ارتفاع حصيلة القتلى في قصف بئر السبع إلى 7 أشخاص وإصابة 12 آخرين    مسؤول أمريكي: إجلاء نحو 250 أمريكيا من إسرائيل    موعد مباراة مانشستر سيتي ويوفنتوس في كأس العالم للأندية والقنوات الناقلة    بدء إجراءات تفتيش طلاب الثانوية العامة أمام اللجان في رابع أيام ماراثون الامتحانات    أسعار سبائك الذهب اليوم الثلاثاء 24 يونيو 2025 بعد الارتفاع العالمي ل المعدن الأصفر    الأمن العراقى: طائرة مسيرة مجهولة استهدفت الرادار فى معسكر التاجى    أسعار الفراخ اليوم الثلاثاء 24-6-2025 بعد الانخفاض وبورصة الدواجن الرئيسية    رد مثير من أفشة على الانتقادات والسخرية من لقطته أمام بالميراس    «أفضل مبارياته مع الأحمر».. تقييم زيزو في مواجهة الأهلي وبورتو    ذا أثليتك: يونايتد يرفع عرضه لبرينتفورد لضم مبويمو    سعر الذهب اليوم الثلاثاء 24-6-2025 بعد الارتفاع العالمي الكبير وعيار 21 بالمصنعية    رغم تحذير أسرته، عودة العندليب بتقنية الهولوجرام بمهرجان موازين تثير اندهاش الجمهور (صور)    إعلام إيراني: الدفاعات الجوية تتصدى لطائرات إسرائيلية في مناطق شرق طهران    ضبط المتهمين باشعال النيران داخل سوق في حدائق القبة    بوجبا يقترب من العودة إلى منتخب فرنسا    ما حكم تيمّم المرأة التي تضع «المكياج»؟.. الإفتاء تُجيب    متحدثة الحكومة الإيرانية: لم نبدأ الحرب وسندافع عن حياة شعبنا حتى النهاية    لطلاب الثانوية.. منح 75% للتسجيل المبكر بالبرامج الدولية بهندسة عين شمس    "تعليم الشيوخ" تُطالب بتكاتف الجهود لمواجهة التنمر بالمدارس    مصر للطيران تعلن استئناف تدريجي للرحلات الجوية بعد تحسن الأوضاع الإقليمية    "طلعت مصطفى" تتصدر قائمة أقوى 100 شركة في مصر.. وتحصد جائزة المطور العقاري الأول لعام 2025    البترول: حقل ظهر لا يزال واعدًا وخطة لإضافة 200 مليون متر مكعب غاز عبر آبار جديدة    "زيزو لا إنهارده والسوشيال ميديا جابتنا ورا".. انتقادات قوية من نجم الأهلي على أداء كأس العالم للأندية    أحمد جمال يكتب: قنبلة صيفية    عراقجي: إذا أوقفت إسرائيل هجماتها عند الرابعة فجرًا سنلتزم ب عدم الرد    ضبط صاحب محل ملابس ب سوهاج استولى على 3 ملايين جنيه من 8 أشخاص بدعوى توظيفها    العدالة المدفوعة في زمن السيسي.. نقابة المحامين تجدد رفضها لفرض الرسوم القضائية    سلمى أبو ضيف: «مش مقتنعة بالخطوبة واتجوزت على طول عشان مضيعش وقت»    سلمى أبوضيف: وزني زاد 20 كيلو ب الحمل وتمنيت ولادة صوفيا يوم عيد ميلادي    البابا تواضروس يعزي بطريرك أنطاكية للروم الأرثوذكس في ضحايا الهجوم على كنيسة مار إيلياس    هل الشيعة من أهل السنة؟.. وهل غيّر الأزهر موقفه منهم؟.. الإفتاء تُوضح    تفسير آية | معنى قولة تعالى «وَقَضَيْنَا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي 0لۡكِتَٰبِ لَتُفۡسِدُنَّ فِي 0لۡأَرۡضِ مَرَّتَيۡنِ»    