السفيرعفيفي عبدالوهاب سفير مصر الجديد بالمملكة العربية السعودية من الشخصيات الرصينة والهادئة في المجال الدبلوماسي, فقد لقي ترشيحه من مصر للعمل في المملكة بداية من شهر سبتمبر الماضي ارتياحا كبيرا في الاوساط الدبلوماسية السعودية وايضا من اعضاء الجالية المصرية هنا فهم يعرفونه جيدا ويصفونه بالتواضع والوضوح. فقد كان يعمل قنصلا عاما لمصر في جدة وقبل ذلك دبلوماسيا في سفارة مصر بالرياض وبعد اربعة اعوام عاد مرة أخري سفيرا لمصر بالعاصمة السعودية.. التقيت السفير عفيفي عبدالوهاب وتحاورت معه حول رؤيته للحفاظ وتطوير العلاقات التاريخية بين مصر والسعودية في كافة المجالات, بالاضافة الي اوضاع الجالية المصرية هنا والتي تعد اكبر الجاليات علي مستوي العالم ويقدر تعدادها قرابة المليونين... فكان هذا حديثه الاول للاهرام منذ توليه مهام منصبه الجديد.. بداية يقول السفير عفيفي: ان المرحلة الحالية تستدعي مزيدا من التعاون والتعاضد بين الدولتين الشقيقتين مصر والسعودية فهي علاقات راسخة تضرب بجذورها في اعماق التاريخ. و اذا انطلقنا من اللحظة الراهنة التي نعيشها خاصة بعد الانعكاسات الايجابية لزيارة الرئيس محمد مرسي للمملكة بماتحمله من دلالات تتجاوز المكان والتاريخ هناك امل كبير للغاية في ان تشهد العلاقات مزيدا من التطور في كافة المجالات خاصة ان الاوضاع العربية الحالية تستدعي من البلدين المزيد من التكاتف والتعاون والتشاور. وقال: لقد ادركت منذ اللحظة الاولي لوصولي هنا ان هناك رغبة حقيقية بالفعل بين الاشقاء في السعودية في دفع العلاقات, بعد زيارة الرئيس مرسي وهناك حرص من القيادة السعودية علي متانة هذه العلاقات والشاهد ان المملكة كانت هي الداعم الاساسي والرئيسي لمصر بين أشقائها الدول العربية في المرحلة الحالية وبعد ثورة25 يناير حيث كانت اول دولة وقفت بجانب مصر. واوضح ان هناك علاقات استراتيجية قوية وثابتة بعيدا عن الاسماء والاشخاص فهي لاترتبط بأشخاص معينة, ولكنها علاقات ثابتة لمصلحة البلدين والشعبين الشقيقين, واتذكر قول الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود يرحمه الله بان المملكة ومصر هما جناحا الامة العربية وبتكاتفهما وتعاونهما يستطيعان ان يعبرا بالامة العربية الي بر الامان, وهذا قول قائد فذ كانت له رؤية ثاقبة فقد كان ينظر دائما الي المستقبل ويدرك مكانة مصر وبالتالي مكانة المملكة العربية السعودية. ماهي رؤيتكم في مجال عودة الاستثمار السعودي بقوة الي مصر خاصة في هذه الظروف؟ اعادة الثقة لرجال الاعمال والمستثمرين السعوديين في مناخ الامن والاستقرار الذي بدأ يعود تدريجيا الي مصر واعادة الثقة في ان هناك حكومة مصرية جديدة لديها الرغبة القوية والصادقة في جذب المزيد من الاستثمارات العربية وبالذات الاستثمارات السعودية, ولديها ايضا القدرة علي ازالة كافة المعوقات لتحقيق ذلك اذا كانت هناك ثمة معوقات تعترض زيادة ونمو هذه الاستثمارات. الاقتصاد المصري في حاجة بالفعل في الفترة الحالية الي المزيد من الاستثمارات وعودة الانتاج في كافة المجالات الي نفس المستوي الذي كان يسبق ثورة25 يناير بل ويفوق ذلك لأن هناك فرصا واعدة خلال الفترة المقبلة والدليل علي ذلك ماتعهد به الرئيس محمد مرسي امام الوفد التجاري السعودي برئاسة وزير التجارة والصناعة الذي زار القاهرة مؤخرا. ماهي نتائج هذه الزيارة في تذليل العقبات التي تعترض الاستثمارات السعودية في مصر؟ سأقوم بمتابعة هذه النتائج التي لن تظهر بين عشية وضحاها فربما تأخذ بعض الوقت القصير ولكن من واجبي خلال الفترة الحالية والمقبلة متابعة نتائجها مع وزير التجارة السعودي, وايضا مع مجلس الاعمال المصري السعودي, وقد كان هناك اتصال من احد رجال الاعمال السعوديين الذي زار مصر وكنت اتحدث معه عن لقاء قريب لأن لديه بعض المقترحات والافكار لكيفية تفعيل نتائج الزيارة بمايعود بالنفع المتبادل بين البلدين. ماهو حجم الاستثمارات المصرية في السعودية؟ ليس كبيرا بالمقارنة بالاستثمارات السعودية في مصر التي تزيد علي25 مليار جنيه, اما الاستثمارات المصرية في السعودية فهي اقل من ذلك بكثير وسأسعي لزيادتها. ماهي رؤيتكم لحل المشكلات التي تعترض البعض من أبناء الجالية هنا وكيفية العمل علي حلها؟ أعلنت منذ اللحظة الاولي لوصولي المملكة ان همنا وشغلنا الشاغل الاول والاساسي هو رعاية المصريين أينما كانوا علي أرض المملكة, والعمل علي تذليل أي عقبات قد تعترضهم بالتعاون مع الاشقاء السعوديين والذين نلقي منهم بالفعل كل تعاون وتفاهم, ولعلي اتذكر عندما كنت مستشارا في السفارة المصرية بالرياض دائما قول المسئولين السعوديين انه بالرغم من ان الجالية المصرية من اكبر الجاليات العربية والاجنبية تواجدا هنا في المملكة الا انهم اقل اثارة للمشاكل لذلك حتي في وجود بعض المشكلات نستطيع بالتعاون مع الاشقاء في السعودية ان نحلها وغالبا ننجح في مساعينا الودية. ماذا عن المحتجزين في سجون السعودية وهل هناك متابعة لأوضاعهم ؟ وفق الانظمة والقواعد المعمول بها في قانون المملكة هناك مخالفات من البعض مثل المتخلفين بعد اداء العمرة او الحج بعد انتهاء مدة التأشيرة الممنوحة, وأنا علي اتصال يومي مع زميلي قنصل مصر العام في الرياض السفير حسان عيسي وقنصل مصر العام في جدة السفير عادل الالفي للنظر في كافة المشكلات التي تثار والعمل علي حلها, وللاسف الشديد هناك البعض من له حق سواء علي الجانب المصري او السعودي لكن بعض المصريين لاينتظر ان يفصل القضاء الحكم النهائي في قضيته ويترك الكفيل ويذهب الي اي مكان يشاء داخل المملكة, ومع ذلك حين يأتي الينا لانتخلي عنه ونتبع الطرق الودية أولا مع الكفلاء وغالبا نستطيع ان نصل الي حل يرضي الطرفين وبعد ذلك يغادر المواطن عائدا لبلاده, لابد من احترام القضاء السعودي والانتظار حتي يتم الفصل في القضية وهذه المشكلة الاساسية ان من يلجأ للقضاء لايطيق صبرا حتي يصدر الحكم النهائي ودائما يتعجل ومنهم من يقول انا متنازل ويترك كل شيء. يتردد من البعض ان هناك بعض الحالات مثل طيلة فترات الحجز بدون محاكم اومن يصدر بحقه حكم وتنتهي مدة الحكم ولايغادر السجن فما هو دوركم في ذلك وهل هناك قائمة بهؤلاء للمتابعة المستمرة مع السلطات السعودية؟ هناك بعض القضايا لديها خصوصيتها تتولاها الجهات المختصة من الجانبين لكن حينما نعلم ان هناك قضية معينة لأي مواطن مصري نثير ذلك مع الجهات المعنية ونطالب بسرعة التحقيق معه وتقديمه للمحاكمة واذا كان له حق يأخذ حقه ونقف بجانبه,حتي المخطيء لانتخلي عنه بتقديم النصح والمشورة والدعم القانوني له, وهناك مستشارون قانونيون سواء في جدة او الرياض يعملون بشكل تطوعي لمساعدة المصريين و الدكتور سعيد يحيي رئيس مجلس ادارة صندوق رعاية المصريين بجدة والمنطقة الغربية والجنوبية السعودية قدم خدمات جليلة للجالية المصرية ويعاونه في ذلك الكثير من المصريين الذين لديهم الجانب الخيري والتطوعي متأصل بشكل يدعو الي الفخر. هناك مطالب تجددت أمام الرئيس محمد مرسي خلال لقائه باعضاء الجالية المصرية بمقر القنصلية بجدة ومنها ضرورة انشاء هيئة لرعاية المصريين في الخارج, ماذا تم بشأنها خاصة ان من مهامها مساعدة المصريين هنا ودعمهم ماليا وتوفير محام سعودي في حالة وجود اي قضايا يتعرضون لها؟ هذه الهيئة مهمة للغاية بالفعل والموضوع مازال قائما ومطروحا وينتظر صدور قرار من مجلس الشعب عند عودته للموافقة علي انشائها, وستكون هذه الهيئة مفيدة بالنسبة لمنظومة رعاية المصريين في الخارج من خلال السفارة المصرية بالرياض, وبعثتها الدبلوماسية في جدةوالرياض وهناك اتجاه لزيادة المتطوعين لمساعدة القنصليتين في حل مشكلات اي مصري في اي من المناطق التابعة لدائرة اختصاصاتهما, فمن يجد في نفسه الكفاءة والرغبة لن نتردد في ان نكلفه بذلك وندعمه في مهمته مع كافة الجهات الرسمية من خلال تفويض من القنصلية لحل اي مشكلات.