في الوقت الذي انشق الشعب المصري فيه علي نفسه, بعد الاعلان الدستوري الجديد لرئيس الجمهورية والدعوات لمليونيات اليوم في ميدان التحرير, وامام جامعة القاهرة, تشهد شبه جزيرة سيناء المزيد من العنف, وتطوير الاداء الارهابي. من قبل الجماعات الجهادية والتكفيرية الموجودة هناك وكان اخرها التفجيرات في مقار للامن المركزي تحت الانشاء. وايا كان هذا الانفجار وخسائره التي جاءت بلطف من الله عز وجل حيث إن المعسكر لم يكن به جنود الا ان ما حدث انما هو نذير بخطر كبير يحيق بتلك المنطقة الحساسة من مصر, فهناك تغير نوعي في العمليات الارهابية فبعد قتل الجنود بالرصاص, واستهداف الكمائن بواسطة الاسلحة الخفيفة, يتم اليوم استخدام المتفجرات في تنفيذ تلك العمليات. ومن الواضح هنا ان سيناء اصبحت فعلا خارج السيطرة والارهاب اصبح يتغول فيها بدرجة تثير القلق, ليس قلقا علي تلك المنطقة, بل علي مصر بأكملها في ظل الوجود المتعدد لمجموعات ارهابية مختلفة لم يتم السيطرة عليهم بعد اكثر من4 أشهر من قتل الجنود في رمضان, وبدء العمليات العسكرية من قبل الجيش والشرطة. الواضح ان الخطر الاكبر في كل ما يحدث انه لا يتم القاء القبض علي تلك الجماعات والقضاء عليهم بسبب وجود الانفاق غير الشرعية الموجودة في الحدود مع غزة التي يجب ان يتم تدميرها تماما, فليس من المعقول او المقبول ان تقبل دولة انتهاك اراضيها وحدودها بهذا الشكل بدعوي رفع الحصار عن منطقة في دولة اخري, علي الرغم من وجود معابر حدودية شرعية, ومن المعلوم ان تلك المعابر تستخدم في اعمال عديدة غير شرعية. ان الوضع السياسي داخل مصر يمر بمرحلة مفصلية خطيرة قد تؤثر بشكل كبير علي مسيرة الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي, ولم يلتفت احد في الوقت الحالي الي تلك الازمة الخطيرة التي قد تهدد الامن القومي المصري ككل وهي سيناء, فمن الواجب الحقيقي علي القيادة المصرية ان تلتفت اولا للامن القومي جيدا قبل اصدار اعلان دستوري جديد او امور اخري, ولا ننسي هنا تلك العمليات العسكرية التي تم توريط الجيش المصري فيها علي الحدود, اننا امام مأزق خطير ويجب ان نضع سيناء في اولوياتنا الاولي حتي لا نبكي فيما بعد علي اللبن المسكوب. المزيد من أعمدة جميل عفيفى