علي جمعة: اختيار شهر المحرم لبداية العام الهجري كان توفيقًا إلهيًا يعكس عظمة الحج ووحدة الأمة    وكيل صحة الإسكندرية تتفقد القافلة المجانية بمستشفى المعمورة للطب النفسي    تامر عاشور يشعل ليالي "موازين 20" بالرباط.. ومسرح العظماء يستعد لصوته    خطأ سائق.. كواليس إصابة 8 أشخاص في انقلاب سيارة ب6 أكتوبر    فرص تأهل الهلال إلى دور ال 16 من كأس العالم للأندية    85.3 % صافي تعاملات المصريين بالبورصة خلال تداولات جلسة الإثنين    جماهير الأهلى تحفز اللاعبين بلافتات "أعظم نادى فى الكون"    غدا ميلاد هلال شهر المحرم والخميس بداية العام الهجري الجديد 1447 فلكيا    ضبط عامل لاعتدائه على زوجته وزوجة شقيقه بسلاح أبيض في أبو النمرس    تحرير 8 محاضر منشآت طبية غير مرخصة في سوهاج (صور)    طريقة عمل المسقعة باللحمة المفرومة في خطوات بسيطة    علاج الإمساك المزمن، بالأعشاب الطبيعية في أسرع وقت    إصابة عامل بطلق خرطوش في دار السلام بسبب خلافات الجيرة وضبط الجاني    المتحدث باسم الداخلية القطرية: الوضع الأمنى فى البلاد مستقر بالكامل    مسئول إيراني: طهران لم تتلق أي مقترحات لوقف إطلاق النار    روسيا: هجمات واشنطن وتل أبيب على إيران تؤدي إلى تصعيد متزايد في الشرق الأوسط    أيمن سمير يكتب: 4 سيناريوهات للحرب الإسرائيلية - الإيرانية    بروتوكول بين «الجمارك» وجامعة الإسكندرية لتعزيز الاستثمار في التنمية البشرية    ترجمات| «هكذا تكلم زرادشت».. صدم به «نيتشه» التيارات الفلسفية المتناقضة في أوروبا    سلمى أبو ضيف: والدى كان صارما وصعبا مما جعلنى متمردة    عرفت من مسلسل.. حكاية معاناة الفنانة سلوى محمد علي مع مرض فرط الحركة    منها الجزر والباذنجان.. 5 أطعمة تخفض الكوليسترول الضار ب الدم    وزير قطاع الأعمال يشارك ممثلا عن مصر في افتتاح قمة الأعمال الأمريكية الأفريقية في دورتها ال17 بأنجولا    ليلى الشبح: الدراما العربية تعد من أبرز أدوات الثقافة في المجتمعات    انعقاد لجنة اختيار المرشحين لمنصب عميد كلية الحاسبات والمعلومات بجامعة قناة السويس    د.حماد عبدالله يكتب: وسائل النقل العام (هى الحل!!)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في حضور 1200 عالم وخبير بمؤتمر القمة العالمي للابتگار
ربيع الثورات العربية يغير مسار التعليم في المنطقة
نشر في أخبار اليوم يوم 04 - 11 - 2011

1200 عالم وخبير وتربوي من 120 دولة تجمعوا للبحث في قضية غاية في الأهمية وهي : كيف لانجعل الفقر عائقا أمام نشر التعليم في مختلف المناطق بدول العالم المختلفة خاصة في الدول النامية ؟ وكيف نساعد المناطق البعيدة والمحرومة ومناطق النزاع في أن تحصل علي حظها من التعليم؟
