها شينجيانج الإسلام قبل1300 سنة عن طريق التجار المسلمين الذين كانوا يحملون بضائعهم ومعها الإسلام إلي أي مكان يسافرون إليه وكان طريق الحرير المشهور يمر بها ويربط الصين ببلاد العالم القديم والدولة البيزنطية.وتركستان: مصطلح تاريخي يتكون من مقطعين, ترك وستان, ويعني أرض الترك, وتنقسم إلي تركستان الغربية أو آسيا الوسطي التي تشغل الثلث الشمالي من قارة آسيا وتركستان الشرقية التي تبلغ مساحتها(1.8) مليون كم2, أي خمس مساحة الصين, وهي تعد أكبر أقاليم الصين ويتكون سكانها المسلمون من أجناس مختلفة مثل اليوغور وهم يشكلون غالبية الإقليم, والتركمان, والقازاق, والأوزبك, والتتار, والطاجيك, ونسبة المسلمين بها حوالي95%.