الاستثمار في التعليم أصبح السبيل الوحيد لتحقيق التغيير الذي تنشده الشعوب علي مستوي العالم فتوفير مصادر التمويل لإقامة المشروعات التعليمية وتحسين أداء المعلمين وتنمية مهاراتهم وضمان حياة مادية كريمة لهم أصبح مطلبا محليا وعربيا وأقليميا فمشكلات التعليم تتشابه بين مصر والدول العربية جميعها والتي تتمثل في التسرب من التعليم وإحجام الفتيات بل وحرمانهن من الحصول علي فرص تعليمية والالتحاق بالمدارس بالإضافة إلي ضعف المصادر التمويلية للارتقاء بالتعليم ومشكلات المعلمين وعدم حصولهم علي مكانتهم الاجتماعية والمادية التي يستحقونها جميعها عوائق تقف في طريق تحسين وتطوير التعليم. جاء ذلك خلال مناقشات دارت علي مدي ثلاثة أيام خلال فاعليات مؤتمر القمة العالمي للابتكار في التعليم وايز والذي عقد بمركز قطر الوطني للمؤتمرات بالعاصمة القطرية الدوحة وشارك فيه خبراء التربية والتعليم المصريون مع نظرائهم والذين يبلغ عددهم نحو ألف مشارك من مختلف دول العالم بالإضافة إلي الوزراء المعنيين. الشيخة موزا بنت ناصر رئيس مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع أطلقت مبادرة علم طفلا خلال فاعليات المؤتمر لتوفير التعليم لملايين الأطفال المحرومين حول العالم. وأكدت أن التعليم يمثل حلولا لمشكلات كبيرة تواجه العديد من الدول مثل التطرف والسلام والتنمية المستدامة كما أنه يعد حلا لمشكلات الأسر الفقيرة والمحتاجة. وأكد الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني رئيس مؤتمر قمة وايز ونائب رئيس مؤسسة قطر في ختام فاعليات المؤتمر أن هذه المبادرة العالمية تجسد المباديء والقيم التي يقوم عليها مؤتمر وايز في إيصال التعليم الابتكاري وجعله متاحا للملايين في العالم. وقال إن التغيير إلي الأفضل يبدأ بتحسين دور المعلم وإعادة تأهيله وإعلاء مكانته الإجتماعية والمادية ومهم جدا أن يكون هناك استقلالية في التعليم وتنوع مما سيسهم في تطويره. وأشار إلي أن توفير التعليم الأساسي للأطفال في المدارس خطوة مهمة وهدف يقع في صميم مبادرة وايز التي انطلقت عام 2009. وأضاف أن المؤتمر قدم ست جوائز لستة مشاريع مقدمة من كل أنحاء العالم وكان لدينا مشروع مهم في بنجلاديش وتقدم للمنافسة علي الجوائز هذا العام نحو 400 مشروع. وفاز بالجائزة هذا العام الدكتور مادهاف شافان الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لمنظمة (براثام) في المهنة تقديرا لجهوده في نشر التعليم في بلاده وإتاحة للملايين بأقل التكاليف وحصل الفائز علي 500 ألف دولار وميدالة ذهبية بالإضافة إلي تسليط الضوء علي مشروعه عالميا. وأكد أندرية فورنسكو مستشار الرئيس الروسي ووزير التعليم السابق أن تحديات التعليم لم تعد مسألة وطنية بل تحد دولي يتطلب من المجتمعات الحديثة البحث عن مقاربات جديدة لمواجهتها وأوضح أن أساس التطوير يتم في المرحلة الإبتدائية بدعم قدرات المعلمين وجعلهم مرشدين تعليميين للطلاب عبر تطوير قدراتهم التربوية.