هذا ماحدث في مؤتمر " القمة العالمي للإبتكار وايز " بالعاصمة القطرية الدوحة والذي انتهي أول أمس الخميس بمركز قطر الوطني للمؤتمرات وكان في مقدمة الحضور أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة، والشيخة موزة بنت ناصر رئيس مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع وكانت المفاجأة أن تأثير ثورات الربيع العربي قد فرضت نفسها علي المؤتمر لدراسة تأثير هذه الثورات الشعبية العربية خاصة في مصر وتونس وليبيا واليمن وسوريا علي مستقبل التعليم في المنطقة بشكل عام وعلي هذه الدول بشكل خاص
أوضح د.عبد الله بن علي آل ثاني رئيس المؤتمر أن قضية التعليم قد أصبحت بلا شك تحديا للجميع وأصبح تحسينه يتطلب التزاما عالميا ومن هنا جاءت فكرة هذا المؤتمر الذي أطلقته مؤسس قطر للتربية والعلوم منذ عام 2009 بل ورصدت فيه جائزة سنوية فاز بها هذا العام الخبير فضل حسن عابد من بنجلاديش وقدرها نصف مليون دولار وقام سمو أمير قطر بتسليمها إياه تقديرا لتفانيه علي مدي عشرين عاما في التخفيف من قسوة الفقر عبر التعليم بالإضافة إلي منحه ميدالية ذهبية مصممة خصيصا للجائزة وكتب عليها كلمة " التعليم " بأكثر من 50 لغة. وذلك تقديرا لجهوده في نشر التعليم بين الفقراء في عشرات الدول من خلال المؤسسة الأهلية التي أنشأها لهذا السبب ووصلت ميزانيتها إلي 700 مليون دولار.
ويضيف د.عبد الله أن الهدف من هذه الجائزة هو تشجيع البحث عن أفضل وسائل الابتكار لتحقيق الهدف الذي نتبناه في التعليم لتحدي الفقر وبعد المكان وتوصيل التعليم أيضا لمناطق النزاع في العالم ودراسة كيف نتغلب علي العقبات التي تحد من إنتشاره بين جميع البشر خاصة الفقراء والمقيمين في مناطق بعيدة لأن المشاكل التي تعمل علي وجود هذه الصعاب لايمكن للحكومات وحدها أن تحلها كما أن نشر التعليم والارتقاء بمستواه يعني الإرتقاء بالصحة والاقتصاد ومختلف نواحي الحياة لأن هذه التحديات لاتخص الدول الفقيرة فقط بل المتقدمة أيضا ، فقد اتضح أن معظم المشاغبات التي حدثت في بريطانيا مؤخرا كانت من جانب شباب كان معظمهم في سن الدراسة ، كما ثبت أن ثلثي هذه المجموعة كانوا شبابا قد خرجوا من مدارسهم أو تم إقصاؤهم عنها وبالتالي فشل احتواؤهم مع أنهم كانت لديهم فرصة أن يستمروا في التعليم.
تعليم أطفال المستقبل
ويشير د.عبد الله الي أن الأمم المتحدة تؤكد أن الجيل القادم من الأطفال سوف يتعلم بطريقة تختلف كثيراً عن نظرائه في الماضي، وذلك علي ضوء إنتشار التكنولوجيا الرقمية داخل الصفوف الدراسية في مختلف أنحاء العالم. وتفيد أحدث بيانات الأمم المتحدة أن العالم شهد تزايداً مطرداً في أعداد الناس، بمن فيهم الطلاب، الذين يستطيعون الوصول إلي الإنترنت في منازلهم، من 1.4 بليون شخص عام 2009 إلي حوالي 1.6 بليون عام 2010 ومن هناك كانت الاستخدامات المبتكرة للتكنولوجيا الحديثة- كالدروس التعليمية علي الانترنت، والتعلم من خلال الأجهزة المحمولة، وإرسال الرسائل الفورية لتويتر، ومقابلات الفيديو والمكتبات الرقمية - ضمن أهم موضوعات المؤتمر.
