شهدت قاعة مجلس الشعب أمس برئاسة الدكتور فتحى سرور مناقشات طاحنة بين المعارضة والأغلبية حول المسئولية السياسية والأمنية لطلب بعض نواب مجلس الشعب من المعارضة الخروج فى مظاهرة للتعبير عن رأى المواطن المصرى فى قضايا الوطن على حد ما ورد فى الطلب المقدم من النواب إلى وزير الداخلية. وذلك لتوفير عوامل الأمن لهذه المظاهرة. وزير الداخلية بعث بخطاب الي رئيس مجلس الشعب مفاده أن هناك محاذير أمنية تمنع خروج هذه المظاهرة, خاصة أن المظاهرة لن تقتصر علي النواب بل ستنضم إليها مجموعات من خارج البرلمان, الأمر الذي يتعارض مع مفهوم الأمن في حماية الاستقرار, وقد اعتبر المعارضون هذا التبرير بمثابة حجر علي الرأي وحرية التعبير, لكن نواب الأغلبية أعلنوا تأييدهم لما أبداه وزير الداخلية من أسباب, وطالبوا زملاءهم من النواب باستخدام حقهم الدستوري في التعبير عن رأيهم تحت قبة البرلمان وليس بالنزول الي الشارع, وبسبب التباين في وجهتي النظر وقعت مشادات ومشاغبات كلامية بين نواب المعارضة والأغلبية كاد المتحدثون فيها يفقدون أعصابهم لولا التدخل الحكيم من الدكتور فتحي سرور. وكان الدكتور فتحي سرور في بداية طرح هذا الموضوع قد عرض علي المجلس خطابا تلقاه من وزير الداخلية أشار فيه الي أنه تلقي رسالة من وزير الداخلية بشأن اعتزام بعض اعضاء مجلس الشعب القيام بمظاهرة بالاشتراك مع بعض مجموعات من خارج المجلس, الأمر الذي يتعارض مع اعتبارات الأمن, ولذلك لم تتم الموافقة علي هذه المظاهرة, لأن الأمر يطرح محاذير بالغة, دون أن يرتبط هذا المنع بالحجر علي حرية الرأي بل هو إعمال لمبدأ ضمان الأمن والاستقرار. ثم فتح الدكتور أحمد فتحي سرور الحديث في الموضوع بناء علي طلب بعض نواب المعارضة, فتحدث في البداية الدكتور عبدالأحمد جمال الدين قائلا نحن نحترم رأي المعارضة ونرفض التصرفات اللامسئولة وعلي نواب المعارضة أن يعترضوا تحت قبة البرلمان وليس في الشارع باعتبار المجلس هو القدوة وليس الإساءة لأصول الممارسة البرلمانية, ومن غير المقبول أن يتظاهر نوابنا في الشارع للتعبير عن آرائهم ولكن من خلال المجلس ولجانه. وقال النائب علاء عبدالمنعم ستظل هناك عدة مباديء وأهداف نحن نسعي اليها وليس من خلال المصادمات مع الشرطة, نحن حريصون علي رعاية الشعب والمواطنين وهدف التظاهر هو الاحتجاج علي مد قانون الطواريء, نحن نرفض حالة الطواريء, مؤكدا أن المجلس يصادر علي رأي المعارضة ويمنع المعارضة من ممارسة دورها البرلماني. وعقب سرور, نرفض هذا الأسلوب, إن المعارضة تتحدث أكثر من الأغلبية, هناك مضابط الجلسات, أرفض المزايدة علي المجلس. وأشار النائب حمدي حسن الي أن الدستور والقانون كفل الحق في الرأي والتعبير في التظاهر السلمي دون التدخل من الأجهزة الأمنية ومن حق الدولة والمواطن أن يعبروا عن حقوقهم المسلوبة بالتظاهر السلمي. ونرفض حصانة المخدرات والاستيلاء علي الأراضي والقمار والمتاجرة بحقوق الشعب. وقال النائب محمد البلتاجي: نحترم القانون والدستور, ولكن نرفض المساس بالحريات العامة ومد قانون الطوارئ الجائر. وأشار النائب إلي أنه تم إخطار السيد