أمام أعضاء مجلس الشعب العائدين إلي مواقعهم بقرار جمهوري فرصة أخيرة لتحسين صورتهم امام المواطنين.. طوال الشهور الماضية في أول برلمان بعد الثورة ظهرت أشياء كثيرة أساءت لصورة النواب في البرلمان.. من أخطر هذه الظواهر لغة الحوار التي تجاوزت كل الحدود سواء بين الأعضاء والمسئولين والوزراء أو بين التيارات المختلفة داخل البرلمان..من أخطر الظواهر السلبية ايضا الأحاديث المتكررة عن مشروعات قوانين لا تصلح لهذا الزمان ولا أي زمان آخر, ومنها الختان و زواج الفتيات في سن 12 سنة وتعديل قوانين الزواج و الخلع و التراجع عن حقوق كثيرة حصلت عليها المرأة المصرية.. ومن بين الظواهر السلبية ايضا في عمل مجلس الشعب الرغبة الشديدة في الظهور الإعلامي خاصة علي الفضائيات والحديث في كل شيء وأي شيء.. ولهذا اقترحت أكثر من مرة منع إذاعة جلسات المجلس علي الهواء مباشرة حتي لا نفتح الباب للمنافسة وحب الظهور.. ومن بين السلبيات ايضا عدم دراسة مشروعات القوانين بدرجة كافية وهذا خطأ قديم وميراث شائع منذ برلمان سيد قراره.. يجب ان ندرس مشروعات القوانين بجدية وعمق حتي لا تصبح مجالا للرفض أو الإلغاء من هنا أوهناك. لقد اكتسح الاخوان المسلمين الانتخابات البرلمانية وعندما ظهروا امام الشعب علي الشاشات وفي المناقشات خسروا الكثير من تأييد الشارع المصري.. وقد جاءتهم الأن فرصة أخيرة لتحسين الصورة وتقديم نموذج أفضل في الحوار والسلوك والحرص علي مصالح الوطن.. إن مجلس الشعب ليس مكانا للمهاترات ولكنه أوسع الأبواب لمناقشة قضايا المجتمع وهموم الناس.. إننا نقدر الظروف التي جاء فيها أعضاء المجلس حيث لا توجد لديهم خبرات سابقة في التعامل مع الإعلام أو لغة الحوار وقضايا الوطن وقد جاءتهم الآن فرصة أخيرة ربما تجعل الصورة اجمل مما كانت عليه.. تبقي بعد ذلك نقطة أخيرة وهي الحرص علي صورة المجلس من الناحية الأخلاقية خاصة بعد قضايا التجميل والمراهقة المتأخرة لبعض أعضاء المجلس التي تجسدت في سلوكيات شاذة وغريبة من البعض بحيث أساءت إلي الصورة العامة لبرلمان الثورة. [email protected] المزيد من أعمدة فاروق جويدة