ويضيف د.عبد الله أن هناك أفكارا ، برزت في مؤتمر العام الماضي فيما يخص تمويل التعليم، عبر النظر علي سبيل المثال في نظام قروض للتعليم للمساعدة في تمويل التعليم علي غرار ما تتبعه الحكومات والقطاع الصناعي من مفهوم أرصدة الكربون في حماية البيئة. كما يمكن لأرباب العمل الذين يستفيدون من التعليم تحسين التمويل من خلال توفير إمكانيات مالية للتعليم. كما سيكون كتاب "وايز" والذي تم إطلاقه هذا العام بالمؤتمر وكان عنوانه »الابتكار في مجال التعليم« سيقدم الدروس المستفادة من الرواد في جميع أنحاء العالم"، وسيكون دليلاً مرجعياً هاماً للإبتكار في التعليم، من خلال التركيز علي المبادرات الناجحة في 14 دولة.
دور التكنولوجيا الرقمية
وعن كيف سيساهم المؤتمر في سد فجوة التكنولوجيا الرقمية ومحو الأمية الرقمية الناجمة عن تخلف دول العالم النامي عن الدول المتقدمة في هذا المجال، أجاب أن المؤتمر سلط الضوء علي أبرز الأفكار والمشاريع، ومشاطرتها مع أكبر عدد ممكن من الدول. ففي كثير من الأحيان تأتي أفضل الأفكار من البلدان التي تعاني من الصعوبات، وغالباً ما تكون مصدر إلهام للآخرين. وهذا هو الدور الذي أدته جوائز "وايز" منذ عام 2009 لا سيما في مجال التكنولوجيا الرقمية، وعلي سبيل المثال، تم الاعتراف بجهود "مشروع التعلم عن بعد في غابة الأمازون" بمنحه جائزة "وايز" عام 2009. وبالنسبة للمجتمعات المعزولة في غابات الأمازون المطيرة بالبرازيل، فقد تبعد أقرب مدرسة عدة ساعات، ويصبح الذهاب إلي المدرسة بالمعني التقليدي مستحيلا عملياً. ويجري الآن بث الدروس عن بعد ويستطيع الطلاب التحدث مع المعلمين باستخدام كاميرا الإنترنت. وأصبح هناك حوالي 30.000 طالب يتعلمون عن بعد، وحقق المشروع نجاحاً لافتا لدرجة أن دولاً مثل كندا واستراليا تسعي للإستفادة والتعلم منه، كذلك الحال بالنسبة لجائزة "وايز" الممنوحة لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" BBC Janala وهي التي تمكن الملايين من الناس في بنجلاديش من تعلم اللغة الإنجليزية بطريقة سهلة وبأسعار معقولة باستخدام الهواتف النقالة. فتقدم "بي بي سي جانالا" الدروس الإذاعية لمدة ثلاث دقائق يومياً عبر خدمة الرد الصوتي التفاعلي وبكلفة تبلغ فقط 50 "بيزة" (0.004 بنس جنيه إسترليني) في الدقيقة.
التعليم والربيع العربي
ومن جانبها أكدت الشيخة موزة بنت ناصر لأعضاء المؤتمر أن شبابنا اليوم أصبح مدركًا لحاجاته وحقوقه، حيث تمكن من التعبير عن رأيه بطريقة حضارية ورأينا ذلك في الشوارع العربية كيف أن هؤلاء الشبان تمكنوا من رفع التحديات بكل تفاؤل وبشجاعة أيضًا. وأشارت الي أن التعليم الجيد سيعلم شبابنا روح المواطنة، وأوضحت أن الابتكار في التعليم هو أحد العناصر القادرة علي معالجة المشاكل التي تعاني منها المنطقة من خلال أفكار وطرق جديدة ومبتكرة، لأن 60 بالمائة من سكان المنطقة هم دون عمر الثلاثين ويوجد الكثير من الطلاب الذين هم خارج الصف والعديد منهم يعيش في مناطق تعيش نزاعًا نصفهم من الفتيات في حين أن معدلات البطالة هي الأعلي في العالم مع الحاجة إلي 50 مليون وظيفة في العقد المقبل.