اللواء مدير أمن القاهرة بالمظاهرة السلمية, والمكان والزمان وعدد المتظاهرين والمطالب لتنظيم والحفاظ علي المتظاهرين, ولكن نرفض أسلوب وزارة الداخلية في إرسال اخطار علي يد محضر. وقال النائب إبراهيم الجوجري: أتعجب من تصرفات النواب الذين أقسموا علي احترام القانون والدستور, مشيرا إلي أن المادة(98) من القانون تنص علي حق أعضاء مجلس الشعب في الرقابة. وتساءل الكاتب في حالة إلقاء القبض علي نواب التظاهر في الشارع: ما موقف البرلمان, لذا لابد من احترام القانون والدستور. وقال النائب أحمد أبوهيف: إن القانون أعطي للنائب أصول الممارسة البرلمانية ليست بالمظاهرات. وقال النائب سعد الجمال رئيس لجنة الشئون العربية إن الحرية مسئولة وليست مطلقة, والقانون ينظم التظاهر السلمي للحفاظ علي الأمن والاستقرار. وطالبت المعارضة بضرورة احترام القانون, والاحتجاج يجب أن يكون داخل البرلمان. وعقب الدكتور مفيد شهاب وزير الدولة للشئون القانونية والمجالس النيابية, فأكد أن الحريات تتم في إطار الدستور والقانون, وهناك اختصاصات يتحملها كل من يتحمل مسئولية ما, وأكد أن الحكومة حريصة علي الاستماع لكل رأي يتم تحت القبة, لأن كل عضو من حقه ذلك, والحكومة حريصة علي الاستماع لكل رأي يتم في إطار الدستور والقانون, أما الخروج في مظاهرات, فهذا أمر يعرض الأمن للخطر وله محاذير كثيرة, وأرجو أن يعبر كل صاحب رأي عن النواب عن رأيه هنا تحت القبة. وذكر المهندس أحمد عز أن الأساس له اعتبارات قانونية وسياسية, ولابد أن يفصح كل طرف عن هدفه, فما الهدف من هذه المظاهرة المطلوبة, وهل أهل القاهرة يقبلون نزول المواطن إلي الشارع في مظاهرة في بلد به كثير من الانجازات برغم بعض المشكلات. سعد عبود: أرفض هذا الكلام.. هياج بالقاعة وصياح ضد عبود.. أحمد عز: بلاش تزعق.. واقعد.. عبود: عايزني أترك القاعة؟ عز: من حقك أن تغادر القاعة. عبود: لا.. مش هأخرج.. ؟ عز: اقعد واسمع.. اقعد واسمع( في صوت أكثر حدة) حمدين صباحي: أنا غير موافق علي الكلام ده. سرور غاضبا: اقعد يا حمدين.. انت ما بتجيش إلا لما تكون عايز تتكلم.. أو إذا كان لك مصلحة. حمدين: أنا باحضر دايما. سرور: ليس هذا صحيحا. عز: يا سبحان الله.. قال إيه مصر مفيهاش حريات.. ووافق المجلس علي إقفال باب المناقشة. ** سرور يرفض مقاطعة نائب لزملائه عنف الدكتور فتحي سرور بقوة النائب أحمد أبوعقرب حزب وطني لاعتراضه علي نواب المعارضة خلال تحدثهم في موضوع خطاب وزير الداخلية حول طلب بعض النواب القيام بمظاهرة, وقال الدكتور سرور للنائب المذكور: كيف تعطي لنفسك حق مقاطعة الآخرين بينما لا يقاطعك أحد عندما تتحدث. ** علي وجه السرعة: اقتراح بقانون لتنظيم التظاهر طلب الدكتور فتحي سرور من اللجنة البرلمانية المختصة بنظر الاقتراح بمشروع قانون المقدم من النائب المستقبل حسين إبراهيم لتنظيم عملية التظاهر لكفالة حقوق المتظاهرين وحماية الأمن العام, وذلك علي وجه السرعة. جاء هذا بناء علي البيان العاجل الذي ألقاه النائب حسين إبراهيم أمس مناشدا رئيس المجلس التدخل لسرعة نظر الاقتراح المقدم منه إلي اللجنة المختصة.