عشرات الأطفال الأبرياء ماتوا دهسا تحت عجلات القطار وفي النهاية من المسئول ؟! عامل المزلقان.... عامل المزلقان هو مواطن بسيط راتبه لا يتعدي خمسمائة جنيه شهريا إن لم يكن أقل وغالبا يكون مسئولا عن زوجة وأبناء ويعمل في ظروف صعبة فهو ليس في مكتب مكيف أو هناك سيارة خاصة تقوم بتوصيله لعمله بل هو شخص يعيش حياة قد لا يكون كثير منا قد شاهدها إلا في فيلم "المنسي" للفنان عادل إمام . هل شخص بكل هذه المعاناة نجعله مسئولا عن حماية أرواح الآلاف من ركاب القطارات فلماذا لا يكون أحد المهندسين والذين يتقاضون رواتبهم بالآلاف ويجلسون في مكاتب وسيارات مكيفة.. هل رأينا من قبل مهندس يقوم بصيانة تكييف أو كهرباء داخل قطار دائما إن وجد يكون عامل بسيط أو أحد الفنيين .. عامل المزلقان مهمته خطيرة وحساسة وتتعلق بأرواح الملايين فلماذا لا نحسن دخولهم وظروف عملهم ليستطيع أن يعمل في ظروف تمكنه من أداء تلك المهمة الحساسة .. والتي ينتج عن أي خطأ فيها موت أبرياء لا ذنب لهم . هذا المنصب الحساس لماذا لا يقوم به مهندس متخصص بدلا من تركه لعامل بسيط ليس له أي خبرة كالمهندس في إدارة هذه المزلقانات . عامل المزلقان يجب أن ندرس ظروفه وحالته قبل أن "نشيله" القضية من الألف للياء . هذا الكلام ليس دفاعا عن المتسبب بصفة خاصة عن هذا الحادث بل هي دراسة لقضية عامة وهي أن هذه الوظائف مثل الكناس في الشارع أو عمال الرف الصحي برغم أهميتها وتعلقها بأرواح الملايين ألا أنها تعامل معاملة الوظائف الدنيا في المجتمع وسيتكرر مسلسل حوادث القطارات وقطاري الفيوم ليس ببعيد بسبب تراخي عامل المزلقان فالحل أن نغيره بمن هو أكفأ منه أو أن نحسن ظروفه المادية والمهنية ليستطيع أن يؤدي دوره المطلوب على أكمل وجه .وبدلا من فشل القدرة علي الحمار فنقدر علي البردعة . سيناء تضيع وتنظيم الجهاد والقاعدة يبدو أنهم يحكون سيطرتهم عليها ونحن نكتفي بتصريحات النظام القديم "كله تحت السيطرة" أيضا نهر النيل يضيع وأثيوبيا تمضي قدما في إقامة سد النهضة ونكتفي أيضا بتصريحات "أن السد لن يؤثر علي مصر" هذا التصريح يكون مقبولا لو خرج من أثيوبيا ولكنه يخرج من مصر بل وزيادة في التأكيد يستكمل التصريح بأننا في انتظار رسومات السد لمعرفة هل هو خطر أم لا .. أديني عقلك ! وأخيرا جبل الغاز الطبيعي في مياه البحر المتوسط والتي تحدث عنه الخبراء والسرقة التي تقوم بها إسرائيل داخل مياهنا الاقتصادية والتي تخص مصر وأيدوا كلامهم بالمواثيق والخرائط نجد أن الدولتين المدانتين في هذا الأمر وهما إسرائيل وقبرص تلتزمان الصمت لمعرفتهما بحجم الجريمة التي تحدث أما مصر فكان رد فعلها قوي لدرجة أدهشت العالم وهو تصريحات وزير البترول بنفي حدوث هذا الأمر برمته وأنه مجرد إشاعات .. إننا قبل أن نتجه للخارج ونزور الجزائر أو غزة أو غيرها يجب أن نرتب البيت من الداخل أولا لنستطيع أن نكون أقوياء في مواجهة الأطماع الخارجية ولكن ما يحدث هو فشل في السياستين الداخلية والخارجية وإلهاء الشعب عامة والطبقة المفكرة خاصة بأمور ليست بالقضايا التي تشغل كل تفكيرنا مثل التأسيسية أو غلق المواقع الإباحية أو خطبة القرضاوي في الأزهر الشريف. المزيد من مقالات عادل صبري