وأوضحت الشيخة موزة أن جائزة " وايز " للتعليم تهدف إعطاء مكانة رفيعة للمربين والمعلمين الذين يعملون لتلبية الحاجات التعليمية ورأت ضرورة الاهتمام بالبنية التحتية في المجال التعليمي من خلال إنشاء المدارس والفصول وتدريب المعلمين، مشيرة إلي أنه من الضروري أن نري الفرد وحاجة كل فرد في مجال التعليم في هذا العالم وهذا هو الأهم ويجب أن نركز علي ذلك فالتكنولوجيا موجودة ويمكننا أن نستعملها ولكن البني التحتية هي الأهم«.
التعليم والتسلح
ومن جانبه يدعو الدكتور جيفري ساكس مدير معهد كوكب الأرض - جامعة كولومبيا والمستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة الحكومات إلي عدم غض الطرف عن تلبية الطموحات لشعوبها والاستجابة لها وترك القدرات جانبًا وإلي عدم غض الطرف عن جودة التعليم.وأشار إلي أنه لا يمكن الوصول إلي اقتصاد مزدهر في القرن الحادي والعشرين دون شعب متعلم وأنه دون الاستثمار في التعليم لا يمكن الحصول علي كل شيء، مؤكداً أن تحقيق الأهداف الإنمائية وخاصة ما يتعلق منها بالتعليم ليس أمرًا صعبًا ويمكن تحقيق ذلك، لكنه رأي أن الدول القوية لم تف بوعودها في هذا المضمار وأن هناك دولاً تنفق علي التسليح أضعاف المبالغ التي تنفقها علي التعليم. ولفت إلي أن الولايات المتحدة الأمريكية تنفق علي التسليح 30 ضعفًا ما تنفقه علي التعليم، حيث وصلت قيمة الإنفاق علي التسليح إلي 7 مليارات دولار أكبر بكثير مما ينفق علي التعليم. وتطرق جيفري إلي الحديث عن دور التكنولوجيا في التعليم حيث أن ماحدث في مجال الابتكار والتكنولوجيا في السنتين الأخيرتين كان أكثر بكثير مما تغير في 29 عاما«، مضيفاً »إن ما يمكننا التوصل إليه مع الأطفال الآن كان مستحيلاً أن نحققه قبل سنوات قبل الإنترنت فهناك تعليم تقني بكلفة أقل وهذا أمر شديد الأهمية ويجب أن نركز علي ذلك فلا يوجد عذر حتي يتمكن الأطفال من الحصول علي المعلومات لأن التكلفة منخفضة جدًا وشركات التكنولوجيا انخرطت في هذه الجهود«.
أما السيدة نيلادي باندور وزيرة العلوم والتكنولوجيا وعضو البرلمان بجمهورية جنوب إفريقيا فتركز علي أهمية التعليم في التنمية الاقتصادية ومدي أهمية الترابط الوثيق بين العلوم والتكنولوجيا والتربية وبين الاقتصاد وإنه يجب ربط العلوم والتكنولوجيا والتربية والتعليم للتأكد من وجود القدرات من أجل التقدم في كل القطاعات الحيوية مثل البيولوجيا والأحياء والهندسة. وفي معرض حديثها عن أهداف الألفية للتنمية ولاسيما الهدف الثاني وهو التعليم الابتدائي لكل الأطفال عبر العالم بحلول العام 2015 رأت السيدة نيلادي باندور إنه ليست كل الدول تستطيع تحقيق هذا الهدف واستعرضت تجربة بلادها الناجحة في هذا المجال وقالت حققنا الكثير فيما يتعلق بإدخال الأطفال في النظام المدرسي ولدينا مساواة في المستويين الابتدائي والإعدادي وهناك الكثير من الفتيات يذهبن إلي الجامعات ولكن المشكلة تتعلق بمواد العلوم الطبيعية والعلوم البحتة لأن معظمهن يتوجهن إلي المواد الأدبية« لكنها أوضحت أن معظم الدول الأفريقية لا تحقق تحسنًا في هذا المجال.
