ستاد الجمعة يكتبه - علي بركة: شعور عميق بالحزن لابد أن ينتابك عندما تتعرف علي ما يحدث هناك. في الوادي البعيد حيث محافظة الوادي الجديد وفريقها الوحيد الذي يمثلها في الدوري الممتاز ب والذي يتلقي الضربات ربما بعضها من غير قصد من كل حدب وصوب فلا أحد يصدق أن محافظة بحجم الوادي الجديد والتي تمثل47% من مساحة مصر الكلية تعاني رياضيا علي الأقل خاصة بعد رحيل المحافظ الرياضي اللواء أحمد مختار الذي مازالت العيون تقطر عليه دما لا دموعا بين أهالي سكان هذا الأقليم العزيز جدا علي قلب كل مصري. فالمحافظة التي تضم خمسة عشر فريقا أهمها نادي الخارجة الرياضي الذي تغير اسمه قبل عامين ليتحول إلي نادي الوادي الجديد كما يقول رئيسه محمد طه, وهو الوحيد الذي يمثل المحافظة في الممتاز ب إذ كان يسعي اللواء أحمد مختار إلي دعمه من خلال رجال الأعمال وبعض الشركات الكبري بالإقليم وصندوق الشباب بالمحافظة من أجل تحقيق حلم الجماهير بالصعود لدوري الأضواء, وما قد يدره من استثمارات بالملايين علي المحافظة. والمهم أن أحمد مختار رحل, ورحلت معه الأحلام, وتضاءلت الطموحات إلي الحد الأدني للوجود فقط, ولكن يبدو أن هذا كله لم يعد ممكنا, حيث اقتصر الدعم علي الممثل الوحيد للمحافظة في الممتاز( ب) علي خمسة آلاف جنيه فقط في العام.. ويسهم اتحاد الكرة في صنع المأساة حين يقرر وضع الفريق في مجموعة جنوب الصعيد بإجمالي خمسة آلاف وخمسمائة كيلو متر يقطعها الفريق لأداء المباريات الخارجية بدلا من المشاركة في مجموعة شمال الصعيد التي لا تحتاج لأكثر من ثلاثة آلاف ومائتي كيلو متر من التنقلات. ولابد للمسافر من الوادي الجديد أن يتحرك إلي أسيوط عند تنقله لأي محافظة للعب بها المباريات, والطريق الذي يسلكه المسافرون يسمي طريق الموت, فكثيرا ما تقع به الحوادث وكان أشهرها ما تعرض له أتوبيس الفريق الموسم الماضي والذي أدي إلي اصابة الإداري وعدد كبير من اللاعبين عند العودة من سوهاج عن طريق أسيوط, ولم تساعد القدرات المالية المتاحة للنادي في علاج الإداري الذي لايزال طريح الفراش. وهناك طريق آخر أكثر اختصارا من طريق أسيوط لكنه غير آمن ولا يسلكه أحد لوجود قطاع طريق محترفين علي امتداده. وأدت الضائقة المالية إلي عدم تحرير أي عقود للاعبين والاكتفاء بتناول وجبة الغداء يوم المباراة, مما أدي إلي رحيل رأس الحربة الموهوب بالفريق محمود زين الذي كانت الآمال تتعلق علي بيعه بمليون جنيه علي الأقل بعد تحرير عقد احتراف معه. ووافق اللاعب بالفعل وطلب ألفي جنيه فقط لتسديد ديونه, ولما عجزت الميزانية عن سداد المبلغ إذا باللاعب الموهوب يضطر للانتقال إلي نادي الشبان المسلمين بالوادي الجديد الذي يلعب في القسم الثالث في صفقة انتقال حر نظير حصوله علي مبلغ ألفين وخمسمائة جنيه في الموسم. ونأتي إلي مشكلة المشاكل التي من أجلها تستعد إدارة النادي والكلام علي مسئولية محمد طه إلي الاعتصام داخل مبني المحافظة لايجاد حل حيث كان طه قد التقي منذ عدة أشهر بمحافظ الاقليم وطلب منه مساعدة المحافظة في نفقات البنزين الخاص بأتوبيس النادي من خلال صرف بونات علي غرار ما يحدث مع سيارات المحافظة.. وبالفعل أبدي المحافظ ترحيبه التام بهذا المطلب العادل غير أنه أشترط ضرورة مبيت الأتوبيس في الجراج التابع لمبني المحافظة. وطبعا وافقت إدارة النادي فورا, وبعد أربعة أيام فقط فوجيء رئيس مجلس الإدارة بإخطار المحافظة له بضرورة تسلم الأتوبيس الذي احترق بفعل ماس كهربائي, وهكذا قامت إدارة النادي بعرض الأتوبيس المحترق علي احدي الشركات المتخصصة لاصلاحه فتبين أن التكلفة المطلوبة سوف تتجاوز ال60 ألف جنيه وهو مبلغ فلكي يفوق قيمة الأصول الثابتة للنادي وليس خزينته فقط!.