جاءت الدورة الرابعة لمهرجان الدوحة السينمائي مفاجأة من العيار الثقيل حيث حصدت الجزائر وتونس والمغرب معظم جوائز المهرجان. بينما توارت الأعمال المصرية خلف فيلم وثائقي طويل ظل راجل لمخرجته حنان عبد الله والذي انقذ الحضور المصري من حمرة الخجل نتيجة الحشد الجماهيري الضخم رغم ضعف الافلام المتنافسة في المهرجان. ومن اللافت اقبال الجمهور علي عروض الافلام القصيرة والوثائقية حيث امتلأت قاعات العرض السينمائي علي عكس مايعاني منه مهرجان الاسماعيلية والاقصر لنفس هذه النوعية من الافلام, ربما لفخامة دور العرض التي تتمتع بتقنيات حديثة وسهولة التنقل. بينما جاء الفيلم الروائي الطويل عشم الذي مثل مصر في المهرجان لهذا العام مخيبا للآمال لافتقاده الحبكة الدرامية والنقلات السريعة بين المشاهد وتعدد الشخصيات وتسارع الاحداث بين ستة قصص مختلفة مما اصاب المشاهد بالتشتت, وهذا ما أدلي به الجمهور والنقاد في الندوة التي أعقبت عرض الفيلم. وقد أعلنت هند صبري رئيسة لجنة التحكيم في فئة الأفلام العربية الروائية الطويلة عن فوز فيلم التائب( جزائري/ فرنسي) للمخرج مرزاق علواش بجائزة افضل فيلم وقالت أوجد الفيلم شحنة قوية ومتنوعة من المشاعر وفي الفئة نفسها أعلنت عن فوز نبيل عيوش بجائزة أفضل صانع فيلم روائي عن فيلمه ياخيل الله( المغرب) وذلك لإظهار مهارة عالية في مزجه بين الحقيقة والخيال. وذهبت جائزة أفضل ممثل في فيلم روائي ل أحمد الحفياني لدوره في فيلم الأستاذ( تونسي/ فرنسي/ قطري). وفي فئة الأفلام العربية الوثائقية الطويلة أعلنت هالة العبد الله عن فوز النادي اللبناني للصواريخ للمخرجين جوانا حاجي توما وخليل جريح بجائزة أفضل فيلم وثائقي طويل لنجاحه في ربط الفكرة بالواقع السياسي الحالي بسلاسة وبراعة. وقدم حافظ علي جائزة أفضل صانع أفلام وثائقية طويلة إلي حنان عبد الله مخرجة فيلم ظل راجل وأشاد برؤيتها الإخراجية وقال نجحت صانعة الفيلم بتقديم شخصيات نسائية متنوعة تنتمي إلي أجيال وشرائح اجتماعية مختلفة. وقدمت خطابا جريئا ومتميزا, وأضفت بحضورها جمالا وحيوية رغم ظروف الحياة الصعبة والحزينة. وبالرغم من تناول الموضوع نفسه في أفلام عديدة, إلا أن زاوية الإخراج هنا كان لها خصوصيتها وتميزها. هذا فيما صرحت المؤلفة والأديبة القطرية وداد الكواري قائلة: بأن نوعية الافلام العربية المتنافسة في المهرجان لهذا العام بشكل عام جاءت ضعيفة نتيجة الاستسهال من قبل صناعها!