أعلن في هراري مؤخرا أن رئيس وزراء زيمبابوي مورجان تشانجيراي توصل إلي تسوية خارج المحكمة مع عشيقة سابقة لإنهاء قضية اثارت جدلا أضر بسمعته قبل الانتخابات المتوقعة العام القادم. وكانت لوكارديا كاريماتسينجا قد طلبت15 الف دولار شهريا كنفقة من تشانجيراي. وتعززت قضيتها في سبتمبر الماضي عندما منعت محكمة تشانجيراي من الزواج من امرأة أخري بعدما قضت بأنه متزوج من كاريماتسينجا عرفيا. وقال محامي السيدة تمكنا من تسوية المسألة لكن ليس مسموحا لموكلتي الكشف عن شروط الاتفاق.... وبينما يواجه الرئيس روبرت موجابي المنافس الرئيسي لتشانجيراي انتقادات لتحويله زيمبابوي من أحد اكثر الاقتصاديات الواعدة في افريقيا إلي دولة منهارة يواجه رئيس الوزراء الآن تساؤلات حول علاقاته بالنساء والمال. ومنحت مشاكله الشخصية التي بدأت بعد وفاة زوجته الأولي في حادث سيارة عام2009 موجابي دعما سياسيا مع سعيه لمد حكمه المستمر منذ ثلاثة عقود في الانتخابات المتوقعة خلال العام المقبل. وعلي الرغم من نجاح طرفي الخلاف السياسي في زيمبابوي روبرت موجابي ومورجان تشانجيراي في التوصل إلي اتفاق لإنهاء النزاع الذي دار بينهما بشأن أحقية كل منهما في الوصول إلي سدة الحكم, عقب إعلان نتائج انتخابات الرئاسة الأخيرة التي جرت عام2008, والذي بموجبه وقف الأول علي رأس هرم السلطة رئيسا للبلاد بينما حظي الثاني بمنصب رئيس الوزراء, وذلك بهدف وقف نزيف الاقتصاد المتهاوي في البلاد فإن الحرب بينهما لم تضع أوزارها بعد. فكلا الطرفين ما زال يري في الآخر منافسا شرسا وخصما عنيدا يتطلع للنيل منه أو الإيقاع به وإزاحته من خلال استخدام كافة الأسلحة المتاحة للقضاء عليه. ولم تكن الحياة الخاصة لكل منهما بمعزل عن هذا النزاع. فالحكم القضائي, الذي صدرقبل أشهر قليلة لمنع تسفانجراي من الزواج بناء علي كونه متزوجا من أخري وهو ما توصل إليه القضاه من خلال مشاهدتهم لشريط فيدويو يتضمن قيامه بدفع المهر التقليدي لامرأة أخري في نوفمبر الماضي, ما يعني أن زواجه مجددا يعد من قبيل تعدد الزوجات الذي تحظره قوانين البلاد حتي وإن كانت التقاليد القبلية لعائلته تجيزه, وعلي الرغم من أن هذا الحكم لم يثنه عن عزمه, حيث أتم حفل زفافه علي تلك الفتاة الشابة ثلاثينية العمر بدون ترخيص في واحد من أفحر فنادق العاصمة هراري فإن المتابع لمجريات الأحداث بزمبابوي عن كثب يمكنه أن يشتم رائحة خصمه موجابي في ذلك الحكم الذي يبدو مسيسا والذي يهدف بالأساس إلي تشويه سمعته والتأثير علي شعبيته, خاصة مع اقتراب انتخابات الرئاسة الجديدة. وقد يمهد ذلك الطريق أمام منافسه موجابي في الحصول علي فوز سهل في انتخابات الرئاسة المقبلة والاستمرار في الحكم الذي لم يفارقه منذ وصوله إليها عام1980, وقد يتفادي بذلك تكرار سناريو جولة الإعادة لانتخابات الرئاسة التي جرت عام.2008 وأما الطريف فهو أن موجابي تعرض للحدث ذاته ولكن مع اختلاف التوقيت والنتائج ففي عام1990 تزوج من سكرتيرته السابقة جريس مارفو عشرينية العمر قبل وفاة زوجته الأولي سالي هايفرون غانية الأصل بعامين وعلي الرغم من أن تعاليم المسيحية التي يدين بها موجابي لاتسمح لمعتنقها بأكثر من زوجة إلا أنه يبدو أن مرض سالي المزمن كان بمثابة طوق النجاة له من الوقوع في مأزق مماثل. وهو ما دفعه إلي إعادة زواجه من مارفو لاحقا وبشكل رسمي عام.1996 وحتي اللحظة ومع تردي الاقتصاد وارتفاع معدلات الفقر في البلاد التي كانت تعرف سابقا باسم روديسيا الجنوبية حتي نيل استقلالها عام1965 بالاضافة إلي تداخلات أطراف داخلية وخارجية, فإن نزاع السلطة في زيمبابوي يبقي مفتوحا علي مصراعيه ولا يمكن لأحد التكهن بنهاياته.