اتسعت في حياتنا دائرة الظواهر الدينية في كل شئ.. في المظهر.. والعادات والتقاليد ابتداء بالملابس وانتهاء بالملامح.. ودخلت حياتنا مظاهر كثيرة في الطرقات والمساجد والبيوت. ابتداء بإستخدام البخور لطرد العفاريت وانتهاء بالشعارات واللافتات وزجاج السيارات وعلي شاشات التلفزيون والفضائيات تشاهد إخراج العفاريت وتحضير الأرواح واساليب الشفاء من الأمراض بالخرافات والأساليب العتيقة.. والغريب في ذلك ان مساحة الجرائم زادت بصورة غير مسبوقة يدخل في ذلك عمليات القتل والإعتداء علي المساكن ثم كانت جرائم التحرش الجسدي وهي جديدة علينا تماما.. في زمان مضي كانت الفتاه تسير في الشارع وهي تشعر بالأمان ولا تخاف شيئا لأن الجيران خاصة الشباب منهم كانوا يعرفونها ويحافظون عليها وإذا اقترب منها شخص ما يأخذ حقه كاملا من الضرب والإهانة فلا يفعل ذلك مرة أخري.. ولكننا الأن نشاهد جرائم التحرش دون ان يتحرك أحد.. والأخطر من ذلك ان تجد مجموعة من الشباب يطاردون فتاة مسكينة وحيدة تسير في الشارع.. وتحولت جرائم التحرش إلي جرائم أكبر منها الإغتصاب والخطف وكلها ظواهر لم يكن لها وجود في حياتنا.. ومع هذه السلوكيات الشاذة زادت مشكلة المخدرات وهبط عمر الذين يتعاطون انواعا كثيرة منها إلي الأطفال في سن العاشرة.. والأغرب من ذلك كله ان تقرأ في الصحف وامام اجهزة التحقيق والمحاكم جرائم ارتكبها اشخاص يتحدثون في الدين بل منهم بعض الرموز التي نجحت في مجلس الشعب تحت راية الدين ثم صدرت ضدهم احكام قضائية ادانت تصرفاتهم الشاذة, إن التدين الحقيقي يعني الإلتزام في السلوك والأخلاق وليس مجرد إقامة الشعائر دون مراعاة للمعاملات وهي جوهر الدين واهم ثوابته.. هذا الخلل في حياتنا يحتاج إلي دراسة اجتماعية وبحث سلوكيات الناس.. والأسوأ من ذلك هي لغة الحوار التي يستخدمها المصريون الآن بما فيهم بعض رجال الدين أو الدعاة.. ان فيها تجاوزات كثيرة في اللفظ والمعني والرسالة.. وما بين التجاوز في السلوك والتجاوز في الكلمات تبقي مشكلة التدين الظاهرة شيئا جديدا علينا. [email protected] المزيد من أعمدة فاروق جويدة