أهداف الألفية
من جهته دعا السيناتور كريستوفام بارك حاكم ولاية بارازيليا السابق إلي عمل خطة الدوحة من أجل التعليم علي غرار خطة مارشال الشهيرة لإعمار أوروبا عقب الحرب العالمية الثانية. وقال " لا بد أن نعمل علي الوصول للفقراء بالتعليم الأساسي عبر الابتكار". واستعرض تجربة بلاده في تشجيع انتساب الطلبة للمدارس من خلال دفع الأموال للأسر الفقيرة. ودعا إلي تحديد أفكار لتحسين التعليم للفقراء وتوفير الدعم لهم عبر فرض ضرائب علي الأموال عبر آليات العولمة المختلفة بما يوفر تمويلاً مبتكرًا للتعليم.
الدعم قليل
أما السيدة كارول بيلامي المدير التنفيذي السابق لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف"، فاعتبرت أن الدعم المادي المقدم للتعليم بالعالم قليل حيث يأتي تمويل التعليم من الحكومات. وأشارت إلي ضرورة الابتكار التمويلي والاستخدام الأمثل للموارد وعدم إهدارها والدخول في شراكات بين القطاعين العام والخاص لتوفير طرق جديدة ومبتكرة للتعليم. وشددت علي أهمية فعالية الإنفاق في الأموال المخصصة للتعليم وتحديد الاحتياجات بدقة لتوجيه الإنفاق لها بما يضمن عدم إهدار أي موارد.
أما د.نيكولاس بورنيت مساعد المدير العام للتعليم في المنظمة الدولية للتربية والعلوم والثقافة "اليونيسكو" فيري إن التعليم بمثابة استثمار إنمائي دائم يجب أن يستمر بسبب تأثيره علي الحالة الاقتصادية والاجتماعية وقطاع الأعمال ، والفكرة ليست في جمع الأموال بل في كيفية استخدامها بطريقة سليمة وتحقيق أفضل فائدة من ورائها. وأكد علي أهمية التمويل الابتكاري في تحقيق الأهداف الانمائية للألفية والوصول إلي نتائج عملية تحقق تطوير العملية التعليمية وتنعكس إيجابيًا علي مختلف الأنشطة الإنمائية.
انتقادات حادة
وانتقد الخبراء المشاركون في مؤتمر القمة العالمي الثالث للابتكار في التعليم، تراجع الدول المانحة عن تمويل المشاريع والبرامج التعليمية في البلدان الفقيرة والنامية. وكشفوا أن فئة المراهقين تمثل أكثر من 60 بالمائة من الذين غادروا مقاعد الدراسة في سن مبكرة، وأن الفتيات يمثلن 20 بالمائة من العدد الإجمالي لهذه الفئة خاصة في المناطق الصحراوية بمختلف مناطق إفريقيا.
كتاب الابتكار
وقد أطلق مؤتمر القمة العالمي للابتكار في التعليم "وايز" كتاب "وايز" خلال جلسة خصصت لذلك تم فيها تسليط الضوء علي أهم الأفكار الابتكارية التربوية التي أطلقها عدد من الخبراء الابتكاريين في المجال التعليمي والتي من شأنها تمكين الأفراد وإحداث نقلة نوعية في الكثير من المجتمعات. وترأس الجلسة خبير الابتكارات التعليمية تشارلز ليدبيتر الذي كلف من قبل "وايز" لإجراء أبحاث وكتابة منشور إبداعي، في إطار إلقاء الضوء علي الدروس المستفادة من مبادرات التعليم الابتكارية حول العالم.
وكشف مشتاق شابرا رئيس ومدير مؤسسة المواطنين بباكستان عن أن هناك 16 مبادرة ابتكارية يضمها الكتاب لمجموعة من أفضل المبتكرين في مجال التعليم علي المستوي العالمي، مضيفًا أنه انطلاقًا من المبادرات الخلاقة التي يحتويها الكتاب، فإننا نري أنه دائمًا وراء تلك المبادرات هناك أشخاص يعتقدون أنه من المهم إحداث تغيير في مجتمعاتهم وهم أناس قد خاب أملهم من التحدث كثيرًا، لذلك كان هذا هو الهدف من إنشاء المؤسسة.
وأشار إلي أن مؤسسة "المواطنين" عملت في باكستان علي الاهتمام بالمناطق النائية التي لم تلقَ الاهتمام اللازم من قبل الحكومة، حيث قامت المؤسسة بإنشاء 750 مدرسة في تلك المناطق بعد أن كانت 5 فقط، وذلك بهدف الوصول إلي 1000 مدرسة تضم 100 ألف طالب.
من جانبها أعربت سيسيليا دوليفيرا مدير تنفيذي إم آي تي مؤسسة المساق المفتوح - أوبن كورس وير- (الولايات المتحدة) عن سعادتها لانضمام مبادرتها الابتكارية إلي كتاب "وايز" وأن تكون ضمن العديد من الابتكارات التي قدمها خبراء هذا المجال في العالم. وقالت إن مشاريع المبادرات الابتكارية أطلقها بعض الأشخاص الذين وضعوا أصابعهم علي المشاكل التي تواجه المجتمعات وحاولوا من خلال ذلك وضع الحلول المستدامة التي تساعد علي إنهاء تلك المشاكل والوصول إلي حياة أفضل، مشيرة إلي أن فكرة ابتكارها تعلقت بوضع الحلول لكيفية استفادة الجامعات من شبكة الإنترنت، حيث تم إتاحة الموضوعات علي الشبكة مجانًا حتي يستطيع الأفراد الوصول إليها في جميع أرجاء العالم.
بدورها، قالت كارولين اكير التي كانت تعمل ممرضة : بطبيعة عملي كنت أعمل في العديد من المجتمعات الفقيرة ذات الدخل المحدود، وكنت أشعر كثيرًا بالضيق مما وصل إليه حال التعليم في تلك المجتمعات، خصوصًا أن الحلول التي كان يتم تقديمها لم تكن كافية.
وأضافت " مع ضعف وتردي حالة التعليم في تلك المجتمعات وصل الشباب إلي درجة كبيرة من العنف بسبب الجهل والفقر، ومع معاصرتي للكثير من الأحداث بدأت مبادرتي انطلاقًا من العدالة الاجتماعية، حيث قدمنا من خلال مؤسسة "باص وايز" العديد من الحلول للكثير من المشاكل التي تتعرض لها الأسر في تلك المجتمعات .. مشيرة إلي أنه مع بداية عمل المؤسسة أدرك الجميع أن المجتمعات ذات الدخل المحدود، وصلت نسبة التسرب من التعليم بها 50٪ إلا أنه مع مرور الوقت استطاعت المؤسسة أن تصل بتلك النسبة إلي 20٪ كما عملت "باص وايز" علي تعميم تلك التجربة في العديد من المجتمعات التي تواجه نفس المصير وخرجت بالكثير من النتائج الطيبة. وأكدت أنه بات من الضروري اعتماد الابتكارات مع المجتمعات ذات الدخل المحدود والفقيرة في مختلف بقاع العالم من أجل مساعدة سكانها علي تحسين مستواهم الاجتماعي، والحصول علي تعليم جيد يؤمن لهم حياة جيدة .. مشيرة إلي أن كتاب وايز الذي يحمل عنوان "الابتكار في التعليم .. دروس مستقاة من الرواد حول العالم" يضم عددًا من التجارب المتنوعة الجديدة التي تبناها أصحابها لخلق حلول لبعض المشاكل التي تواجه المجتمعات.
من جهته قال وزير التربية والتعليم الفرنسي لووك ماري شاتيل إن إصلاح عملية التعليم عملية مستمرة ولا تتوقف، فالنظام التعليمي في كل بلد بحاجة إلي إصلاح متواصل مع عالم اليوم وهذا ينبغي أن يحدث يوميًا وبصمت وأن يكون هناك رؤية جادة لرؤية حقيقة النظام التعليمي بصورة أشمل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.